Menu

غزة بين خيارين.. "الحـرب" أو الانـفصـال؟!

..

العدوان الإسرائيلي على غزة

الهدف_غزة_غرفة التحرير:

نقلت مصادر صحفية الأنباء عن اتفاق يتبلور بين دولة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، سيعلن عنه في القريب العاجل وسيشكل مفاجأة لأطراف عديدة محلية وإقليمية.

ويتضمن الاتفاق "تهدئة لعدة سنوات في مقابل رفع تدريجي للحصار وإنشاء رصيف عائم مقابل غزة يعمل كميناء مؤقت".

وكانت صحيفة "زمان" التركية الصادرة من أنقرة، بالإنجليزية، نقلت خبرًا قبل عدة أسابيع عن وساطة تركية ترعى اتفاق بين الطرفين.

يأتي هذا بالتزامن مع تصاعد وتيرة الأزمة بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وحكومة الوفاق الوطني، إذ اضطر وفد الأخيرة لقطاع غزة إلى المغادرة، بعد محاصرته وعدم تمكينه من استقبال الوفود، أو الوصول للوزارات، الأمر الذي يعد تحولاً ملحوظًا في سعي حماس للوصول لحلول لأزمات قطاع غزة؛ فبعد أسابيع من الاستغاثة بالوفاق وبالسلطة لإنجاد القطاع، تغلق الأبواب في وجههما اليوم.

كما يأتي بالتزامن مع إصدار قيادات من حركتي الجهاد الإسلامي و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ما أسمتاه "نداء المصالحة والوحدة" دعتا فيه لإنهاء الانقسام الفلسطيني، خاصة بعد فشلهما في فض خلاف "التوافق" و"حماس" أمس.

عضو المكتب السياسي لحركة حماس زياد الظاظا، بدا أكثر ثقة في ما يعتقد أنه "حل تضع حماس يدها عليه"، وقال لصحيفة العربي الجديد: انتهينا من وضع كافة البدائل لحل أزمات القطاع المختلفة.

لكن يحيى موسى النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي المنتهية ولايته، نفىعلمه بأي اتفاق وأكد أن ما تتداوله وسائل الإعلام "غير دقيق".

أما القيادي في حماس الدكتور يوسف رزقة، فقال لبوابة الهدف: فتح هي من تسوق عبر وسائل إعلامها لهذه الأخبار، وما تقوم به حماس لا يعدو كونه "مسكنات" في ظل تقصير الحكومة.

وبين رزقة أن حماس عندما تتحرك لإيجاد حلول في الجوانب المدنية، تُحّرف فتح والسلطة هذا التحرك وتعتبرانه سياسيًا، ثم تبدءان بالحديث عن دولة أو إدارة في غزة لتسميم الأجواء.

وتساءل رزقة: ألم يتوسط الجانب المصري من أجل الوصول لاتفاق التهدئة، ووقف إطلاق النار، ومن ثم رعاية مفاوضات، لكن المصريين توقفوا عن لعب هذا الدور، وكذلك الإسرائيليين، ارتباطا بالموقف المصري؟

وأضاف: حماس لا تستطيع أن تغامر في قضايا غير محسوبة، ولكنها عندما تفكر بالتفاوض مع الآخرين، تصاب الأطراف الفلسطينية بالحساسية، وتكبّر الأمور، مع أن حماس لا تسعى لحلول سياسية مع العدو، ولكنها "تبحث عن تخفيف الأزمة عن الشعب الفلسطيني في القطاع".

واعتبر رزقة أن الأوضاع في غزة مازالت ترواح مكانها، محذرا من الانفجار وخلط كل الأوراق في المنطقة، مثلما حدث في الحرب الأخيرة.

بدورها نفت الدكتور مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أي معلومات مؤكدة عن الاتفاق المذكور، لكنها شددت على أن أي تعطيل للمصالحة يقود حتمًا لمشاريع "بخسة" تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني.

واتهمت أبو دقة حركة حماس بـ "تقزيم الموقف، وتلخيص المشكلة أمام الناس على أنها مشكلة موظفين ورواتب".

وقالت للبوابة: لم يكن من السليم أن "يحرد" وفد الحكومة، ويغادر، لقد كنا مع حركة الجهاد نبذل كل ما بوسعنا لحمايتهم وتمكينهم، لكنهم قطعوا الطريق علينا، وانصرفوا.

من جهته رأى المحلّل السياسي أكرم عطا الله أنّه من الصعب أن يُحمّل المواطن الفلسطيني كامل المسئولية للفصائل الفلسطينية الأخرى، فيما جري بالأمس، كونه منح تلك الفصائل نسب قليلة جدا بتصويته لها في الانتخابات، وليس من المعقول أن يطالبها بتحمّل دور يوازي 50%، فيما يتعلّق بإنهاء الانقسام و حلّ مشاكل القطاع.

وحول مبادرة الجبهة الشعبية والجهاد، يعتقد عطا الله إن كل ما قامت وتقوم به الفصائل من إصدار مبادرات وبيانات وعقد ورشات العمل والحوار، ما هو إلا "صراخ في الغابة"، في ظلّ عدم التأثير الجاد على الانقسام بين أكبر كتلتين وهما حركتيّ حماس وفتح.

وحول "دولة غزّة" أكّد عطا الله أنّه من المنطقي الوصول لهذه النتيجة طالما لم يتم التوصّل لحل جذري لقضية الانقسام.

وحول الاتّفاق بين حماس وإسرائيل، قال عطا الله: في حال تأكّد الاتفاق وأعلنت عنه حركة حماس فعليّاً، فسيكون "إهانة" كبيرة لها، وستحاول إخراجه للناس على أنّه "الحل الوحيد والأخير لأزمات غزّة"، كما ستحاول إضفاء البعد الإنساني عليه ، بالدّرجة الأولى كي يُصبح مقبولاّ أمام المواطن الفلسطيني.

هذا ورأى مصطفى الصوّاف المحلل السياسي المقرب من حركة حماس أنّه "لا مانع من دراسة أي مقترح يُقدّم من أي جهة لحلّ الأزمات العالقة، إذا ما كانت تهدف لإعادة الحياة للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، و تصب في مصلحته".

ورأى أنّ مواقف الفصائل الفلسطينية، تجاه ما يجري في القطاع ، "مائعة وضبابيّة وتبدو كأنها تحاول أن تمسك العصا من المنتصف".

وتجاهل الصواف دور الجبهة الشعبية، معتبرا أن حركة الجهاد الإسلامي هي وحدها من أبدت موقف إيجابي، وخاصة في قضية الموظفين، وأن الفصائل ضعيفة ولا تمتلك القدرة على أن تكون أداة ضاغطة، وسيبقى موقفها مرهون بعلاقاتها ومصالحها مع محمود عباس ، والجميع يعرف ذلك".

وفي ظل تباين الأنباء التي تبدو من حين لآخر كبالونات اختبار لقياس توجهات المواطنين الحائرين اللاهثين خلف أي حلول لقطاعهم الذي صار في مجمله "أزمة"، يبدو أن ما هو قادم سيكون انفجارًا حقيقيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أيًا كان حربًا أم دولة غزية!!