Menu

قلق الوجود الصهيوني (من طوفان الأقصى إلى طوفان التحرير)

د. سامي الشيخ محمد

نشر في مجلة الهدف العدد (69) (1543)

ما سر هستيريا التدمير والتهجير المهيمنة على الذهنية الصهيونية الأمريكية على نحو غير مسبوق منذ احتلال فلسطين في العام ثمانية وأربعين وتسعمئة وألف إلى يومنا هذا؟

أضحت الذهنية الصهيونية مسكونة بهاجس الخوف المزمن من جراء بقاء وتشبث الملايين من أبناء شعبنا الفلسطيني المقاوم على الأرض الفلسطينية، كنتيجة مباشرة من النتائج العملية والنفسية التي أحدثها طوفان الأقصى منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، ونجاح المقاومة الفلسطينية في غزة في الاحتفاظ بالأسرى الصهاينة لديها، في ظل عدم قدرة آلة التدمير والموت والإبادة الصهيونية بحق أبناء شعبنا الأعزل في مدن وأحياء ومخيمات غزة، بعشرات آلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر المتفجرة جواً براً وبحراً.

إن الفشل الذريع الذي منيت به المؤسستان العسكرية والاستخباراتية الصهيونيتان، في السابع من أكتوبر قبل سنة وخمسة أشهر من هذا التاريخ، وعجزهما عن القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، واتساع رقعة المواجهة إلى مخيمات اللجوء في الضفة الغربية، وقبولهما بالتفاوض لاسترداد الأسرى والرضوخ لمطالب المقاومة رغم الانتهاكات الصهيونية حيال تنفيذ الاتفاق المبرم بين الطرفين عبر الوسطاء ال قطر يين والمصريين والأمريكيين في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.

لقد أيقن الصهاينة وإدارة الرئيس ترامب بأن تشبث شعبنا بأرض وطنه، ورفضه المطلق لمحاولات التّهجير القسري خارج فلسطين، يشكل الأساس المادي المتين للاستمرار في مقاومة الاحتلال حتى الرحيل عن فلسطين، أو قبوله للعيش بأمن وسلام في ظل الدولة الفلسطينية الديمقراطية المنشودة على عموم الأرض الفلسطينية الممتدة من البحر إلى النهر.

أجل أجل أجل إن ما يخشاه الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه، هو العجز المتوقع عن مواجهة طوفان الدخول والتحرير القادم لا محالة، حيث سينهار الكيان الصهيوني وهروب قادته العسكريين والأمنيين إلى خارج فلسطين، وترك المستوطنين اليهود يواجهون مصيرهم الأخير، وجهاً لوجه مع مئات آلاف المحررين الفلسطينيين والعرب من دول الطوق وصولاً إلى اليمن الشقيق.

هذا هو سر التخبط والجنون الصهيوني وراء تدمير مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من أبناء شعبنا في الضفة الغربية، والتصريحات المحمومة لغلاة المتطرفين في حكومة رئيس الوزراء المجرم نتنياهو، بوجوب العمل على طرد وتهجير الملايين من أبناء قطاع غزة والضفة الغربية إلى مصر والأردن ودول المنطقة والعالم، رغم رفض هذه الدول والجامعة العربية لمخططات التهجير، والمطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأرض الفلسطينية كسبيل لإنهاء الصراع والعيش بأمن وسلام من وجهة نظرها.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة حيال ذلك، هل تنجح مخططات التهجير، وضم الأراضي والقرى والمدن الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية بعد إرغام سكانها على إخلائها بالقوة كما هو عليه الحال في مخيمات اللجوء في الضفة الغربية اليوم؟

من المؤكد أن مخططات التهجير الصهيونية المدعومة أمريكياً، لن تجد سبيلها للتنفيذ من الناحيتين الذاتية المتعلقة بشعبنا الرافض، ترك أرض وطنه من ناحية، والموضوعية المتمثلة في الرفض التام للتهجير القسري من جانب الأردن ومصر وباقي الدول العربية من ناحية أخرى.

ولا يفوتنا هنا الإشارة لمسألة غاية في الأهمية تروع قادة الكيان الصهيوني، وتعمق قلق بقاء (دولة إسرائيل) المستقبلي لديهم، وهي انعدام ثقة الجمهور والمستوطنين بقادتهم السياسيين والعسكريين والأمنيين، بعد حدث طوفان الأقصى، وعدم المبالاة حيال المختطفين الأسرى المدنيين والعسكريين لدى حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وموت قسم منهم بالغارات التي نفذها الطيران الحربي الصهيوني على قطاع غزة، الأمر الذي سيكون له مفاعيله في الفترة المقبلة بعد استعادة الأسرى في المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق التبادل والانسحاب من قطاع غزة وإنهاء الحرب والبدء في عملية إعادة إعمار القطاع، حيث عزوف مستوطني غلاف غزة عن العودة للمستوطنات التي غادروها منذ السابع من أكتوبر خشية تكرار سيناريو مشابه لما جرى في المستقبل، ونشاط سيكون ملحوظاً للهجرة العكسية لليهود من فلسطين إلى دولهم وبلدانهم الأصلية التي ينحدرون منها، سيما أنهم لم يتخلوا عن جنسياتهم الأصلية التي لا يزالون يحتفظون بها، مما يهدد الوجود الديمغرافي لدولة الكيان الصهيوني في فلسطين والمنطقة، أمام تعاظم الوجود الديمغرافي الفلسطيني المقاوم للاحتلال على أرض وطنه.

