Menu

حين يصبح الحل هو الدخول في درب اللاعودة.. شنقًا وحَرقًا!

أحمد نعيم بدير

تعبيرية

غزة _ خاص بوابة الهدف

الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشباب في قطاع غزة مع استمرار الحصار في عامه التاسع, دفعت بعضهم للتفكير خارج الصندوق, ولكن على طريقتهم الخاصة, فبعضهم اختار حبلاً, ومنهم اختار مادة البنزين, كحلاً أمثل للهروب من كل ظروف الحياة, فاختلفت الأساليب والنتيجة واحدة, الانتحار..!

وحتى الآن هناك سبعة اختاروا إنهاء حياتهم؛ أربعة منهم لقوا حتفهم، وثلاثة نجوا، في أقل من شهرين، وهو عدد لا يمكن الاستهانة به، ويكاد يجعل الانتحار ظاهرة أكثر من كونها حالات فردية.

ففي مساء يوم الرابع عشر من يناير المنصرم، أقدم المواطن "ك.ف" البالغ من العمر (45 عاماً), على الانتحار شنقاً في منزله بمخيم النصيرات وسط القطاع, ليصل جثة هامدة الى مستشفى شهداء الاقصى.

وفي ظهر يوم التاسع من فبراير الجاري حاول الشاب رزق أبو ستة (37عاماً)، الانتحار, بعد أن صعد إلى قمة برج الإرسال الذي يعلو عمارة الدحدوح المقابلة لجامعة الأزهر, لفقدانه الأمل بعد قطع راتبه منذ عدة سنوات.

أما المواطن "م.ت" البالغ من العمر (23 عاماً) من مدينة خانيونس, فأقدم ظهر يوم العاشر من فبراير الجاري, على الانتحار شنقاً.

وخلال اليوم ذاته وخلف محطة الأقصى للوقود شرق مدينة دير البلح وسط القطاع, أقدم المواطن نضال عرفات (34 عاماً) على انهاء حياته شنقاً.

كما وعُثر صباح يوم الحادي عشر من فبراير الجاري على جثة الشاب حمادة كوارع (18 عاماً) داخل دفيئة زراعية جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع, بعد أن شنق نفسه حتى الموت.

وبالقرب من ميدان بني سهيلا شرق خانيونس, أقدم الشاب عزمي يونس البريم (33 عاماً), في مساء يوم الثاني عشر من الشهر الجاري, على حرق نفسه بمادة "البنزين", وبلغت نسبة الحروق 70% من أنحاء مختلفة في جسده, ووُصفت حالته بالخطيرة.

وفي السياق ذاته، أقدم مواطن -لم يُذكر اسمه إعلامياً- على الانتحار بذبح نفسه بأداة حادة أمام مجمع الشفاء الطبي, مساء أمس، وقد تم نقله للعلاج.

وحول أسباب تزايد حالات الانتحار مؤخراً، التقت "بوابة الهدف" بالأخصائية النفسية زهية القرا, التي قالت "الانتحار ليس بالظاهرة الغريبة في العالم, ولكن مجتمع غزة مصدوم لأنه سلوك جديد عليه".

وتضيف القرا "من الملاحظ في الآونة الأخيرة أن غالبية المقدمين على الانتحار هم من فئة الشباب بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية التي تؤدي للاكتئاب".

وتوضح أن هناك شباب يشعرون أنهم بلا دور أو هدف في الحياة مما يدفعهم إلى الإحساس بالذنب تجاه أنفسهم ومجتمعهم, وسط لوم عائلاتهم التي غالباً ما تكون عائلات فقيرة, في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة.

وعن أسباب الاكتئاب تتابع الأخصائية النفسية "الحروب الثلاثة كان لها أثر قوي على نفسيات الشباب في القطاع, ومصادر الدخل لدى الأسر، فالجميع كانوا سواسية أمام الحرب، وعانوا من الصدمة النفسية التي سببتها".

وشددت القرا أن الانتحار مرتبط بالاكتئاب سواء فردياً أو اجتماعياً, موضحة أن نسبة الاكتئاب عالمياً تصل ما بين 8% و13%، ومتابعة "هناك 350 مليون مكتئب في العالم، 13% منهم قد يهربون إلى الانتحار, فهناك 800 ألف حالة انتحار سنوياً".

تدهور الظروف المعيشية في القطاع، وتضاؤل الأمل بالنسبة إلى الكثيرين، دفع إلى البحث عن طرق للخلاص من دوامة الضغوط والازمات, فوقع الاختيار على الرحيل في درب اللاعودة, شنقاً وحرقاً!.