Menu

من الأسر للشهادة.. من هو يحيى السنوار

خاص_بوابة الهدف

يحيى إبراهيم حسن السنوار "أبو إبراهيم"، ولد في أكتوبر 1962، في مخيم خان يونس بقطاع غزة. وشغل مؤخرا منصب رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة منذ 13 فبراير 2017، قبل أن يصبح رئيساً للمكتب السياسي خلفاً للشهيد إسماعيل هنية .

يُعتبر السنوار مؤسس جهاز حماس الأمني (المخابرات) ويدعى "المجد" في العام 1985، وهو الجهاز المخول بملاحقة الجواسيس الذين يجندهم جيش الاحتلال.

يعد الشهيد يحيى السنوار المسؤول الأول عن تنفيذ عملية طوفان الأقصى التي هزت الكيان الصهيوني والعالم، والذي عدّته مخابرات الاحتلال الهدف الأول في عدوانها على قطاع غزة، إلا أنها فشلت في ذلك طوال ما يزيد عن العام، حتى وأن حادث استشهاده كان من قبيل الصدفة.

النشأة والتعليم

اقرأ ايضا: حركة حماس تُعلن استشهاد رئيسها القائد يحيى السنوار

تعود جذور السنوار الأصلية إلى بلدة مجدل عسقلان داخل الخط الأخضر، حيث لجأت عائلته لمخيم خان يونس في قطاع غزة بعد النكبة.

وتنقل في مدارس مخيم خان يونس حتى أنهى دراسته الثانوية في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، ثم التحق بالجامعة الإسلامية بغزة، فحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، حيث عمل في مجلس الطلاب خمس سنوات، فكان أمينا للجنة الفنية، واللجنة الرياضية، ونائبا للرئيس، ثم رئيسا للمجلس ثم نائبا للرئيس مرة أخرى.

اقرأ ايضا:  كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تزف القائد الوطني الكبير المشتبك الشهيد يحيى السّنوار

تأخر زواجه كثيرا بسبب اعتقاله الطويل، وبعد إطلاق سراحه في عام 2011، عقد قرانه على سمر محمد أبو زمر صالحة من مدينة غزة.

المعسكر والسجن والاعتقالات

اقرأ ايضا: الجبهة الشعبيّة تنعى القائد الوطني الكبير يحيى السنوار "ابو إبراهيم"

كان أول اعتقال للسنوار في العام 1982، وأبقته القوات الإسرائيلية رهن الاعتقال الإداري أربعة أشهر.

وفي العام 1985 اعتقل مجددا ثمانية أشهر بعد اتهامه بإنشاء جهاز "المجد" الأمني.

اقرأ ايضا: كتائب القسام تزف الشهيد القائد الكبير/ يحيى السنوار "أبو إبراهيم"

وفي العام 1988، اعتقل السنوار مجددا وصدر في حقه حكم بالسجن أربعة مؤبدات، بتهم تتعلق بتأسيس جهاز "المجد" والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة "المجاهدون الفلسطينيون".

أفرج عن السنوار عام 2011 خلال صفقة "وفاء الأحرار"مع أكثر من ألف أسير فلسطيني، في مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، والذي أسرته المقاومة الفلسطينية عبر عملية "الوهم المتبدد" عام 2006.

اقرأ ايضا: النخالة: المقاومة ستبقى وفيةً لروحِ القائد الكبير يحيى السنوار

 حياته في السجن

خلال سنوات السجن كان السنوار متابعا للمجتمع الصهيوني، وواظب على متابعة ما صدر في الإعلام العبري باستمرار، كما اطلع على الكثير من الدراسات المكتوبة بالعبرية التي تناولت الوضع الداخلي للكيان، وهو ما انعكس كثيرا على أسلوبه وتعاطيه مع المؤسسات العسكرية والمدنية والمجتمع في الكيان.

أصبح السنوار أحد كبار مسؤولي حماس في سجون الاحتلال، كما أمضى ساعات في التحدث مع الصهاينة، وتعلم ثقافتهم وكان متابعا للقنوات التلفزيونية العبرية، كما يؤكد مسؤول كبير سابق في خدمة سجون الاحتلال.

مسيرته في حركة "حماس"

بعد الإفراج عن السنوار في صفقة شاليط عام 2011 عاد إلى مكانه قياديا بارزا في حركة "حماس" ومن أعضاء مكتبها السياسي.

وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي لحماس وقيادة كتائب "عز الدين القسام" (الجناح العسكري في "حماس")، بصفته "ممثلا للكتائب" في المكتب السياسي لحماس.

وكان السنوار قد أمر عقب انتهاء العدوان الصهيوني على غزة عام 2014 بإجراء تحقيقات وعمليات تقييم شاملة لأداء القيادات الميدانية، وهو ما نتج عنه إقالة قيادات بارزة.

وأدرجت الولايات المتحدة في سبتمبر 2015 اسم السنوار على "القائمة السوداء للإرهابيين الدوليين"، إلى جانب قياديين اثنين آخرين من حركة "حماس" هما القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وعضو المكتب السياسي روحي مشتهى.

وفي 13 فبراير 2017، انتخب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، فيما اختير خليل الحية نائبا له.

وجاء اختيار السنوار رئيسا لحماس في غزة بانتخابات داخلية للحركة أجريت على مستوى مناطق القطاع المختلفة. كما جرى انتخاب رئيس المكتب السياسي منتصف مارس 2017 وأعلن إسماعيل هنية خلفا لخالد مشعل.

في مارس 2021، تم انتخابه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات رئيسا لحماس في غزة في انتخابات أجريت سرا، وهو المسؤول الأعلى رتبة في حماس في غزة.

مسيرة تحدٍ

عام 2021، قال السنوار خلال مؤتمر صحفي متحديا وزير الحرب الصهيوني  بيني غانتس آنذاك أنه سيعود إلى منزله بعد المؤتمر "سيرا على الأقدام"، وتحدى غانتس باتخاذ قرار الاغتيال، الدقائق الـ60 التالية، أمضاها السنوار وهو يتجول في شوارع غزة ويلتقط صورا مع الجمهور حتى وصل إلى منزله.

وبعد ثلاثة أسابيع من العدوان الصهيوني على غزة في أكتوبر 2023، اقترح السنوار إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى "الإسرائيليين" في غزة.

يوم الثلاثاء 6 أغسطس 2024، تم اختياره كرئيس للمكتب السياسي في "حماس"، خلفا لإسماعيل هنية، بعد مشاورات عقب اغتيال هنية في العاصمة الإيرانية طهران.

استشهاده

الخميس، الـ17 من أكتوبر، أعلنت قوات الاحتلال الصهيوني عن تمكنها من قتل رئيس المكتب السياسي ل حركة حماس يحيى السنوار، بعد اشتباكاتٍ خاضها مع قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوب القطاع.

طريقة استشهاده التي فنّدت جميع الروايات التي حاول الاحتلال بثها على طول أيام العدوان بشأنه، فمن اختبائه تحت الأرض، إلى تحصنه بمجموعة من المحتجزين، إلى أكثر من مكان حاولوا الترويج له، يخرج السنوار مشتبكاً مع قوات الاحتلال في حي تل السلطان غرب مدينة رفح، مقبلاً ممتشقاً سلاحه مشتبكاً مع من جعلهم هدفاً له منذ بدء طريق جهاده.

الجمعة 18 أكتوبر، أعلنت حركة حماس رسمياً عن استشهاد رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار أبو إبراهيم، عبر مؤتمر صحفي لنائبه خليل الحية.