Menu

الجحيم يضرب المستشفيات

الوضع الكارثي للمستشفيات في شمال غزة تحت قصف الاحتلال الإسرائيلي

مستشفيات شمال غزة، أرشيفية

الهدف الإخبارية - فلسطين، شمال غزة

تعيش مستشفيات شمال قطاع غزة في حالة من الفوضى والضغط المتزايد جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة. منذ بداية التصعيد العسكري في المنطقة، أصبحت هذه المنشآت الصحية في قلب جحيم إنساني يهدد بتدمير النظام الصحي بالكامل. وفقًا لتصريحات وزارة الصحة، يعاني القطاع الصحي من تدهور خطير، نتيجة استهداف المستشفيات، وفرض قيود مشددة على وصول الإمدادات الطبية.

 التهديدات المباشرة: استهداف ممنهج للمستشفيات

تتعرض المستشفيات في شمال غزة، وخاصة مستشفى كمال عدوان والأندونيسي والعودة، لتهديدات مباشرة من قوات الاحتلال. حيث يُرغم الطواقم الطبية على العمل في ظروف قاسية، حيث يُمنع عليهم الوصول إلى أماكن عملهم. تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 40% من المنشآت الصحية تعرضت لأضرار مباشرة بفعل القصف، مما أثر بشكل كبير على قدرتها على تقديم الخدمات الصحية الأساسية.

د. ماهر شامية، المتحدث باسم وزارة الصحة، أكد أن المستشفيات تعمل بشكل جزئي فقط، حيث انخفض عدد الكوادر الطبية بسبب استمرار العملية العسكرية. إضافة إلى ذلك، تتعرض المنشآت الصحية لتهديدات بالإخلاء، وهو ما يزيد من قلق الطواقم الطبية حول سلامتهم وسلامة المرضى.

نقص الإمدادات الحيوية: أزمات متتالية

تعاني المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات الأساسية مثل الوقود والأدوية. تشير التقارير إلى أن إدخال كميات الدم الضرورية يعتمد على موافقة الاحتلال، مما يضع حياة العديد من المرضى تحت رحمة القرارات الإسرائيلية. على سبيل المثال، مستشفى كمال عدوان يعاني من حصار مشدد، حيث تعرض مكتبه للإطلاق الناري، ويواجه خطر الإغلاق الكامل نتيجة نفاد الوقود.

وفقًا لتصريحات وزارة الصحة، فإن 85% من المستشفيات في شمال غزة تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. كما أن إدخال كميات الدم الضرورية يعتمد على موافقة الاحتلال، مما يجعل حياة الكثيرين تحت رحمة القرار الإسرائيلي.

منذ 7 أكتوبر 2023، تجاوز عدد الشهداء والجرحى 141 ألف فلسطيني، في حين ارتفع عدد الشهداء والمفقودين شمال غزة إلى 400 شخص خلال أسبوعين.

وفي ظل هذا الوضع، يُستقبل المستشفيات العشرات من الحالات يوميًا، مما يزيد من الضغط على الطواقم الطبية، التي تُحاول جاهدة تقديم الرعاية في ظل نقص الأدوات الطبية والموارد الحيوية. إذ تعمل المستشفيات بكامل طاقتها، ولكنها تعاني من عدم كفاية الدعم، مما يؤدي إلى تدهور جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.

 الأوضاع الإنسانية: محاصرة الجرحى والمحتاجين

إن الوضع في شمال غزة ليس مجرد أزمة صحية، بل هو أزمة إنسانية متكاملة. حيث تُحاصر قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين وسط قصف مدفعي وجوي عنيف، مما يحرم نحو ربع مليون محاصر من الطعام والماء. تُظهر التقارير أن عدد الشهداء والمفقودين قد ارتفع إلى أكثر من 400 شخص، في حين أن العديد من الأسر تعيش في خوف مستمر نتيجة القصف المتواصل.

وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن هناك أكثر من 1.4 مليون شخص في قطاع غزة بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، في حين أن 800 ألف شخص مشردون في الداخل.

 دعوات للحماية والتدخل الدولي

وزارة الصحة في غزة جددت مطالباتها للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة التدخل العاجل لتوفير الحماية للمنشآت الصحية والطواقم العاملة فيها. كما حذرت الوزارة من كارثة إنسانية وشيكة في حال استمرت الاعتداءات على المستشفيات ومنع إدخال الإمدادات الطبية الضرورية.

جددت وزارة الصحة في غزة مطالباتها للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة التدخل العاجل لتوفير الحماية للمنشآت الصحية والطواقم العاملة فيها. وحذرت الوزارة من كارثة إنسانية وشيكة في حال استمرت الاعتداءات على المستشفيات ومنع إدخال الإمدادات الطبية الضرورية. إن هذه الظروف الصعبة تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لضمان وصول المساعدات والإمدادات الحيوية بشكل آمن.

في الختام، فإن مستشفيات شمال غزة تعاني من ضغوط هائلة تهدد بانهيار النظام الصحي، مما يتطلب تحركًا جادًا من المجتمع الدولي لحماية هذا القطاع الحيوي وضمان استمرارية تقديم الرعاية الصحية.