Menu

الضغط الأقصى في خانيونس، والاستنزاف شمال قطاع غزة

مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي يقدّم نقاط مكثفة حول مجرَيات المواجَهة البرية والحرب على قطاع غزة

2262353_0.jpg

بوابة الهدف الإخبارية - فلسطين

المشهد الميداني لجيش الاحتلال:

▪︎ في مناطق "المرحلة الثالثة" شمال وادي غزة، نفَّذ جيش الاحتلال عملياتِ إغارةٍ وتقدُّمٍ مباغِتةً في عدة محاور في محافظتَي غزة وشمال غزة، بعد أيام من إعادة التموضع خارج شوارع المدن، ونفَّذ دخولًا رأسيًّا في مجموعة من الأحياء.

▪︎ تقدمت الآليات في جنوب مدينة غزة في اتجاه حي تل الهوا انطلاقًا من شارع 10، فيما شهد شارع الرشيد تحرُّكًا للآليات انطلاقًا من مفترق الشيخ عجلين في اتجاه منطقة الميناء، والتعمق شرقًا وصولًا إلى منطقة أنصار ومحيط منطقة الكتيبة، فيما تقدمت الآليات في محيط منطقة النصر ومنطقة المخابرات إلى مشارف حي الشيخ رضوان انطلاقًا من مواضع تمركزُها ورؤوس جسورها في منطقة الشاطئ الشمالي والتوام.

▪︎ تراجعت القوات في العديد من مواضع التقدم في محافظة غزة وشمالها إلى مواقع التمركز في كلٍّ من المحاور المذكورة سابقًا، بُعَيد تنفيذ عدد من الأنشطة العملياتية على الأرض.

▪︎ في محور الجهد الرئيسي في وسط قطاع غزة، بعد أن نفَّذت قوات الاحتلال عملياتِ إغارةٍ والتفافٍ حول مخيم البريج عبر شارع صلاح الدين، وتقدُّم في منطقة الدعوة شمال النصيرات، نفَّذت القوات عمليةَ إعادةِ انتشارٍ وانسحبت من مواضع التقدم، وأبقَت على رؤوس الجسور في شرق مخيم المغازي وشمال شرق مخيم البريج، إضافة إلى مواضع التمركز الرئيسية في منطقتَي المغراقة وجحر الديك، وإقامة رأس جسر في محيط شركة الكهرباء.

▪︎ في محور الجهد الرئيسي، الذي يمثِّل ساحة عمليات كبرى في محافظة خان يونس، نفَّذت قوات الاحتلال عمليةَ تقدُّمٍ واسعةً للتعمق وصولًا إلى مشارف المناطق الغربية في خان يونس والالتفاف حول منطقة مخيم خانويونس وإطباق الحصار عليها، مع تنفيذ عمليات إغارة في محيط مستشفى ناصر ومقبرة الحي النمساوي.

▪︎ نفَّذ جيش الاحتلال عملياتِ نسفٍ واسعةً للعديد من الأحياء في محافظة خان يونس، شملت تفجيرَ مربعاتٍ كاملةٍ في شرق ووسط خان يونس، إضافة إلى تنفيذ علميات إغارة وتمهيد ناري واسعة وأحزمة نارية للتقدم البري الواسع في خان يونس.

▪︎ أعلن جيش الاحتلال سحبَ لواء كفير من قطاع غزة، والذي كان يقاتل في منطقة خان يونس.

المشهد الميداني للمقاومة:

▪︎ تتعامل المقاومة في محاور الاشتباك المختلفة مع محاولات التقدم بالأسلحة المناسبة واستخدام تكتيكات حرب الغوار واستنزاف قوات العدو البرية، وتنفِّذ عملياتِ استدراجٍ مستمرةً لقوات الاحتلال لكمائن النار.

▪︎ نجحت المقاومة في توجيه عدة ضربات صاروخية كبيرة من مواقع ادَّعى الاحتلالُ إطباقَ السيطرةِ عليها، خصوصًا في مناطق شمال قطاع غزة ووسطه.

▪︎ كثَّفت المقاومةُ من عمليات إسقاط/سيطرة على طائرات الاحتلال المُسيَّرة، ونجحت في تحييد عدد منها والسيطرة عليها في مختلف مناطق القتال في قطاع غزة.

▪︎ ما تزال المقاومة تتعرض لقوات المشاة بنيران استهداف مُركَّزة من سلاح القنص بوساطة طرازات متعددة، مثل بندقية "الغول" محلية الصنع، التي تُشكِّل نسخةً فلسطينيةً عن بندقية Steyr HS .50k النمساوية.

