Menu

بين اللغم الباقي في رفح و دموع ليلى خالد

حمدي فراج

حمدي فراج

خاص - بوابة الهدف

  

على عكس معظم التوقعات ، بما فيها توقعاتي الشخصية ، اجتاحت إسرائيل رفح ، ولن نختلف كثيرا على تسميتها ، إن كانت اجتياحا ام دخولا ، محدودا أم موسعا ، وارتكبت هناك فعلين شنيعين صارخين متضادين مع قرار المحكمة الدولية ، الأول مجزرة الخيام في المنطقة الآمنة ، و الاستيلاء على محور فيلادلفي تحت السيطرة المصرية  ، بعد ذلك كل ما يمكن ان ترتكبه هناك سيكون ما دون هذين الفعلين ، بما في ذلك مطاردة قادة حماس و المقاومة ، التجويع ، قطع الاتصالات ، العثور على انفاق مزعومة ، او حتى قتل الجندي المصري الذي حاول الانتصار لبعض من أخوته الفلسطينيين ممن كانوا يتعرضون للقتل والقنص المباشر .

و على الرغم من هذا "الدخول" الى رفح ، الذي ربطه نتنياهو بالنصر على حماس ، فإن هذا النصر مجرد خداع نفس ، أكثر منه خداع بصر او خداع سمع ، اكتشفه كثير من الخبراء و المفكرين و المحللين الإسرائيليين ، آخرهم المحلل عاموس هرئيل في "هآرتس" الذي قال : دخلنا رفح لكن اللغم بقي على حاله ، مستندا على اللغم الذي ظل على حاله في الشمال والوسط ، جباليا و خانيونس ، و ها نحن ندخل الشهر التاسع من هذه الحرب الابادية ، و ما زال المحتجزين الإسرائيليين في قبضة القسام و يقوم نتنياهو بمفاوضة حماس لايجاد طريقة مناسبة مرضيه للطرفين على تحريرهم ، و الحقيقة هو ما يزال يفاوض كتائب القسام الذي يريد "اجتثاثهم" ، بل يحيى السنوار الذي يريده حيا او ميتا ، معتقدا انه باعتقاله او قتله يكون بذلك قد حقق الانتصار المطلق .

تعالوا نطرح المسألة و لو ببعض المبالغة لصالح نتنياهو و تطلعاته و شهواته الغريزية في القتل و التدمير و التعذيب والتجويع و التنزيح ، لتحقيق أحلام الأجداد و الاحفاد في القضاء على القسام وحماس ، "المقاومة" ، شريان الحياة الجديد في غزة بعد حشر شعبها بين معبرين عشرين سنة ، هل يكون بهذا قضى على حماس في الضفة الغربية او على حماس في مخيمات لبنان والأردن والشتات ، هل يكون بهذا قد قضى على محور المقاومة بقيادة ايران و سوريا و اليمن الجديد .

انكم بدخولكم رفح انما تلعبون بنيران مرعبة تشبه الحمم البركانية التي لا تبقي و لا تذر ، لن تضيفوا في بقائكم فيها الى "نصركم" نصرا جديدا ، باستثناء بضعة الاف من الجثث الجديدة ، و لن تقللوا من وقع  ما تكبدتموه في أكتوبر أمرا جديرا يعيد لكم من فقدتم او ما فقدتم من أوصاف شائعة مدّعاة كالديمقراطية وحقوق الانسان و الشعب المختار و بقية خراريف التوراة . سارعوا بالخروج من رفح ، و اعقدوا صفقة التبادل ، كي تعيدوا شيئا من التوازن النفسي الحبوري لكل من ينتظر هذه اللحظة ، إسرائيليين و فلسطينيين على حد سواء ، وانظروا جيدا كيف أن العالم في أربعة ارباعه يتجند ضدكم ، بما في ذلك معاقلكم التقليدية ، بيضا و سودا ، أغنياء و فقراء ، دينييين و علمانيين ، انظروا جيدا الى الرسالة التي وجهها رجل الدين الشيعي السياسي في طهران "علي خامنئي" الى طلبة الجامعات الامريكية من غير المسلمين و العربيين ، اعتبارهم جزء من المقاومة ، وانظروا جيدا في دموع ليلى خالد المناضلة القيادية في الجبهة الشعبية تبكي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي .