Menu

القاتل والاعلام الفلسطيني !!

هاني حبيب

لا يبدو أنّ هناك انقساماً في الشارع الإسرائيلي حول محاكمة وإدانة قاتل الشهيد الشريف، أزاريا، كما تسوّق وسائل الاعلام الإسرائيلية، وتنقل عنها وسائل اعلام فلسطينية، هناك توافق واضح بشكل عام على أنّ الجيش الإسرائيلي هو المستفيد من هذه الاشاعة حول الانقسام، كما هو مستفيد أيضاً للترويج للقضاء الإسرائيلي من ناحية وشرف السلاح – الذي يدعيه – من ناحية ثانية.

تُروّج وسائل الاعلام الإسرائيلي، وتنقل عبر فعالياتها لعام كُلّه، محاكمة الجندي القاتل، وقرار ادانته، باعتبار ذلك رداً على كل التهم الموجهة للقضاء الإسرائيلي وتجاوز قوات الاحتلال كل الاخلاق الإنسانية والعسكرية في تعاملها مع الشعب المحتل، لتقول هذه الوسائل للعالم كُلّه – هذا هو نحن – قضاء عادل وجيش يتحلى بالمُثل العليا في تعامله مع الأعداء، ورغم "الانقسام" في المجتمع الإسرائيلي حول هذه الجريمة ونتائج المحاكمة، إلاّ أنّ القضاء "العادل" أصدر حكمة متجاوزاً مشاعر الجمهور، وفي أثناء تعامل وسائل الاعلام الإسرائيلية مع هذا الحدث القضائي، فإنه يتجاوز البدء بإعادة بث الشريط المصوّر حول الجريمة، فالرسالة الإعلامية تبدأ في عملية الطعن، ثم المحكمة ثم ردود الفعل، فيما تمثله هذه الوسائل أنّ الشريط قد تم بثه على وسائل الاعلام الأجنبية مراراً وتكراراً، وأن تأخر بث هذا الشريط هو نوع من السذاجة، إلاّ إذا كانت هذه الوسائل ترى أنّ الاعلام سيلتف بإعادة بث ما تبثه وسائل الاعلام الإسرائيلية وكشكل من أشكال الموالاة والدعم لإسرائيل!.

بعض وسائل الاعلام الفلسطينية، تناولت قرار المحكمة بإدانة القاتل، قتل غير متعمد، باعتباره شكل من أشكال "العدالة الناقصة" وهذا توصيف غير موضوعي "وناقص" كان يقول "أنّ الحكم جيد ولكن" باعتبار أن الكثير من أحكام المحاكم تخضع في الغالب لمثل هذا التقييم، إذ أنّ مجرّد الحديث عن عدالة وحتى لو ناقصة فإن ذلك يسبغ على هذه المحاكمة مستوى من شفافية غير صحيحة، وانجرار وسائل إعلام فلسطينية إلى ما تناقلته بعض وسائل الاعلام الإسرائيلية "اليسارية" هو شكل من أشكال الخداع لمحتوى ومضمون هذا الحكم الذي في الواقع يجعل من القاتل بريئاً وكأنه دفاع عن النفس.

المجتمع الإسرائيلي، كما قادته، كما اضرابه على اختلاف اشكالها، أسهم الجميع بالوصول إلى تبرئة القاتل من جريمته، عضو الكنيست شيلي بحيمو فيتش من حزب العمل، والتي تعتبر ممثلة لليسار الإسرائيلي، حذت حذو اليمين الإسرائيلي عندما طلبت بالعفو عن الجندي القاتل ... ويقولون أنّ هناك تصدّعاً في المجتمع الإسرائيلي حول الموقف من المحكمة !!.