Menu

ضجة في الأوساط الأدبية

أرنداتي روي تنتقد إسرائيل في خطاب تاريخي بالمكتبة البريطانية

الكاتبة الروائية أرنداتي روي وجاهزة القلم الدولية

الهدف الإخبارية - لندن، بريطانيا

في واحدة من أبرز اللحظات الأدبية والسياسية لهذا العام، ألقت الكاتبة الهندية والناشطة البارزة أرنداتي روي خطابًا استثنائيًا خلال حفل تسليم جائزة بينتر المرموقة، التي تُمنح للأدباء المدافعين عن الحرية والعدالة. استغلت روي هذا الحدث، الذي أقيم في المكتبة البريطانية بالعاصمة لندن، لإطلاق انتقادات حادة ضد السياسات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها تمثل "نموذجًا للاستعمار الحديث". وقد أثار خطابها ضجة كبيرة بين الأدباء والمثقفين، وألقى الضوء على دور الكتابة في مناهضة الظلم وتحدي السياسات القمعية.

انتقادات لاذعة للسياسات الإسرائيلية

خلال خطابها، وصفت روي إسرائيل بأنها "الطفل المدلل" في بيت عالمي، متسائلة عن الأسباب التي تجعل المجتمع الدولي يغض الطرف عن ممارساتها بحق الشعب الفلسطيني. وأكدت أن هذا "التدليل" الدولي يغذي جرائم الاحتلال ويمنح إسرائيل مساحة للتمادي في سياساتها العنصرية دون رادع. وتطرقت روي في حديثها إلى أن هذه السياسات ليست مجرد تجاوزات فردية، بل هي جزء من نظام استعماري عنصري يقمع الفلسطينيين ويصادر حقوقهم الأساسية، ما يجعل إسرائيل اليوم تتفاخر بحرية بما أسمته "الإبادة الجماعية" التي تنفذها ضد الشعب الفلسطيني، حسب تعبيرها.

أثار خطاب روي موجة واسعة من ردود الفعل، حيث تباينت الآراء بين من يعتبرون كلماتها تعبيرًا جريئًا عن صوت العدالة، ومن يرون في خطابها "تحريضًا" ضد دولة قائمة. وقد أعرب عدد من النشطاء الحقوقيين والمثقفين عن تضامنهم مع روي، معتبرين أن هذه الانتقادات تعكس موقفًا إنسانيًا صريحًا يرفض الاحتلال والظلم. في المقابل، وجهت بعض الجهات المؤيدة لإسرائيل انتقادات للخطاب، متهمة روي بتبني وجهة نظر "أحادية" تتجاهل تعقيدات الصراع. وتأتي هذه الردود لتؤكد على استمرار انقسام الرأي العام الدولي حول القضية الفلسطينية ودور إسرائيل في الصراع.

روي: الأدب كأداة مقاومة

تعتبر أرنداتي روي من أبرز الكتاب الذين يرون أن الأدب يمكن أن يكون أداة للمقاومة والتغيير. طوال مسيرتها الأدبية، لم تتوانَ عن توجيه نقد لاذع للسياسات الإمبريالية والعنصرية حول العالم، بدءًا من روايتها الشهيرة "إله الأشياء الصغيرة"، التي ألقت فيها الضوء على قضايا الظلم الطبقي، وصولًا إلى كتبها السياسية التي عالجت فيها ملفات مثل الاحتلال الاستعماري، وسياسات القهر والعنصرية في الهند وخارجها. ويبدو أن روي لم تكتفِ بأن تكون مجرد كاتبة، بل ترى نفسها أيضًا مدافعة عن حقوق الإنسان، وتؤمن بأن دور الكاتب يجب أن يتجاوز الكلمات ليشمل الدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة.

للمزيد استمع لمقابلة مع الكاتبة الهندية أرنداتي روي