▪︎ كثَّفت المقاومةُ من استخدام الجهود الهندسية في تنفيذ كمائن ناجحة لقوات الاحتلال، وتفجير عدد من المنازل وفتحات الانفاق، أدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في صفوف جيش الاحتلال، كان أبرزها كمين المغازي الكبير الذي أدى إلى وقوع عدد كبير من الجنود بين قتيل وجريح.

▪︎ شهدت مناطقُ التوغلِ الجديدةُ في محافظتَي غزة وشمال غزة عملياتِ تصدٍّ من المقاومة، واستهدافًا للآليات المتقدمة بالقذائف المضادة للدروع والجهود الهندسية أدى إلى تفجير وإعطاب عدد كبير من الآليات.

▪︎ في مناطق التعمق في محافظة خان يونس، نجحت المقاومة في تنفيذ عدد من كمائن النار وتفجير فتحات أنفاق عبر جهود هندسية مُعدَّة مسبقًا أو مستحدَثة، شملت تجهيزَ منازل مفخَّخة في القوات التي حاولت التقدم في اتجاه هذه المواقع، وأوقعَتها بين قتيل وجريح، كما استخدَمَت القذائفَ الترادفيةَ المضادةَ للدروع وعبوات العمل الفدائي والعبوات التلفزيونية والرعدية والشواظ.

▪︎ تستهدِف المقاومةُ تحشيداتِ الاحتلالِ ومواقعَ القيادةِ وخطوطَ الإمدادِ لجيش الاحتلال بقذائف الهاون من العيار الثقيل 120ملم، وتستهدِف المشاةَ ضمن عمليات الاشتباك بقذائف الهاون النظامي عيار 60 ملم ضمن عمليات استحكام مدفعي في مختلف مَحاور القتال.

▪︎ نجحت المقاومةُ في تنفيذ عدد من عمليات الإغارة على آليات وجنود الاحتلال في مناطق التمركز لجيش الاحتلال في محاور القتال شمال وجنوب قطاع غزة.

الاستخلاصات:

○ نفَّذ الاحتلالُ عملياتِ الإغارةِ في مناطق محافظتَي غزة وشمالها، لتثبيت معادلات حرية الحركة لجيش الاحتلال، والرد على الوجبات الصاروخية التي نجحت المقاومة في توجيهها من هذه المناطق.

○ في إطار مواجَهة معادَلات الاستنزاف، كثَّفت المقاومةُ من استخدام الجهود الهندسية والعبوات الناسفة في استهداف الآليات والجنود، مع تقنينٍ لاستخدام القذائف المضادة للدروع، وتوجيهها في اتجاه الأهداف الثمينة.

○ نفَّذ الاحتلال مناورةَ تقدُّمٍ كبيرةً في محافظة خان يونس، بغرض تحقيق الضغط الأقصى على قيادة المقاومة، ودفعها إلى ارتكاب أخطاء تؤدي إلى كشف مَكامنها أو تحريكٍ محتمَلٍ للأسرى يمنحه القدرةَ على توجيه ضرباتٍ يحصل فيها على صورة النصر المفقودة منذ بداية الحرب.

○ أثبتت المقاومة تماسُكَ قدراتها وبنيتها التحتية في مناطق القتال شمال قطاع غزة، وانعكس هذا انعكاسًا كبيرًا في قدرات تشغيل منظومات الصواريخ، إضافةً إلى التصدي لمحاولات التقدم الجديدة في عدد من المَحاور.

○ على الرغم من كثافة التمهيد الناري للتقدم الكبير في محافظة خان يونس، نجحت المقاومة في توجيه عدد من الضربات النوعية للقوات المتقدمة في مختلف مَحاور القتال في المحافظة.

○ على الرغم من تدشين الاحتلال لمحور جهد رئيسي في المحافظة الوسطى، فإنَّ طبيعة العمليات والمناوَرة الكبيرة في المنطقة تعكس حرصَ جيش الاحتلال على عدم التعمق داخل أحياء المخيمات في كلٍّ من مخيمَي البريج والنصيرات، والعمل على كشف المكامن الدفاعية للمقاومة واستهدافها من الجو، وتنفيذ جهدٍ تثبيتيٍّ لدفاعتها لمنعها من تنفيذ عمليات دعم وإغارة على مواقع التمركز في منطقتَي المغراقة وجحر الديك.

