Menu

القوات السورية تسيطر على حلب

حلب

حلب-وكالات

بعد أربعة أسابيع تقريباً على بدء العملية العسكرية لاستعادة مدينة حلب، أعلن متحدث باسم الجيش السوري، الاثنين 12 ديسمبر، أن المعركة وصلت مراحلها الأخيرة.

قال اللواء زيد الصالح، رئيس اللجنة الأمنية في حلب، إن عملية الجيش السوري وحلفاؤه استعادة شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة في مراحلها الأخيرة، بعد انهيار دفاعات مقاتلي المعارضة يوم الاثنين، الأمر الذي تركهم في جيب صغير يتعرض لقصف مكثف.

وقال اللواء في تصريحات لمجموعة من الصحفيين في حي الشيخ سعيد بعد انتزاع السيطرة عليه "المعركة في شرق حلب لازم تخلص سريعا. يعني الوقت محدود جدا جدا لهم. إما الاستسلام أو الموت".

وقالت مراسلة من "رويترز" في المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة من المدينة، إن قصف مناطق المعارضة لم يتوقف لحظة أثناء الليل ووصفته بأنه الأعنف منذ أيام كما وصف مدني محاصر هناك الوضع بيوم القيامة.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة انسحبوا من كل الأحياء على الجانب الشرقي من نهر حلب، بعد أن خسروا حي الشيخ سعيد في جنوب المنطقة التي يسيطرون عليها في معارك خلال الليل.

وأظهر التلفزيون الحكومي جنوداً في مناطق تسيطر عليها الحكومة وقد شرعوا في إطلاق النار في الهواء تعبيراً عن الاحتفال، بينما أطلق سائقو السيارات أبواق سياراتهم احتفالاً بما اعتقدوا أنه نصر وشيك في حلب.

مناشدات لتأمين ممرات آمنة

وأطلقت منظمة "الخوذ البيضاء" للدفاع المدني وثلاث جماعات إغاثة أخرى محاصرة مناشدة يائسة للمجتمع الدولي من أجل ترتيب ممر آمن لنحو 100 ألف مدني عبر منطقة تمتد أربعة كيلومترات تسيطر عليها الحكومة.

وقالت في بيان "إذا بقينا فإننا نخشى على أرواحنا. ربما تؤخذ النساء إلى معسكرات ويختفى الرجال، ويواجه أي شخص معروف بأنه يدعم المدنيين الاعتقال أو الإعدام".

وقال ناشطون واثنان من السكان داخل المنطقة المتبقية لمقاتلي المعارضة إن 79 مدنيا على الأقل أعدموا في منطقتي الفردوس والصالحين على أيدي مسلحين موالين للحكومة.

وقال مدير الدفاع المدني عمار السلمو إن هناك ما يربو على 100 جثة، وإن هناك آخرين ربما ما زالوا على قيد الحياة تحت الأنقاض ولا يتسنى لأحد الوصول إليهم.

واقترب الرئيس السوري بشار الأسد الآن من استعادة السيطرة الكاملة على حلب، التي كانت أكبر مدينة سورية من حيث عدد السكان قبل الحرب، وستكون أكبر مكسب له حتى الآن في الصراع المستمر منذ قرابة ستة أعوام.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي من الصالحين، وهو أحد الأحياء التي سيطر عليها الجيش، أكواما من الحطام والمباني شبه المنهارة وجثثا ملقاة على الأرض، بالإضافة لبعض المدنيين الذين انتابتهم الحيرة وهم يحملون أطفالا أو حقائب

وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين إن 728 من مقاتلي المعارضة ألقوا أسلحتهم على مدى الساعات 24 الماضية وتوجهوا إلى غرب حلب. وقالت إن 13346 مدنيا غادروا المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب أثناء الفترة ذاتها.

وقال المرصد إنه خلال أربعة أسابيع من حملة الجيش، قتل ما لا يقل عن 415 مدنيا بينهم 47 طفلا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من المدينة.

وذكر المرصد أن 364 من مقاتلي المعارضة لقوا حتفهم في القطاع الشرقي. وقال إن قصف المعارضين لغرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة أدى إلى مقتل 130 مدنياً بينهم 40 طفلاً وأصيب العشرات.

فيما أعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تلقّيه تقارير تفيد بإطلاق مسلحين معارضين النار على المدنيين شرقي حلب.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لروبرت كولفيل المتحدث باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول.

كما أشار كولفيل إلى تلقي المجلس تقارير تحدثت عن قيام مقاتلين موالين للحكومة بقتل 82 مدنياً، بينهم 11 امرأة و13 طفلا، في 4 أحياء شرق حلب، عندما دخل أولئك المقاتلون آخر معاقل المسلحين هناك.

وأضاف كولفيل أن التقارير جاءت في وقت متأخر من مساء الاثنين، وأنه لا يعرف بالضبط أين وقعت أعمال القتل.

فيما أعلن الكرملين أن عدم ورود معلومات حول ارتكاب المسلحين جرائم وحشية في حلب في بيان لمستشار المبعوث الأممي إلى سورية يان إيغيلان يدل على أنه لا يعلم حقيقة ما يحدث هناك.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول، "السيد إيغيلان، على ما يبدو، لا يملك معلومات حول ما يحدث في حلب، وإلا فإنه سيلفت انتباهه إلى تلك الجرائم الوحشية التي ترتكبها الجماعات الإرهابية".

وأدلى بيسكوف بهذا التصريح ردا على تصريحات إيغيلان الذي كتب في حسابه على موقع "تويتر" أن موسكو ودمشق مسؤولتان عن الجرائم التي ترتكبها "الفصائل المنتصرة" في حلب.

وأضاف المتحدث باسم الكرملين أن امتناع المسؤول الأممي عن إعطاء أي تفاصيل في هذه الحالة يدل على أنه لا يعلم ما يحدث في الواقع في سوريا وحلب.