Menu

نهاية المشروع الصهيوني

وتنامي المشروع الوطني الفلسطيني (الجزء الثاني)

غسان ابو نجم

خاص _ بوابة الهدف

 

 

 

كتب غسان أبو نجم *

 

ربما تتفق أو تختلف مع رؤية إيلان بابيه حول الآلية التي تسهم في نهاية المشروع الصهيوني ولكن ما أورده يؤشر إلى جدية هذا التخوف ويسجل علامة فارقة في قرأة التاريخ ما قبل السابع من أكتوبر وما بعده.

 

وفي صحيفة يورونيوز كتب - جدعون ليفي - الصحفي الإسرائيلي والمحلل الاقتصادي والسياسي. يقول: إسرائيل تعيش في فوضى، فقد كنا نعيش بفوضى إقتصادية منذ بدايات مرض كورونا. ولكننا الآن أصبحنا في وسط فوضى لا نعلم ما ستؤول إليه الأمور. إقتحامنا لمسجدهم كان غلطة كبيرة لم تكن بالحسبان، الحكومة لم تستمع لرأي السيد "إيمين عاوام" رئيس المستوطنات وضربت برأيه عرض الحائط، والقبة الحديدية ليست الحل، فالكل يعلم بأن دقّة القبّة الحديدية هي من 20 إلى 30 بالمئة فقط وليس كما يدعي نتنياهو لتطمين الشعب. صاروخ قيمته 50 ألف دولار ينطلق لضرب صاروخ قيمته 300 دولار ويخطيء في معظم الأحيان  وفي بعض الأوقات يصل الصاروخ المسمى "مقلاع داوود" بمليون دولار، وبعد إنتهاء الجولة يُعلِن الكنيست عن فاتورة قيمتها ملايين الدولارات. مصاريف حرب وخسائر مع عدو إرهابي شرس في منطقة صغيرة تدعى غزة. ملايين الدولارات من مصاريف نقل وبترول وصواريخ وتحضيرات عسكرية، وخسائر مدنية في البنية التحتية للدولة وغيرها، هذا كثير جداً فعلاً في مسافة زمنية قليلة، فميزانيتنا أبداً لن تسمح بذلك ولن نستطيع أن نصبر لفترة طويلة، الحل ليس في القتال، فقد فهمنا الدرس، هؤلاء المتوحشين أهل غزة، هم ليسوا جيوشاً عربية منهارة لا تجد قوت يومها، ولا هم بأصحاب مال قد نستطيع أن نُدَجّنُهم كالخراف،  المشكلة في عقيدتهم وإيمانهم التام بأن الأرض لهم وليس لنا، أميركا لن تنفعنا في نهاية المطاف، ورؤساء العرب لن يساندونا لعجزهم في أوطانهم ولِكُره الشعوب لهم، شخصياً أنا أعتقد أن النهاية قريبة جداً لنا كدولة، بالذات إن شعوب المنطقة بدأت تفيق من سباتِها وحُلمُنا في إنشاء صداقة بين شعوبنا أصبح مستحيلاً، أخشى شخصياً أن تقلب الطاولة قريباً على الزعماء في مصر والأردن، مما يعني أننا أصبحنا بلا حماية من شعوب المنطقة البربرية، وجهتنا يجب أن تكون لأوروبا وعليهم أن يستقبلونا كلاجئين وأعتقد أن هذا أفضل من أن نُؤكَل أحياءً من قِبَل العرب، أنا لا أُحاول أن أخيفَكم ولكني أُحاول وضع النقاط على الحروف فقط، فهذه الحقيقة التي لا تريدكم الحكومة الأميركية في تل أبيب أن تروها، كم سنستطيع أن نصمد في هذه الظروف، الجحيم من فوق رؤوسنا ونحن في الملاجئ وأعمالنا وحياتنا وكل شيء معطل تماماً، والحكومة عاجزة عن عمل أي شيء، لنصبر معاً ولكني أخاف أن يكون الوقت قد مضى ونحن في صبر لا مفر منه.

 

أما يوسي كوهين رئيس الموساد السابق فإنه يرى أن هناك خطر أكبر يتهدد دولة الكيان ويقول

 

لا أحد في العالم ينكر أن ما حدث في ٧ أكتوبر هو جريمة بحق الشعب اليهودي و دولة إسرائيل، و قد حصلنا على دعم العالم الحر وأتى جميع أصدقائنا إلى تل ابيب    

لو كان في إسرائيل قيادة سياسية على حجم الحدث لكنا اليوم جزء من تحالف دولي ضد الأرهاب، و كنا قد استطعنا من إخراج حماس من غزة و كنا قد أعدنا حزب الله إلى ما وراء الليطاني.

إن التهور المسعور لبيبي و غانتس قد حولنا في نظر العالم من ضحية إلى مجرمي حرب، و من أصحاب حق إلى قتلة الأطفال، وهو في تقديري تماماً ما كان تحلم به حماس و محور الشر من خلفها.

اليوم و بعد ثمانون يوماً من الأخطاء و التقديرات الغير مدروسة تجد دولة إسرائيل لأول مرة منذ الـ ٤٨ في صراع الوجود واللاوجود.

نعم يا بني وطني اللاوجود.

أنا سأكون أول من يعلق الجرس و ليسمعني اليوم جميع بني وطني، إذا استمر هذا الفريق في قيادتنا فنحن عائدون إلى بولندا وروسيا وبريطانيا وأميريكا،  ذلك إذا سمحوا لنا بالعودة.

إن عملية الاغتيال الأخيرة في عاصمة حزب الله كانت آخر مغامرة يائسة لبيبي و لن تكون الأخيرة.

إنه يغرق و يأخذنا معه إلى الهلاك.

لا زال بيبي يراهن على جر أميريكا إلى هذه المعركة، وهذا رهانه الأخير.

الأميركيون لن يأتوا، اسمعوني جيداً، الأميركيون لن يأتوا. و إذا أو بالأحرى حين نصحوا قريباً على خبر أن قوات الرضوان قد أصبحت على أبواب عكا، اعرفوا جيداً أننا جميعاً عائدون إلى دول الشتات من حيث أتينا.

لا أحد في قيادة الجيش ولا في قيادة الأجهزة الأمنية لديه البأس الكافي ليطلعكم على مدى هشاشة موقفنا على الجبهات، الوقت لم يمضي على تدارك الموقف فلا زال أصدقؤنا معنا، ولكن على القيادة السياسية أن تضع مصلحة الشعب اليهودي قبل مصالحها و أن تأخذ فوراً قرارة صعبة و مريرة تبدأ بالوقف الفوري للحرب و إعادة أبنائنا الأسرى إلى عائلاتهم و حتى على حساب إفراغ السجون والدعوة إلى انتخابات سريعة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تستطيع العمل على أخذ العبر والدروس من ما حصل و إعادة بناء جيش جديد، بفكر جديد وإعادة اللحمة الداخلية .

على القيادة السياسية أن تتحمل الثمن اليوم وإلا سوف يتحمل جميع بني إسرائيل الثمن، ولن يبقى من حلم الدولة اليهودية إلا احاديث الذكريات، و نحن نحتسي القهوة على قارعة الطريق في أوروبا.

 

وهناك العديد من التخوفات والتوجهات داخل الكيان الصهيوني سبق وحذرت بانتهاء المشروع الصهيوني سنرد على ذكرها في الجزء التالي... يتبع

 

*كاتب فلسطيني