Menu

بعد غزة الضفة تذبح والآتي لبنان

الزحف الى القدس غداً أو ابداً

ميخائيل عوض

 

لا أحد يتذرع ويقول قد فوجئنا بشروع نتنياهو بذبح الضفة بعد أن ذبح غزة وحولها إلى مقبرة لبشر هائمين أحياء لقلة الموت.
فاستراتيجية نتنياهو مدركة ومعلنة ويمارسها بدم بارد ومنذ طوفان الأقصى العجائبية أعلنها حرب وجودية وقالها لا سلطة ستان ولا فتح ستان ولا غزة ستان وأدار ظهره لكل الضغوط والتحذيرات والتهويل والمحاكم الدولية وقرارات مجلس الأمن والمناشدات وضرب عرض الحائط بكل الجهود والوساطات ولم يرتدع.

يخوضها حرب وجود ويحاول الاستثمار بفرصتها للسيطرة على إسرائيل وتصفية المعارضين أو الناقدين وإنجاز انقلابه القانوني ويقود إسرائيل منفرداً طاغية ويطلق يد سيموتريتش وبن غفير وقطعان المستوطنين وقد انجزوا إعداد وتسليح مئات الآلاف من المستوطنين وتم نقل صلاحيات الجيش في الضفة لوزارة بن غفير الذي تجرأ على الأقصى وقرر بناء كنيست فيه وكأنه يتحدى بصلافة دور الإفتاء والمراكز الدينية ويسقط بضربة قاتلة مقولات أن الأقصى خط أحمر وأن الاعتداء عليه سيحرك العرب والمسلمين فللأسف الشديد الكل يفرك يديه ويغسلها وهو ينظر للمذبحة التي تعرصت لها غزة.

إعلان كالانت باكتمال التحضيرات لمذبحة غزة أعلنت من أسابيع وكتبنا؛ بأن مذبحة الضفة آتيه وللأسف الشديد بدأت ومازال الناس لاهون يتسلون ويمتعون النفس بالاستماع ومشاهدة التلفزة والمنصات ويستمرؤون أكاذيب وتهويمات وبطولات جنرالات الفضاء الافتراضي وعنترياتهم.
أي كانت المعطيات والأسباب والظروف التي تمنع الشارع من الانفجار والنظم والنخب من الاستيقاظ والحالمون بتحرير القدس والأقصى وينتظرون فقد نضجت الفرصة الذهبية ودنت ساعة التحرير وإلا فإن لم يبدأ الزحف غداً فلن يكون .أبداً وليس ما يمنع أن تفوت الفرصة وتذهب إلى زمن وأجيال بعيدة.

الفرص نادرة وسريعة الانصراف ومقولة لينين تصلح في كل الأزمنة والأمكنة ومع مختلف القوى فقد قالها مرة؛ يتسمر الثوريون عند الشعارات ويتحدثون دهوراً عن الثورة وتأتي وتذهب وهم ينتظرون.
بذكائه الفطري ووعيه الاستثنائي قالها قبل ثورة أكتوبر بأيام جازماً؛ الثورة غداً أو أبداً فالفرصة تاتي وتذهب وإذا لم يدركها الثوريون تفوتهم ولأنه أدركها بتحليله الواقعي والعملي وقراءته للظروف  أنبأ الحزب البلشفي إما غداً أو أبداً.

القضية الفلسطينية دخلت طورها الأخير ونتنياهو قرر أن الزمن حان لتصفيتها بذبح غزة ثم الضفة وياتي دور لبنان وإذا تركت الضفة وذبحت فسيذبح لبنان حتماً.
وبذات الدرجة فكما تدرك إسرائيل أنها فرصتها الأخيرة وأعلنتها حرب وجود وأصرت بالقول وتكرار إذا خسرنا الحرب فلا مكان لإسرائيل في المنطقة. فهي أيضاً فرصة المقاومة والمحور والأمة والشعوب لتكسب النصر وتنتفي أسباب وظروف وفرص وجود إسرائيل.

الحقيقة التاريخية أن الزمن لا يرحم وحاجته لا تتساهل مع من يتجاهلها ولا الحاجات تنتظر وتتأجل لغاية عند أحد.
فلسطين على عتبة التصفية لقضيتها أو الانتصار وإنهاء وجود إسرائيل ولا مكان لحروب الجولات وللانتظارية وللصبر الاستراتيجي فجميعها قد جربت واستنفذ زمنها وحققت غاياتها.

هل يخطا محور المقاومة وتفوت الفرصة؟
في المعطيات، الجواب الأرجح لن يخطئها وقد قال السيد حسن نصرالله بصوته وأعلن؛ أن خطة نتنياهو بعد غزة الضفة وهدفه تصفية القضية الفلسطيني والتزم السيد وهو قائد المحور للحرب  مهمتنا أن نفشل مخطط نتنياهو. أي أن السيد والمحور يعرفون المخطط ويدركون الجاري ويتعاملون معه من موقع الإدارة الحكيمة والصلبة سعياًٍ لانتزاع النصر.

إنه زمن الحسم والحرب الوجودية والمصيرية ولن تنجلي إلا بهزيمة لفريق وانتصار للآخر ومن يُهزم سيغيب طويلاً ومن ينتصر سيسود عصراً.

الزحف إلى القدس غداً أو أبداً لن يكون.
فهذه هي الحرب الجارية حرب تحرير فلسطين من البحر إلى النهر وكل شروطها وظروفها موفورة ومن غير المنطقي أن يفوتها محور المقاومة، وإلا تخبزوا بالأفراح.