Menu

العدوان الصهيوني على غزة والإبادة الجماعية للشعب

هيثم حميدة

لم يشهد التاريخ إبادة لشعب كما يحدث اليوم في قطاع غزة داخل فلسطين المحتلة لقد تجاوز العدو الصهيوني كل منطق وكل المبادئ التي شرعتها الشعوب عبر مراحل الصراعات التاريخية والحروب. فقد حدثت العديد من المجازر والفظائع من المعتدين على الشعب العربي ابان فتره الاستعمار البريطاني والفرنسي والغربي عموما والتي دعمت المجازر الصهيونية في فلسطين إلا أنها لم  تصل إلى مرحلة تدمير المباني على رؤوس ساكنيها وهم يعلمون علم اليقين أن بداخلها أطفالا ونساء وشيوخا ما أدى لإخراج عائلات بكاملها من تحت الأنقاض أمام رؤية عالمية موثقة بالصوت والصورة.

إنه من العجب العجاب أن تصمت على هذه المذبحة دول ما يسمى بالعالم الحر والذين يدعون قيم الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان الذي اتضح أنها شعارات كاذبة وخادعة وإذا كانت هذه الدول المارقة قد أعطت للعدو الصهيوني حق ارتكاب المجازر تحت شعار الدفاع عن النفس فأي دفاع عن النفس هذا؟

هل قتل الأطفال وارتكاب الفظائع والإجرام بحق أشخاص مدنيين غير مسلحين مسالمين لا يملكون قوت يومهم، هل الاستقواء على الأطفال والنساء والشيوخ العزل وتهديم بيوتهم فوق رؤوسهم وإخراجهم أشلاء دفاعا عن النفس ! اين مبادئ حقوق الإنسان والقيم والمبادئ التي نصت عليها المواثيق في الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة المحافظة على حقوق المدنيين أثناء الحروب وتجنب إلحاق الضرر بهم ماذا فعلت "دولة العدو الصهيوني" بذلك وكيف تفرض قطع الماء والكهرباء والغذاء والمحروقات والاتصالات الإلكترونية وغيرها على شعب غزة الصابر الصامد على أرضه؟

إن قصف المباني على رؤوس ساكنيها عمل إجرامي فظيع لم يفعله عتاة الأعداء المستعمرين المجرمين عبر التاريخ في حروبهم واستبدادهم على الشعوب فقد فعله العدو الصهيوني وآلته الحربية بتغطية ومشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرهما. إن جميع الشعوب في العالم المحبة للسلام أدانت ما تفعله (إسرائيل) من عدوان همجي متواصل منذ بدء عمليه طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي . ومنذ ذلك الوقت والى الآن دمر العدوان الصهيوني ما يزيد عن 70% من مباني ومساكن آمنين من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

إن صمت الحكومات الأوروبية وخضوعها لتوجهات أمريكا أمام استمرار المجزرة شيء يندى له الجبين ولا يجب أن يمر مرور الكرام ولن تسامحهم شعوبهم سواء في امريكا أو اوروبا وما يحدث اليوم من مظاهرات ومسيرات عبر كل القارات في العالم يؤكد رفض الجماهير العربية والدولية للمجازر والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة.

وإذا كان العدو الصهيوني يريد ويستهدف بإبادته الجماعية وممارسته العدوانية إنهاء وجود الجذر الفلسطيني المناضل على أرضه وإزالته من الوجود إنسانيا وسياسيا فهو واهم ولن يستطيع  قلع الجذر الفلسطيني الراسخ في أرضه رسوخ جبال فلسطين وايضا واهم كل من يسانده من رجعيات عربية مطبعة وباقي الدول الأوروبية وامريكا وستكون للشعب كلمتهم القادمة في كل قارات وأنحاء العالم.

فهذه الكلمة لن تمر دون حساب من شعوبهم اننا نعتمد في تفاؤلنا هذا على صمود شعبنا الفلسطيني ومن خلفه المقاتلون البواسل في المقاومة الفلسطينية من فصائلها كافه هذا الصمود وهذه المواجهات الشجاعة من مسافه صفر لم يعرفها العالم والتي لم يسبق لها مثيل في العرف النضالي المقاوم عبر الزمن وسيلقن المعتدين درسا لن ينسوه وعلى الباغيين تدور الدوائر وغن غدا لناظره قريب.

إن المتتبع للعلاقة والتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة و لما يقوم به جيش الاحتلال في غزة بحق الشعب الفلسطيني يدرك إدراكا لا لبس فيه ان هذه الوحشية والإبادة الجماعية تتم بأمر ومشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية عن سابق تصميم وإصرار هدفها إخلاء قطاع غزه من فلسطينيته وعروبته وانتمائه المقاوم.

إن رأس الأفعى هي الولايات المتحدة الأمريكية لأسباب كثيره منها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتطبيع بالدرجة الأولى. لقد راهن العدو الصهيوني ومن ورائه امريكا وعملائهم التطبيعين بأنه سيتم القضاء على جذور القضية الفلسطينية والمقاومة والمساندين لها في المنطقة العربية وسيتم فرض الأمر الواقع للاحتلال بعد ترويض بعض الحكومات العربية المتخاذلة والمهرولة.

الا ان المقاومة الفلسطينية قالت كلمتها الفصل وبدماء جماهيرها مقدمة الاف الشهداء على مذبح الحرية صامدة في وجه المجزرة والإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء والشيوخ وصدمت وفاجأت كل توقعات امريكا والعدو الصهيوني والأنظمة المطبعة وأعادت القضية الفلسطينية إلى أهميتها كقضية شعب عادلة لا يمكن تجاهلها او التنازل عن حقوقها المشروعة والتي تكفلها جميع المواثيق الدولية عبر قرارات الأمم المتحدة منذ 75 عاما حتى اليوم.

ان مساندة  قوى المقاومة العربية لفلسطين ومقاومتها تبعث الامل المنشود بالتحرير والعودة، سوريا و اليمن وكذلك المقاومة اللبنانية والعراقية خلدوا بصمودهم وبالتضحية والفداء من أجل فلسطين سيذكرهم التاريخ بحروف النور وأن النصر قادم لقضية العرب الأولى فلسطين ولتسقط أنظمه التطبيع والمتخاذلين من ذوي القربى وستعلو راية النصر خفاقة، والخزي والعار للمتآمرين رغم الألم و رغم الإبادة الجماعية ستنتصر القضية الفلسطينية وسيخرج من بين الركام المارد المقاوم الفلسطيني ومن ورائه المارد المقاوم العربي ولتعلوا راية الانتصار العربية الفلسطينية خفاقة فوق أرض فلسطين طال الزمن أم قصر.