Menu

بالصورلبنان: الشعبية تحيي ذكرى إنطلاقتها 56 بوضع إكليل من الزهور على مثوى الشهداء

بيروت _ بوابة الهدف

وفاء للشهادة والشهداء وتأييدا  للمقاومة وتضامنا مع أهلنا في فلسطين والاسرى في سجون الاحتلال واستنكارا للعدوان الصهيوني على شعبنا في غزة والضفة و القدس ، أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان ذكرى انطلاقتها السادسة والخمسون بوقفة تضامنية ووضع اكليل من الزهر على أضرحة الشهداء بحضور عضو المكتب السياسي للجبهة مروان عبد العال ومسؤول دائرة اللاجئين في الجبهة ابو جابر اللوباني وأعصاء من اللجنة  المركزية العامة والفرعية وقيادتها في لبنان وبيروت وحشد من الرفاق والرفيقات وانصار الجبهة الشعبية وأبناء شعبنا في مخيمات بيروت وفصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية وفاعليات وشخصيات وطنية فلسطينية ولبنانية ورجال دين والمؤسسات الثقافية والتربوية والمكاتب العمالية والنسوية والشبابية والطلابية، وذلك الاثنين 11/ 12/ 2023 في  بيروت - دوار شاتيلا-  مثوى شهداء الثورة الفلسطينية.

ورفع خلال الوقفة أعلام فلسطين ورايات الجبهة، وبعد الترحيب بالحضور والحديث عن المناسبة، قدمها نائب مسؤول المكتب الاعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان فتحي أبو علي، من ثم القى مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان هيثم عبده كلمة قال فيها: 

تحية العشق المقاوم، إلى من صنع الانطلاقة، وملحمة الوجود والتمرد والثورة، الذين كتبوا ملحمة المجد والكبرياء والعنفوان الوطني في لحظة فارقة من التاريخ، وعزفوا سيمفونية الخلود، وخطوا قصة عشق الوطن والشمس والأرض والكرامة والخبز والحرية".

فقد أسهمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في كتابة أبجدية المقاومة، والعنف الثوري، والكفاح المسلح والتناقض الرئيس، فكانت بصمتها في صياغة التجربة الوطنية الفلسطينية

56 عاماً وعلى امتداد مسيرتها الكفاحية، وعلى طريق تحرير كل فلسطين، قدمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، عشرات الآلاف من الشهداء، من خيرة قادتها وكوادرها ومناضليها، وقوافل طويلة من الشهداء، والجرحى، والأسرى، دفاعاً عن شرف وكرامة الأمة، وكل قيم الحق والعدالة والإنسانية في العالم، وشكلت نموذجاً يفتخر به كل المناضلين الثائرين من شعبنا وأمتنا وأحرار العالم، وفي مختلف ميادين الصراع الوجودي والحضاري المفتوح مع كيان الاحتلال، على المستويات السياسية، والكفاحية، والثقافية، والإعلامية، وكان لها شرف الإسهام الفاعل في تعريف العالم بقضية فلسطين، وحقيقة الصراع، وفضح الرواية الصهيونية والغربية التي قامت على أكذوبة *(أرض بلا شعب لشعب بلا أرض).

حينَ تزغردُ البنادقُ، ويعلو أزيزُ  الرصاصِ ، وحينَ تحلقُ ارواحُ الشهداءِ على اجنحةِ المجدِ ، تعجزُ الكلماتُ ان تعبرَ بدقةٍ عن حقيقةِ المشهدِ ، حينَ تهوي الاسلاكُ الشائكةُ ، و تتحطمُ جدرانُ حصونِ و مغتصباتِ العدوِ تحتَ اقدامِ المقاومين الابطال، تعجزُ الكلماتُ عن البوحِ بمكنوناتِ الصدرِ ، فما شاهدْناهُ فجرَ يومِ 7 اكتوبر. انما هو اصدقُ من الأسطورةِ ، وأبلغُ من الكلماتِ ، هي المعجزةُ بكلِ ما تحملُهُ الكلمةُ من معنىً ، هي حكايةُ مجدٍ  ستتناقلُها اجيالُنا ، هي هزيمتُهم ... هي عارُهم ... هي حقيقتُهم المزيفةُ، التي ظهرتْ جليةً امامَ العالمِ.

بالإصرارِ والعزيمةِ ، حطَّمَ شعبُنا أسطورةَ (الجيشِ الذي لا يقهر)، وأكذوبةَ (شعبَ اللهِ المختار)، فروا مذعورين بمجردِ أن سمعوا زئيرَ الأسودِ القادمةِ من قلبِ المعتقلِ الكبيرِ في قطاعِ غزةَ. هي حكايةُ مجدٍ كتبْنَاها على جبينِ الشمسِ. حكايةُ ( طوفان الأقصى).

