Menu

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية غازي الصوراني يكتب إلى قيادة حماس.. حول قمع المتظاهرين بسبب أزمة الكهرباء

غازي الصوراني

تظاهرات جباليا

سؤال الى الاخوة في قيادة حركة حماس : هل يستقيم شعار التحرر والمقاومة مع القمع ووأد الحريات واعتقال المناضلين من اجل حرية الوطن وحقوق المواطن؟

جوابي بوضوح ...لا كبيرة وحاسمة..فلن تتحقق حرية شعبنا واستقلاله الا من خلال انسان فلسطيني عزيز يميز بين الحرية والديمقراطية ويناضل من اجلهما معلنا رفضه لكل اجهزة وممارسات الاستعباد والقهر السياسي والاجتماعي والطبقي ، يملك كامل حريته الشخصية والعامة معتدا بكرامته وقدرته على التعبير عن رأيه ومعتقداته الوطنية والمجتمعية، فالتحرر الحقيقي من الاحتلال لن يتحقق الا من خلال الانسان الحر ، ذلك ان الرجل الذليل المهين - كما يقول بحق عميد الادب العربي طه حسين - لا يستطيع ان ينتج الا ذلا وهوانا ولن يحقق حرية واستقلالا.....

لكن الحقيقة الساطعة التي تعمي ابصار وبصيرة كل من يمارس الاستبداد والقهر ضد ابناء شعبنا ومناضليه ، تذكر الجميع بأن تجربة الانتخابات الديمقراطية التي اوصلت حركة حماس للسلطة في اواخر يناير 2006 تتحول من مهد لحرية الرأي والتعبير والتظاهر والتغيير الديمقراطي الى لحد/ قبر لدفن كل هذه المفاهيم والاهداف العظيمة من خلال اصرار حركة حماس على  التفرد في حكم قطاع غزة بدواعي القوة بعيدا عن ابسط معاني الديمقراطية شكلا وجوهرا ، مما عزز تكريس الانقسام والى مزيد من تفكيك المشروع الوطني التحرري الديمقراطي الفلسطيني واستمرار الصراع على السلطة والمصالح بينها وبين حركة فتح وسلطة رام الله التي لا تتورع ايضا عن ممارسة القمع والاستبداد والاعتقال للمناضلين من ابناء شعبنا في الضفة الغربية، بحيث يبدو أن معاناة وتضحيات وصمود شعبنا الفلسطيني في مجابهة العدو الصهيوني وممارساته التي فاقت في بشاعتها كل أساليب النازية وعنصريتها وهمجيتها ، وصموده في مجابهة الحصار والإفقار والبطالة وكل أشكال ومظاهر المعاناة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وكل عوامل الإحباط واليأس... بحيث بات كل ذلك ليس كافياً لحركتي فتح وحماس للتوقف عن ممارسات الاستبداد والاعتقال وانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لشعبنا ، بحيث يمكن الاستنتاج ، بأن حركتي حماس وفتح ، تقدمان للشعب الفلسطيني أسوأ صورة ممكنة عن حاضر ومستقبل شعبنا الفلسطيني المحكوم ، بصورة إكراهية ، بأدوات ومفاهيم التخلف والاستبداد والقهر والقمع والتفاوض العبثي او المهادنة وقمع الحريات واعتقال المناضلين جنباً إلى جنب مع الإذلال الصهيوني اليومي لأبناء شعبنا في المعابر والحواجز في مدن وقرى الضفة الفلسطينية علاوة على حصار قطاع غزة.

فها هي اجهزة أمن حركة حماس تقمع الالاف من ابناء شعبنا في مخيم جباليا الذين خرجوا بالامس في مظاهرة سلمية يطالبون بحقهم في الانارة وايصال التيار الكهربائي لبيوتهم ، ثم قامت تلك الاجهزة باقتحام  بيوت عدد من الرفاق في الجبهة الشعبية وبعض النشطاء  الوطنيين الديمقراطيين المستقلين على خلفية تنظيم مظاهرات مخيم جباليا ضد الظلام وانقطاع الكهرباء مطالبين بحقهم في الانارة والتنوير،  اذ لا معنىً ولا قيمةً أو مصداقية لأي نضال ٍوطني سياسي أو كفاحي في ظل وأد الديمقراطية وحرية الرأي والتظاهر والاعتصام ، وفي ظل استمرار القمع والاستبداد والاعتقال وتكميم الافواه.

 وفي كل الاحوال نقول ....ان  إعتقالاتكم لن ترهب المناضلين ولن ترهب الجماهير ولن تنال من عزيمتهم.....لا لتكميم الافواه ....الحرية للرفاق والنشطاء ...نعم لحرية الرأي والتظاهر ضد كل ممارسات الاستبداد والظلم.

ان شعبنا الذي رسم بالدم – آلاف المرات – خارطة الوطن عبر نضاله وتضحياته ضد العدو الصهيوني من أجل الحرية والاستقلال وحق العودة هو شعب قادر -مهما طال الزمن- على مجابهة قوى الظلم والاضطهاد من ابناء جلدته لانه شعب حر عزيز قادر على تحقيق   اهدافه الوطنية  التحرري والديمقراطية.