Menu

تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان

مئات الشهداء والجرحى وسط تحذيرات من حرب شاملة

الضاحية الجنوبية .jpg

الهدف الإخبارية - بيروت

شهد لبنان، منذ صباح يوم الاثنين، سلسلة من الغارات الجوية المكثفة والعنيفة التي يشنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على مناطق واسعة من البلاد. استهدفت هذه الغارات معظم البلدات الحدودية في جنوب لبنان، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 356 لبنانياً وإصابة 1246 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. تصعيد العدوان الإسرائيلي أدى إلى تفاقم الوضع الأمني والإنساني في لبنان، مع زيادة حدة الاعتداءات واستهداف البنية التحتية والمناطق السكنية.

استهداف مناطق الجنوب وتصعيد القصف

تتركز الغارات الجوية الإسرائيلية على القرى الحدودية في جنوب لبنان، حيث استهدفت مناطق مثل النبطية التي تعرضت لأكثر من 80 غارة خلال يوم واحد. القصف لم يقتصر فقط على البلدات الحدودية، بل امتد ليشمل مناطق أخرى مثل بلاط، المنصوري، بنت جبيل، وكفرحمام. هذا التصعيد الهجومي أدى إلى وقوع العديد من الضحايا في صفوف المدنيين وتدمير العديد من المباني السكنية والمرافق الحيوية.

إلى جانب القصف الجوي، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات برية محدودة، مستهدفةً أجهزة اتصالات ومواقع عسكرية تابعة لحزب الله. هذه الهجمات أسفرت عن استشهاد وجرح المئات، ما دفع حزب الله إلى تصعيد ردوده العسكرية في محاولة لردع الهجمات الإسرائيلية واستعادة زمام المبادرة في المعركة.

التصعيد الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت

من أبرز تطورات العدوان الإسرائيلي هو استهداف الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، والتي تُعد معقل حزب الله الرئيسي. نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات مركزة على مواقع في الضاحية الجنوبية، مستهدفاً قيادات بارزة في الحزب، بما في ذلك قيادات من وحدة "قوة الرضوان"، الجناح العسكري المتخصص في العمليات الخاصة والهجمات الاستراتيجية. وقد أُعلن عن استشهاد عدد من القيادات العسكرية البارزة، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني والعسكري في لبنان.

العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على الضاحية الجنوبية فحسب، بل شمل مناطق أخرى في العاصمة، في محاولة لإضعاف البنية التحتية لحزب الله والضغط على لبنان سياسياً وعسكرياً. الغارات على الضاحية أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا، بينهم مدنيون وقادة عسكريون بارزون.

رد حزب الله وتصعيد الهجمات الصاروخية

في ظل هذه الهجمات، رد حزب الله على التصعيد الإسرائيلي بإطلاق رشقات صاروخية ثقيلة استهدفت مناطق إسرائيلية عدة. أبرز تلك الهجمات كان استهداف قاعدة "رمات دافيد" الجوية الإسرائيلية، وهي إحدى القواعد الجوية الاستراتيجية لإسرائيل، بالإضافة إلى استهداف مجمعات الصناعات العسكرية التابعة لشركة "رفائيل" المتخصصة في صناعة الأنظمة الدفاعية والصواريخ المتطورة.

الهجمات الصاروخية لحزب الله، التي وصلت إلى مناطق تقع شرقي مدينة حيفا، تعكس تصعيداً غير مسبوق في حجم ومدى العمليات الهجومية التي ينفذها الحزب ضد إسرائيل. وتعتبر هذه الهجمات جزءاً من استراتيجية الردع التي يعتمدها حزب الله، حيث يسعى الحزب إلى توجيه رسائل واضحة لإسرائيل تفيد بقدرته على توسيع نطاق المواجهة وتكثيف الهجمات في عمق الأراضي المحتلة.

التداعيات الإقليمية والدولية

ترافق التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل مع تزايد التحذيرات الدولية من خطر انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. الدول الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، دعت إلى التهدئة وضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات. الأمم المتحدة أصدرت تحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية في لبنان، خاصة في ظل النزوح الجماعي للمدنيين من المناطق الحدودية.

على الرغم من التحذيرات الدولية، يبدو أن الصراع بين الطرفين دخل مرحلة جديدة من التصعيد، حيث تسعى إسرائيل إلى استغلال الظرف الدولي والإقليمي لتوجيه ضربات قاصمة لحزب الله. وفي المقابل، يعمل الحزب على تعزيز قدراته العسكرية والدفاعية لمواجهة أي هجوم محتمل، مستفيداً من دعمه الإقليمي والدولي، خاصة من إيران وسوريا.

الوضع الإنساني والنازحون

في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المكثف على جنوب لبنان، بدأت موجات نزوح جماعية للمدنيين من المناطق المتضررة، خاصة من بلدات صور وصيدا. النازحون يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، حيث أُغلقت العديد من الطرق الرئيسية نتيجة القصف، مما جعل من الصعب على النازحين الوصول إلى المناطق الآمنة.

في الوقت نفسه، يناشد العالقون في المناطق الجنوبية القوى الأمنية اللبنانية لتقديم المساعدة والخروج من مناطق الخطر. التقارير الواردة من مطار بيروت الدولي تشير إلى استمرار تشغيل المطار، رغم تعليق بعض شركات الطيران رحلاتها بسبب تصاعد التوترات.

التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان يعكس واقع الصراع الإقليمي المتجدد، حيث تسعى إسرائيل إلى تحقيق مكاسب عسكرية ضد حزب الله، بينما يحاول الأخير الحفاظ على توازن الردع. في ظل هذه التطورات، يبدو أن لبنان يقف على حافة كارثة إنسانية وسياسية، بينما تستمر التحذيرات الدولية من خطر تحليل الصراع إلى مواجهة إقليمية شاملة.