66 يوماً وما زالت غزة وستبقى تسطر في كل يوم بدماء أبنائها، صفحةً جديدة من صفحات العزة والبطولة والعنفوان... 66 يوماً من الصمود والمقاومة دفاعاً عن تاريخ وحاضر ومستقبل الأمة وذوداً عن كرامتها... وما زالت غزة وستبقى كالطود الشامخ في وجه الإعصار، ترفع راية المجد... لن تنحني... ولن تنكسر، وستبقى عنواناً للحرية، ورمزاً للبطولة، وشوكةً في عين الإحتلال، ولعنةً تطارد الغزاة المحتلين وداعميهم، وكل المتخاذلين عن نصرة الحق والعدل والقيم الأخلاقية والإنسانية.

ما تتعرض له غزة اليوم، ومنذ 66 يوماً من العدوان و 17 عاماً من الحصار و 57 عاماً من الإحتلال لم يأتِ كما يدعي الإحتلال بأنه رد على (عملية طوفان الاقصى). إنما هو في حقيقته تجسيد عملي للفكر والمشروع الصهيوني القائم على إبادة الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته الوطنية، من خلال التطهير العرقي والإبادة الجماعية لتحقيق فكرة "يهودية الدولة". متوهماً بامكانية تحقيق مخططه مستفيداً من اللحظة التاريخية الراهنة، والدعم الغربي اللامحدود، وإنشغال العالم بالأحداث والتطورات على المستوى الدولي، وهرولة بعض النظم العربية المتهافتة للتطبيع مع دولة الكيان. هذا العدو المتغطرس الذي كان ينبغي عليه ان يتعلم من دروس الماضي بأن الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يكسر، او يفرط بحقوقه الوطنية المشروعة، وأنه كلما أوغل بدماء شعبنا كلما ازداد شعبنا صلابةً وعنفواناً وتصميماً على مواصلة كفاحه الوطني حتى تحقيق كل اهدافه في التحرير والعودة.

إننا إذ نحمِّل الإدارة الأميركية ، والحكومات الغربية ، وكل الصامتين عن ما يجري من إبادةٍ لشعبنا، ونعتبرهم بدعمهم وتواطئهم وصمتهم شركاءٌ في الجريمة، وَنَعِدُهُمْ بأن شعبنا والتاريخ والانسانية لن يغفر لكم، وستبقى دماء الضحايا لعنةً تطاردكم، ووصمة عارٍ لن تمحى من  على جبينكم.

إن معركة طوفان الأقصى هي معركة الشعب الفلسطيني وكل قوى المقاومة، وأنها بداية هزيمة هذا العدو ورحيله.

ان الخيار الاول للشعب الفلسطيني هو خيار المقاومة، هل هناك من يظن أن الشعب الفلسطيني ممكن أن يرفع الراية البيضاء او يستسلم !؟؟ 
غزة الآن تدافع ليس فقط عن نفسها بل عن كرامة الأمة العربية وأحرار العالم.

المقاومة فكر وروح ونهج وخيار... المقاومة قدر الشعوب الرازحة تحت نير الإحتلال. وأثبت التاريخ أن الإحتلال مهما بلغ من قوة لا يمكن له ان يكسر إرادة شعبنا وعزيمته وتصميمه على مواصلة النضال حتى تحقيق أهدافه الوطنية، مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات. 

تحل هذه المناسبة في الوقت الذي يواصل فيه المعسكر الصهيو-غربي عدوانه على شعبنا في قطاع غزة، في حملة إبادة جماعية وتطهير عرقي متواصل منذ أكثر من قرن من الزمن، والذي اتخذ مؤخراً شكلاً أكثر دموية وإجرام ووقاحة مستنداً إلى شراكة ودعم مفتوح من زعيمة وراعية الإرهاب العالمي ممثلةً بالإدارة الأمريكية وحلفائها وأدواتها في المنطقة والعالم، ضاربةً وكعادتها بكل المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية عرض الحائط، مطمئنةً إلى أنها بمأمن  من العقاب والمحاسبة بفضل الحماية والرعاية التي يوفرها لها الحلف الإستعماري وتواطؤ وعجز منظمات الأمم المتحدة ومؤسساتها، وعقم وخذلان بعض الأنظمة العربية  الرسمية وتواطؤ البعض الآخر وهرولته للتطبيع مع الكيان الصهيوني الإرهابي، مما جعل الإحتلال يطلق العنان لمزيد من الوحشية والاجرام ومواصلة مجازره بحق شعبنا على مدى أكثر من 66 يوماً، مستهدفاً كل ما يمت للحياة في قطاع غزة بصلة مما أدى الى إرتقاء اكثر من 18000 شهيد، وسبعة آلاف مفقود، وأكثر من 50000 جريح. وتدمير عشرات آلاف الوحدات السكنية والمرافق الخدمية بحيث يجعل من الحياة في قطاع غزة مستحيلةً لتنفيذ مشروعه التاريخي لتهجير شعبنا، ذلك المخطط والحلم الصهيوني الذي أفشله شعبنا بفضل صموده وثباته رغم كل ما لحق به من مآسي ودمار. ولم يكتفي الإحتلال بما يرتكبه في قطاع غزة، وواصل حملته العسكرية ضد شعبنا في القدس والضفة الغربية لتحقيق نفس الهدف، وطرد شعبنا وتهجيره من أرضه وبيوته وتهويد مقدساته المسيحية والإسلامية، وكثف من حملاته واقتحاماته للمدن والقرى والمخيمات، مما أدى إلى إستشهاد أكثر من 280 شهيدا و2500 جريح وأكثر من 3500 معتقل منذ عملية (طوفان الأقصى) في السابع من أكتوبر من العام الجاري. بالإضافة إلى ما ألحقه من تدمير العديد من المنازل والمساجد وتجريف وتخريب البنى التحتية في كل مناطق الضفة الغربية المحتلة. وما يتعرض له الأسرى البواسل في زنازين الإحتلال من تجويع وتعذيب وحرمان الأسرى من أبسط حقوقهم وإحتياجاتهم الإنسانية. وكل ذلك غيض من فيض الجرائم والممارسات الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية. وعليه، وأمام كل تلك التحديات والمخاطر المصيرية، التي تتهدد قضيتنا وشعبنا وأمتنا والسلم والإستقرار العالميين فإننا ندعو ونؤكد على ما يلي:

