Menu

القتل الهمجي مستمر والحرب مستمرة والحياة مستمرة

حلمي موسى

الهدف الإخبارية

تدور الايام منذ اكثر من عام ونصف والحرب تدور بوتائر عالية ومكلفة. عشرات الوف الشهداء من الجانب الفلسطيني ودمار شبه تام في القطاع وجهد اسرائيلي متواصل لجعل الحياة في غزة مستحيلة. ومع ذلك تستمر الحرب وتستمر الحياة. يتواصل القتل المنهجي ضد الناس في البيوت والشوارع في المناطق المخلاة وفي المناطق المدعى انها انسانية. امام التكايا التي توزع الطعام على المحتاجين وفي ما تبقى من مخازن مواد غذائية. والحصار متواصل ومتصاعد بل أن وزير المالية الفاشي سموتريتش تحدث عن منع دخول حبة قمح واحدة. والمنع يطال ليس فقط الغذاء وانما ايضا الدواء بعد ان تم قطع الكهرباء والمياه ومنع الوقود.

وقاد الهوس بتحقيق هدف الحرب عبر تدمير المقاومة الى تغيير وزير الدفاع وبعده رئيس الاركان والعديد من القادة على أمل تحقيق هذا الهدف. وترافق ذلك مع ضغط هائل وبتشجيع امريكي من أجل فرض الارادة الاسرائيلية وتحرير الاسرى الاسرائيليين اما من دون مقابل او بالقوة. ولكن كل ذلك لم يغير من الوضع شيئا. فوصول رئيس اركان هجومي كما يقولون خلق ظروفا يرتاح لها اليمين الاسرائيلي لكنها وصلت ايضا الى طريق مسدود. فالانتقادات لاداء القيادة الجديدة تتسع. ومظاهر رفض الخدمة العسكرية لاسباب مختلفة تتزايد.

وكتبت معاريف يوم أمس عن

انتقادات لاذعة في المؤسسة الامنية حيث قالت أن: "عملية الجرأة والسيف لا تحقق أهدافها". واضافت انه على الرغم من الثناء الذي حظي به كبار المسؤولين الأمنيين عند بدء عملية "الجرأة والسيف"، التي مثلت عودة دولة إسرائيل إلى القتال في غزة، فإن مسؤولاً أمنياً كبيراً ينتقد تقدم العملية ـ ويحذر: "لا يوجد قتال هجومي حالياً في غزة".

واشار المراسل العسكري لمعاريف أفي أشكنازي الى

انتقادات جديدة وقاسية تظهر داخل المؤسسة الأمنية بشأن إدارة عملية "الجرأة والسيف" في غزة، والتي بدأت قبل ثلاثة أسابيع. "إن النتائج المتمثلة في الضغط الذي نريد أن تتعرض له حماس لا تحدث على الأرض". هناك بالفعل ضغوط على المنظمة ، لكنها ليست الضغوط التي توقعناها. ولهذا السبب فإن حماس لا تحقق تقدماً في المفاوضات. وفي واقع الأمر، لا توجد حاليا أي مفاوضات حقيقية لإطلاق سراح الرهائن. «سيعود رئيس الوزراء من الولايات المتحدة. وسنقيّم الوضع وندرس الخطط المستقبلية»، هذا ما قاله مصدر سياسي.

انتقد مصدر أمني آخر بشدة طريقة تنفيذ العملية: "كانت الخطوة الافتتاحية لسلاح الجو ممتازة. لقد كان إنجازًا عظيمًا. خطوة افتتاحية كلاسيكية أثارت البلبلة والذعر في حماس. ضرب سلاح الجو نشطاء بارزين، وهذا كل شيء - لم تكن هناك خطوات تكميلية".

وأضاف المصدر: "مع مرور الوقت، نفقد القدرة على ممارسة الضغط المطلوب. حماس تستغل الوقت لإعادة تأهيل نفسها والتعافي. الوضع مختلف عما كان عليه قبل ثلاثة أسابيع. لنكن صادقين، لا يوجد أي قتال هجومي في غزة حاليًا. الضغط لا يُشعر حماس به حقًا".

وبرزت في الايام الاخيرة مشكلة كبيرة تتمثل في الاعباء التي يتحملها جنود الاحتياط حيث صار كثيرون يرفضون الالتحاق بالخدمة. وقد اضيف اليهم مؤخرا الطيارون الذين تقدمواةبعريضة تطالب بوقف الحرب.

واشارت الانباء الى ان مئات من أفراد القوات الجوية وقعوا على وثيقة تدعو إلى إنهاء الحرب في غزة والإفراج عن الرهائن. • وقد حاول الجيش الإسرائيلي منع نشر الوثيقة، ووصل الأمر إلى عتبة رئيس الأركان زامير. • ولم يرد مكتب المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي حتى الآن.

ونشر المراسل السياسي للقناة ١٢ يارون ابراهام والمراسل العسكري نير دافوري أن الجيش الإسرائيلي يعمل منذ 24 ساعة على منع وثيقة كتبها مئات جنود الاحتياط في سلاح الجو، حول استمرار الحرب في غزة. وخلف الكواليس، ظهرت أيضاً معارضة لإقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار وإقالة النائبة العامة غالي بهاراف ميارا، بسبب المخاوف من "انتهاك التوازن الدستوري".

وقد قام المئات من أفراد الخدمة بالفعل بالتوقيع على وثيقة حول هذا الموضوع، وهم جميعا من جنود الاحتياط، ومن تشكيلات مختلفة في القوات الجوية. الوثيقة لا تحتوي على أي تهديد أو تلميح بالرفض أو عدم الحضور، وكان من المقرر نشرها أمس، أي قبل يوم من جلسة المحكمة العليا، لكن الجيش الإسرائيلي نجح في وقف نشرها في الوقت الحالي من خلال إجراء حوار بين القادة وأفراد الاحتياط، وليس من الواضح ما إذا كان سيتم نشرها على الإطلاق.

وقد وصلت القضية إلى أعلى مستويات جيش الدفاع الإسرائيلي، بما في ذلك قائد سلاح الجو اللواء تومر بار ورئيس الأركان إيال زامير. علاوة على ذلك، شارك رئيس الأركان بنفسه في مكالمة تشاورية حول هذا الموضوع مع كبار المسؤولين في القوات الجوية. ولم يصدر عن جيش الدفاع الإسرائيلي أي رد حتى الآن، وسيتم نشره كاملا حين وروده.

مصادر في الجيش الإسرائيلي قالت: "إن الجيش يتبع سياسة صارمة وواضحة فيما يتعلق بعدم التقدم للخدمة الاحتياطية، وهو ما يمكن ملاحظته في الأحداث الأخيرة". وتم إجراء اتصالات بين قائد القوات الجوية وهيئة أركانها مع قادة المنظمة، حيث تم النظر في التداعيات المباشرة على القوات الجوية والأمن الوطني. "في إحدى المحادثات، التقى قائد القوات الجوية بقادة القوات الجوية السابقين، ووصل رئيس الأركان لفترة قصيرة جدًا."

رد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: لم يصل الخطاب إلى قيادة الجيش .