○ يسعى الاحتلال إلى استكمال سيطرته على شريطٍ بعمق يتراوح ما بين 1 إلى 2 كيلومتر على الحدود الشرقية للقطاع، وبالتالي يعمل على التمهيد للتقدم بريًّا في المناطق المتبقية في وسط قطاع غزة وجنوبه.

○ إنَّ استمرارُ تدفُّقِ الصور والإعلانات التفصيلية للمقاومة من الميدان من شمال القطاع إلى جنوبه، وبتزامنٍ مع وقوع الأحداث وعمليات المقاومة، يشكِّل تماسُكَ منظومات الاتصال والتواصل والقيادة والسيطرة، كما قدَّمَت المقاومةُ إشاراتٍ متعددةً في عدد من المواد الإعلامية حول تماسُك منظومات الاتصال وقيادة العمليات، فيما عكَسَت الموادُّ المُصوَّرة التي تشهَد استهدافًا مباشرًا لجنود الاحتلال انعدامَ دقة إعلانات جيش الاحتلال عن أعداد القتلى والإصابات.

○ يشهد الميدان تطورًا ملحوظًا في الفعل المقاوِم المشترَك بين الأجنحة العسكرية، ما يَعكس وجودَ وحدة ميدانية حقيقية بين المقاوِمين، إضافةً إلى سلامة البيئة العملياتية للمقاومة في مناطق الجهد الرئيسي والثانوي، ما يتيح القدرة على التنسيق والفعل المشترَك، الذي تنوَّعَ ما بين الكمائن والاستهدافات، وتوجيه ضربات المدفعية لتحشيدات وخطوط إمداد العدو.

○ يُشكِّل نجاحُ المقاومة في تنفيذ كمين ناجح وتوثيقه في منطقة تبعد عن الحدود مسافة نحو 600 متر في منطقة شرق المغازي، دلالةً مهمة على تماسُك قدرات القيادة والسيطرة للمقاومة، واحتفاظها بعدد كبير من الكمائن في المواقع المتقدمة.

التقدير:

● يسعى الاحتلال إلى حسم معركة خان يونس، بعد أن أخذت وقتًا كبيرًا واستنزفت جيشَ الاحتلال استنزافًا كبيرًا جدًّا، وذلك في إطار ممارَسة الضغط الأقصى على قيادة المقاومة من أجل انتزاعِ تنازُلٍ وخفضٍ للسقف المتصلب للمقاوَمة في المفاوضات، خاصةً في ملف الهدن المؤقَّتة والتبادل الجزئي للأسرى، وذلك وفق تقدير الاحتلال أن خان يونس تمثِّل موقعَ القيادةِ الأكبرَ الذي سيؤدي الضغط عليه إلى النجاح في تحقيق صورة نصر أو انتزاع تنازُلٍ جوهري.

● سيسعى الاحتلال إلى حسم معركة خان يونس، وتوجيه ضغط كبير على منطقة مخيم خان يونس ومحيط مستشفى ناصر، للانتهاء من مرحلة التعمق الواسع في المحافظة الثانية من حيث المساحة الجغرافية، وموقع الارتكاز الكبير للمقاومة.

● سيستمر الاحتلال في تنفيذ عمليات إغارة في مناطق "المرحلة الثالثة"، لتثبيت معادَلات حرية الحركة لجيش الاحتلال، إضافةً إلى استمرار معادَلات الاستنزاف للمقاومة، والإغارة على ما يستجد في بنك الأهداف دون التمركز داخل الأحياء والمدن، والانسحاب سريعًا بعد تحقيق الأهداف من عمليات التقدم.

● ستعمل المقاومة على مواجَهة سياسة الضغط الأقصى بتكثيف العمليات النوعية، وعكس معادَلةِ ضغط أقصى مواجهة برفع كلفة البقاء على الأرض، إضافةً إلى توسيع عمليات الحرب النفسية في ملف الأسرى وتحفيز أهالي الأسرى الصهاينة للمزيد من الضغط على الحكومة، خصوصًا بعد الكشف المستمر عن نتائج التحقيقات الداخلية بمسؤولية الجيش المباشرة عن قتل العديد من الأسرى.

● ستستمر المقاومة في تنفيذ معادَلات الإدارة الذكية للنيران، بهدف الحفاظ على مقدَّراتها وتكثيف استخدام الجهود الهندسية في مواجَهة الآليات والجنود، وتقنين استخدام القذائف المضادة للدروع والوجبات الصاروخية.

مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي

*24-1-2024م*