1- رغم الآلام والجراح شعبنا لن يهزم ومقاومتنا ستنتصر .
2- الأولوية الآن لوقف العدوان وفتح المعابر وإدخال المواد الإغاثية وإيصالها لكل المحتاجين، وأي كلام غير ذلك مرفوض جملةً وتفصيلاً.
3- شعبنا في مختلف أماكن تواجده وحدةً واحدة، والمطلوب تمتين الوحدة الداخلية وقطع الطريق على كل المتآمرين وتشكيل قيادة طوارئ فلسطينية موحدة للتصدي للعدوان وإسقاط أهدافه، على قاعدة التمسك بكامل حقوق شعبنا التاريخية والتحلل من كل الاتفاقيات الموقعة مع كيان الاحتلال، والكف عن الرهان على أوهام التسوية، وإمكانية تحقيق السلام والتعايش مع هذا العدو المجرم المتعطش للدماء، واعتبار أن حقيقة الصراع هي صراع وجود وليس صراع حدود.
4- القلب والوجدان مع غزة، والعين على الضفة الغربية والقدس وما يرتكبه الإحتلال من جرائم بحق شعبنا لتحقيق أهدافه في التهجير القسري لأبناء شعبنا وتهويد مقدساته.
5- نثمن عالياً كل المواقف وأشكال التضامن مع شعبنا، في مختلف قارات ودول العالم، ندعو أبناء شعبنا وشرفاء أمتنا وأحرار العالم الى تكثيف حضورهم في الساحات والميادين دعماً للشعب الفلسطيني ونصرةً لمقاومته الباسلة، وتنديداً بالعدوان الصهيوني وداعميه، كما ندعو الى تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لتعزيز صمود شعبنا ومقاومته.

6- ندعو إلى إطلاق وتصعيد حملات دعم وإسناد شعبنا بمختلف الأشكال، وعلى كل الصعد الحقوقية والقانونية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية، لكشف جرائم الإحتلال وداعميه والمتواطئين معه، ورصد كل تحركاتهم، وملاحقتهم أمام المحاكم الجنائية الدولية باعتبارهم مجرمي حرب.
7-    ندعو إلى مقاطعة كل الشركات الداعمة لكيان الإحتلال ومنتجاته، ورفع مستوى الوعي الشعبي لأهمية المقاطعة في تكبيد إقتصاد الإحتلال وداعميه من خسائر جسيمة، يوظفها في تنفيذ مذابحه وجرائمه بحق شعبنا.
8 - نتوجه بتحية إعتزاز وإكبار لأسرانا البواسل في زنازين الإحتلال. ونؤكد أن ما يمارس بحقهم في سجون الإحتلال إستمرار للجرائم الوحشية بحق شعبنا. وفي هذا السياق ندعو كل المؤسسات الحقوقية الدولية للتدخل الفوري لخماية الأسرى من بطش الإحتلال.

نجدد العهد والوعد لكل أحرار وشرفاء أمتنا والعالم بأن شعبنا لن يرفع الراية البيضاء ولن يلقي السلاح. وأن طوفان دمنا سينتصر حتماً على سيوفهم الحديدية.
نجدد التحية لشعبنا الصامد الصابر في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وفي كل أماكن تواجده. ونشد على أيدي المقاومين الأبطال في ميادين وساحات المواجهة.

في الختام ، نقول لكل أعداء شعبنا وأمتنا، أن الحرب مفتوحة والقادم أعظم، وكل البنادق نحو العدو.. والمقاومة مستمرة ما بقي الاحتلال قائماً. ولشعوب أمتنا وأحرار العالم نقول ، سيبقى الشعب الفلسطيني كما عهدتموه شامخاً مقاوماً، يرفع راية المقاومة حتى التحرير والنصر.

WhatsApp Image 2023-12-11 at 12.56.36 PM.jpeg
WhatsApp Image 2023-12-11 at 12.56.39 PM.jpeg
WhatsApp Image 2023-12-11 at 12.56.48 PM.jpeg