Menu

حلب .. موعدنا!

هاني حبيب

ليس هناك من ضمانة، أنّ تغيير لون جلد "الحرباء" من أن لا تكون فريسة قيد الالتهام، جبهة النصرة الإرهابية تتحول إلى "جبهة فتح الشام" الآن، وعلى ضوء الضربات الموجعة التي تلقتها مختلف عناوين المسلحين بما فيهم المعارضة المسلحة، تختفي وراء اسم جديد، بقيادة ما كانت تعرف بجبهة النصرة، ذلك في كل حال لن يغير في الأمر شيئاً، هذه القوى التي ركبت رأسها، لم تستجيب للإنذار السوري بانسحابها قبل بدء الهجوم الأخير الذي أدى إلى تحرير أكثر من ثلثي المنطقة الشرقية المحتلة من قبلهم على يد القوات السورية وحلفائها.

محاولة "جيش حلب" الذي يضم مختلف قوات المسلحين في شرق حلب، تجاهل ورود اسم النصرة أو جبهة فتح الشام، في تعداد الفصائل التي توحدت، لا يعني أن هذه الجبهة لا تسيطر عملياَ على عمل هذا "الجيش" بل مجرد محاولة احتلالية احتيالية للتهرب من تداعيات انضمام هذه الجبهة إلى هذا الجيش، وعندما يشار إلى أن هذا "الجيش" إنما يضم كافة القوى التي تلقت الدعم المباشر من تركيا ودول عربية خليجية، قائد جبهة النصرة التي باتت فتح الشام تندرج بشكل أو بآخر تحت هذه الرعاية التركية – الخليجية.

العمليات القسرية السورية النظامية فيه لن تتوقف إلاّ بعد تجربة مدينة حلب وتوحيدها من جديد، عملية التحرير هذه لا تعني فقط تحرير ووحدة الأرض فحسب، بل تحرير المفهوم الخاطئ الذي ارتكبه بعض المحللين في بداية الأزمة السورية، عندما ذهب هؤلاء إلى رسم سيناريوهات، وخرائط، قيل أن النظام السوري يسعى إلى تحقيقها، تقسيم البلاد السورية بحيث يسيطر النظام والجيش على "المناطق العلوية" والساحل السوري، وإقامة دولته عليها، معركة حلب، وكل الجهود التي قام بها الجيش السوري هذه المدينة "السنية" تثبت العكس تماماً، مع أن الأمر لم يكن بحاجة إلى اثبات المعايير الطائفية والمذهبية كانت ولا تزال تؤخذ بأي اعتبار عندما يتم الحديث عن البلاد السورية، الطائفيون فقط هم الذين يهدفون إلى تقسيم سوريا، والسيناريوهات التي تحدثوا عنها إنما تنبع من طريقة تفكيركم واستهدافاتهم، معركة حلب وضعت حداً لهذه السيناريوهات المصطنعة .. الآن وإلى الأبد !!