ما سر هستيريا التدمير والتهجير المهيمنة على الذهنية الصهيونية الأمريكية على نحو غير مسبوق منذ احتلال فلسطين في العام ثمانية وأربعين وتسعمئة وألف إلى يومنا هذا؟

  أضحت الذهنية الصهيونية مسكونة بهاجس الخوف المزمن من جراء بقاء وتشبث الملايين من أبناء شعبنا الفلسطيني المقاوم على الأرض الفلسطينية، كنتيجة مباشرة من النتائج العملية والنفسية التي أحدثها طوفان الأقصى منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، ونجاح المقاومة الفلسطينية في غزة في الاحتفاظ بالأسرى الصهاينة لديها، في ظل عدم قدرة آلة التدمير والموت والإبادة الصهيونية بحق أبناء شعبنا الأعزل في مدن وأحياء ومخيمات غزة، بعشرات آلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر المتفجرة جواً براً وبحراً.

  إن الفشل الذريع الذي منيت به المؤسستان العسكرية والاستخباراتية الصهيونيتان، في السابع من أكتوبر قبل سنة وخمسة أشهر من هذا التاريخ، وعجزهما عن القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، واتساع رقعة المواجهة إلى مخيمات اللجوء في الضفة الغربية، وقبولهما بالتفاوض لاسترداد الأسرى والرضوخ لمطالب المقاومة رغم الانتهاكات الصهيونية حيال تنفيذ الاتفاق المبرم بين الطرفين عبر الوسطاء القطريين والمصريين والأمريكيين في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.

   لقد أيقن الصهاينة وإدارة الرئيس ترامب بأن تشبث شعبنا بأرض وطنه، ورفضه المطلق لمحاولات التّهجير القسري خارج فلسطين، يشكل الأساس المادي المتين للاستمرار في مقاومة الاحتلال حتى الرحيل عن فلسطين، أو قبوله للعيش بأمن وسلام في ظل الدولة الفلسطينية الديمقراطية المنشودة على عموم الأرض الفلسطينية الممتدة من البحر إلى النهر.

أجل أجل أجل إن ما يخشاه الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه، هو العجز المتوقع عن مواجهة طوفان الدخول والتحرير القادم لا محالة، حيث سينهار الكيان الصهيوني وهروب قادته العسكريين والأمنيين إلى خارج فلسطين، وترك المستوطنين اليهود يواجهون مصيرهم الأخير، وجهاً لوجه مع مئات آلاف المحررين الفلسطينيين والعرب من دول الطوق وصولاً إلى اليمن الشقيق.

   هذا هو سر التخبط والجنون الصهيوني وراء تدمير مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من أبناء شعبنا في الضفة الغربية، والتصريحات المحمومة لغلاة المتطرفين في حكومة رئيس الوزراء المجرم نتنياهو، بوجوب العمل على طرد وتهجير الملايين من أبناء قطاع غزة والضفة الغربية إلى مصر والأردن ودول المنطقة والعالم، رغم رفض هذه الدول والجامعة العربية لمخططات التهجير، والمطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأرض الفلسطينية كسبيل لإنهاء الصراع والعيش بأمن وسلام من وجهة نظرها.

   والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة حيال ذلك، هل تنجح مخططات التهجير، وضم الأراضي والقرى والمدن الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية بعد إرغام سكانها على إخلائها بالقوة كما هو عليه الحال في مخيمات اللجوء في الضفة الغربية اليوم؟

  من المؤكد أن مخططات التهجير الصهيونية المدعومة أمريكياً، لن تجد سبيلها للتنفيذ من الناحيتين الذاتية المتعلقة بشعبنا الرافض، ترك أرض وطنه من ناحية، والموضوعية المتمثلة في الرفض التام للتهجير القسري من جانب الأردن ومصر وباقي الدول العربية من ناحية أخرى.

 ولا يفوتنا هنا الإشارة لمسألة غاية في الأهمية تروع قادة الكيان الصهيوني، وتعمق قلق بقاء (دولة إسرائيل) المستقبلي لديهم، وهي انعدام ثقة الجمهور والمستوطنين بقادتهم السياسيين والعسكريين والأمنيين، بعد حدث طوفان الأقصى، وعدم المبالاة حيال المختطفين الأسرى المدنيين والعسكريين لدى حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وموت قسم منهم بالغارات التي نفذها الطيران الحربي الصهيوني على قطاع غزة، الأمر الذي سيكون له مفاعيله في الفترة المقبلة بعد استعادة الأسرى في المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق التبادل والانسحاب من قطاع غزة وإنهاء الحرب والبدء في عملية إعادة إعمار القطاع، حيث عزوف مستوطني غلاف غزة عن العودة للمستوطنات التي غادروها منذ السابع من أكتوبر خشية تكرار سيناريو مشابه لما جرى في المستقبل، ونشاط سيكون ملحوظاً للهجرة العكسية لليهود من فلسطين إلى دولهم وبلدانهم الأصلية التي ينحدرون منها، سيما أنهم لم يتخلوا عن جنسياتهم الأصلية التي لا يزالون يحتفظون بها، مما يهدد الوجود الديمغرافي لدولة الكيان الصهيوني في فلسطين والمنطقة، أمام تعاظم الوجود الديمغرافي الفلسطيني المقاوم للاحتلال على أرض وطنه.