Menu

بعد مئة يوم على حرب الإبادة: الكيان يحصد هزيمة وانقسامات داخلية ومحكمة عدل دولية

غسان ابو نجم

خاص - بوابة الهدف

 

 

 

كتب غسان أبو نجم*

 

إنه اليوم المئة والعالم أجمع يبحث عن أهداف نتنياهو وحكومته الفاشية التي بعثرها وأفشلها المقاوم الفلسطيني في أرض الضفة وغزة. مئة يوم لم يستطع جندي صهيوني وليس جيشاً أن يتموضع في أرض المعركة لأنه سيكون هدفاً سهلاً لمقاوم حافي القدمين يحمل سلاحه باحثاً عن أي هدف عسكري. القتلى بالآلاف والجرحى كذلك آليات رغم تقنياتها العالية جداً وقدراتها التدمرية الهائلة لم تستطع إلا تدمير مستشفى أو مدرسة أو مبنى سكني لتكمل ما تدمره طائرات ال F15وF35 من مجمعات سكنية فوق رؤوس ساكنيها من نساء وأطفال وشيوخ الذين أضحوا بنك الأهداف لأخطر منظمة إرهابية هو الجيش الصهيوني.

لم يستطع حلفاء نتنياهو في الداخل ولا شركائه في أميركا وبريطانيا وألمانيا أن يعترفوا بهزيمتهم في فلسطين فحاولوا توسيع دائرة الحرب فحشدوا أساطيلهم في البحر الأحمر واعتدوا على اليمن الشقيق بحجة أن الحوثيين يعيقون التجارة الدولية رغم إعلانهم أنهم سيمنعون أي سفينة تتجه للكيان الصهيوني فقط والهدف من هذا التوسع في الحرب إعطاء فرصة للجيش الصهيوني لتحقيق جزء من أهدافه واستكمال التدمير الشامل لبنية الشعب الفلسطيني دفعه نحو الهجرة الطوعية أو القصرية والتي اصطدمت بقوة ووعي المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي أصر على التمسك بأرضه ومقاومته.

إن الهزيمة العسكرية التي تجرعها جيش الاحتلال وعدم قدرته على تحقيق الأهداف التي ورطته بها قيادته السياسية جعلته يتخبط في خططه وتقسيماته للمراحل التي رسمها على خرائطه الحربية والتي لم يتحقق منها أي شيء على أرض المعركة فلا هو قادر على تدمير الأنفاق ولا سحق المقاومة ولا تحرير رهينة واحدة من الرهائن ولا إيقاف إطلاق الصواريخ نحو غلاف غزة وباقي المناطق وكل ما حققه عثوره على فردة حذاء يحيى السنوار والتي يمكن إبدالها بضابط صهيوني عند عملية التبادل مما زاد من أزمة الكيان الصهيوني السياسية والذي يعيش بالأصل أزمة بنيوية تطال مؤسساته السياسية والاقتصادية  والاجتماعية ودفعت هذه الهزيمة بمزيد من الشرخ بين مكوناته المختلطة ودفعت جزءً كبيراً لترك منازلهم في مغتصبات شمال غزة وشمال فلسطين نتيجة القصف اليومي من المقاومة اللبنانية مما زاد من علو الأصوات بين صفوف القيادات السياسية والعسكرية والأمنية لوقف الحرب والتفاوض مع المقاومة الفلسطينية التي أدارت المعركة بكل اقتدارإضافة لأصوات أهالي الرهائن وقطاع اقتصادي متضرر من هذه الحرب.

ومما زاد المشهد تعقيداً تطور حالة المقاومة الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية وعمليات اقتحام المغتصبات الصهيونية وتطور حالات الاشتباك المسلح اليومي بين المقاومة والجيش الصهيوني والعمليات في الداخل الفلسطيني كان آخرها عمليه الطعن والدهس في رعنانا مما يؤشر إلى أن المقاومة في تصاعد مستمر وأن خيار المواجهة والتصعيد هو الخيار الذي اختارته المقاومة الفلسطينية التي ومنذ بدء حرب الابادة على شعبنا أغلقت كل خيارات المساومة السياسية وأضحت الكلمة لرجالات الميدان الذين لم يطلقوا إلا قراراً واحداً انصرفوا من أرضنا وبعدها نتحدث .

إن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وحنكة وقوة إرادة مقاومته في إدارتها للمعركة وعمق وقسواة الهزيمة العسكرية التي ألحقتها بجيش الاحتلال الصهيونى وقيادته السياسية مما زاد الشرخ في مكونات الكيان الصهيوني السياسية ووضعت شركائه في حالة من القلق والتوجس من قدرات جيش الاحتلال التي كانت تعول عليه للعب دور إقليمي للسيطرة على المنطقة كل هذه الأوهام تبخرت أمام سلسلة الهزائم التي تعرض لها في غزة والضفة وجنوب لبنان والبحر الأحمر وليس هذا فحسب بل وضع الكيان الصهيوني وشريكه الأميركي في حالة من التخبط نتيجة فشل المخطط السياسي المستقبلي الذي جهدت إدارة بايدن في التحضير له.

ولم يقف حجم الهزيمة عند هذا الحد بل وضعت الكيان الصهيوني ولأول مرة منذ اغتصابه أرض فلسطين للمسائلة القانونية أمام محكمة العدل الدولية نتيجة اتهامه بالإبادة الجماعية في دعوى هي الأولى من نوعها ضد الكيان الصهيوني والتي رفعتها ضده دولة جنوب أفريقيا.

بعد مئة يوم من حرب الإبادة لم يجنِ الاحتلال الصهيونى وحليفته وشريكته رأس الشر العالمي إلا مزيداً من التقهقر والاندحار وتذوقوا وتجرعوا طعم الهزيمة العسكرية والسياسية وتلقى خرف البيت الابيض الصهيوني بالفطرة مزيداً من التراجع في شعبيته وتلقى شريكه نتنياهو صفعة بحذاء السنوار ستودي به إلى السجن مهما حاول إطالة الحرب وتوسيع رقعتها للهرب منه وازدادت أزمة الكيان الصهيوني وتوسعت حالات الهجرة والهلع والخوف بين صفوف ساكنيه وفشل مخطط الصهيونية الدينية الفاشية بتهجير الشعب الفلسطيني.

*كاتب فلسطيني