فاز الروائي ربعي المدهون بالجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة” وهو أول فلسطيني يفوز بالجائزة التي سبق وأن وصل لقائمتها القصيرة في العام 2010.
وكشفت أمينة ذيبان، رئيسة لجنة التحكيم، عن اسم الفائز بالجائزة في حفل أقيم في مدينة أبوظبي مساء اليوم الثلاثاء 26 أبريل 2016. ويحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته 50,000 دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، إلى جانب تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي.
ربعي المدهون كاتب فلسطيني ولد في مدينة المجدل عسقلان، في جنوب فلسطين عام 1945. هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة. تلقّى تعليمه الجامعي في القاهرة والإسكندرية، ثم أُبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي. يقيم في لندن حيث يعمل محررا لجريدة الشرق الأوسط، وله ثلاث روايات إضافة إلى دراسات ومجموعة قصصية.
وصلت روايته “السيدة من تل أبيب” إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في العام 2010 وصدرت بالإنجليزية عن دار تيليغرام بوكس، وفازت الترجمة الإنجليزية بجائزة بان البريطانية للكتب المترجمة.
و”مصائر” رواية رائدة تقع في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة، والهولوكوست، وحق العودة. إنها رواية الفلسطينيين المقيمين في الداخل ويعانون مشكلة الوجود المنفصم وقد وجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فُرضت عليهم قسرا. كما أنها رواية الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى المنفى الكبير ثم راحوا يحاولون العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة.
ووبهذا الفوز تعتبر رواية “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة” أفضل عمل روائي نُشر خلال الاثني عشر شهرا الماضية، وجرى اختيارها من بين 159 رواية مرشحة تتوزع على 18 بلداً عربياً. وقد علّقت أمينة ذيبان نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة بقولها: “تبتدع رواية “مصائر” نسيجا روائيا فنيا جديدا يصور تحولات المسألة الفلسطينية، وتثير أسئلة الهوية وتستند إلى رؤية إنسانية للصراع. تعدُّ “مصائر” الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستلاب الداخلي. إنها رواية ذات طابع بوليفوني مأساوي، تستعير رمز الكونشرتو لتجسّد تعدّد المصائر.”
وفي مقال نشر في جريدة الغد الأردنية، قال الناقد الفلسطيني البارز الدكتور فيصل دراج، وهو عضو سابق في لجنة تحكيم الجائزة، إن رواية “مصائر” على الرغم من أنها امتداد لأعمال روائيين فلسطينيين كبار أمثال غسان كنفاني وإيميل حبيبي وجبرا إبراهيم جبرا، إلا أنها أضافت بعداً لم تعرفه الرواية الفلسطينية من قبل؛ فهي تؤسس لرواية فلسطينية مغايرة.
وقال المدهون، في حوار مع جريدة القاهرة المصرية : “أؤمن بالعيش المشترك، كسبيل وحيد لوضع نهاية لصراع دام ومؤلم امتد مائة عام. لكني لا أرى أن هذا سيحدث في جيلي، لكنه سيحدث ذات يوم”.
وكانت القائمة القصيرة المكوّنة من ست روايات قد أُعلنت في مؤتمر صحفي عُقد في النادي الثقافي في مسقط، سلطنة عُمان، في فبراير الماضي. ويحصل كل من المرشّحين الستة إلى القائمة القصيرة على 10.000 دولار أمريكي، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50.000 دولار أمريكي إضافية.
وفيما يلي أسماء لجنة التحكيم: الدكتورة أمينة ذيبان، رئيساً، مع عضوية كل من: الصحافي والشاعر المصري سيد محمود،والأكاديمي المغربي محمد مشبال، والأكاديمي والمترجم البوسنوي منير مويتش، والشاعر والناقد اللبناني عبده وازن.
ترعى الجائزة “مؤسسة جائزة بوكر” في لندن، بينما تقوم “هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة” في الإمارات العربية المتحدة بدعمها مالياً
قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة: “تمتاز رواية ربعي المدهون “مصائر: كونشيرتو الهولوكوست والنكبة” بتقنية تستقي تموجاتها من عالم الموسيقى، لكنها لا تلبث أن تتخطى هذا العالم في حركة تجمع الشيء ونقيضه، حيث يتقاطع الداخل مع الخارج في التجربة الفلسطينية من خلال إيقاع الشتات والعودة. ينحت ربعي المدهون عوالمه الروائية بحرفية تخاطب القاريء بصوت آسر ليضيف ألقا متجددا إلى جائزة تتبوأ مركز الصدارة في المشهد الروائي العربي.”
تهدف الجائزة إلى الترويج للرواية العربية على المستوى العالمي، ومن هنا تضمن الجائزة ترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنجليزية. وفي هذا السياق صدرت الترجمة الإنجليزية لرواية “ساق البامبو” لسعود السنعوسي عن دار بلومزبري – مؤسسة قطر للنشر في العام 2015، كما ستصدر الترجمة الإنجليزية لرواية “طوق الحمام” لرجاء عالم عن دار دكوورث في 2 يونيو من هذا العام. أمّا الروايات الفائزة الأخرى، فقد صدرت “واحة الغروب” لبهاء طاهر عن دار سيبتر و”عزازيل” ليوسف زيدان عن دار أتلانتيك وكل من “ترمي بشرر” لعبده خال و”القوس والفراشة” لمحمد الأشعري عن دار بلومزبري – مؤسسة قطر للنشر. وستصدر الترجمة الإنجليزية لرواية “فرنكشتاين في بغداد” لأحمد سعداوي، الفائزة بجائزة عام 2014، عن دار وون ورلد في المملكة المتحدة ودار بنجوين في الولايات المتحدة.
ويذكر أن الروايات الفائزة أو المدرجة على القوائم القصيرة للجائزة منذ عام 2008 قد تمت ترجمتها إلى ما يربو على 20 لغة من لغات العالم.
كما ننوه بأن عمر عبد الرازق من إذاعة البي بي سي العربية سيدير ندوة مع الكاتب الفائز بالجائزة وكاتبين مرشحين إلى القائمة القصيرة، وذلك في الساعة الواحدة من ظهر الخميس 28 أبريل، في جامعة نيويورك أبو ظبي، ويبث البرنامج في 30 أبريل.