Menu

نتنياهو يخاطر في علاقات كيانه مع أوربا

ألمانيا والكيان: طريق التوتر

صورة مجمعة: نتنياهو ووزير الخارجية الألماني غابرييل

بوابة الهدف / ترجمة خاصة

نشرت صحيفة "الجيروساليم بوست" الصهيونية تقريرا  مطولا حول سلوك رئيس الوزراء الصهيوني  تجاه ألمانيا، واستعرض التقرير تاريخ التوتر بين الحكومتين، باستنتاج أن نتنياهو في سلوك دبلوماسي يفتقر إلى االحكمة  يختار المخاطرة في العلاقة مع أوثق حلفاء كيانه في أوربا. ويرى التقرير أن نتنياهو بفتح جبهة المعركة  مع ألمانيا يمكن أن ينظر إليه على أنه يندفع نحو نوع القيادة الاستبدادية في طريق سريع وحيد الاتجاه. وأن السبب على ما يبدو حاجة نتنياهو الدائمة  إلى عدو دبلوماسي.

فمع انتهاء حقبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي استمرت 8 سنوات من التوتر مع نتنياهو لذلك حان الوقت لفتح سلسلة درامية جديدة مع بعض الحكومات الأوروبية، بدءا بالطبع، مع أقوى حليف لإسرائيل في أوروبا، ألمانيا. ويستعرض التقرير سلسلة أحداث التوتر التي أوصلت إلى هذه النتيجة من الصدام الدبلوماسي ) الذي يجمع المراقبون أن ألمانيا التزمت فيه بضبط النفس نظرا لما يعتقده الجانبين من مسؤولية ألمانيا التاريخية عن الهولوكوست المحرر(

أولا، ألغت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زيارتها للكيان  في شباط / فبراير احتجاجا على تسارع النشاط الاستيطاني الإسرائيلي وهو كان اجتماعا مهما للجنة العليا بين الحكومتين.

ثم قام نتنياهو يوم الثلاثاء بإلغاء  اجتماعه مع وزير الخارجية الألمانية سيجمار غابرييل. ولم تكن القضية هي إيران، أو مستوطنات الضفة الغربية، ولكن منظمة غير حكومية إسرائيلية صغيرة تسمى "كسر الصمت". وطالب نتنياهو بأن يلغي غابرييل اجتماعه مع المجموعة ووضع معياراً جديدا لكبار الشخصيات الزائرة، الذين سيضطرون جميعا إلى رفض لقاء "كسر الصمت" إذا رغبوا في لقاء نتنياهو.

إن حقيقة أن غابرييل وصل إلى إسرائيل في يوم "الذكرى المحرقة" قد عزز الدراما بين اثنين من السياسيين الرئيسيين الراغبين في التخلي عن الحذر الدبلوماسي : غابرييل كما هو معروف يساري بمقدار ما يمكن القول أن نتنياهو محق. وعلى الرغم من انه لم يصبح سوى وزير خارجية في يناير الماضي، فقد شغل مناصب رفيعة المستوى وليس غريبا على "إسرائيل" والصراع مع الفلسطينيين.

في الماضي، تحدث غابرييل عن "إسرائيل" كدولة "فصل عنصري"، زار الخليل، ودعا إلى أن تكون حماس جزءا من عملية السلام. ومع اتجاه ألمانيا إلى الانتخابات، فقد يكون الموقف الديمقراطي القوي في "إسرائيل" مفيدا لحزب غابرييل. وبالإضافة إلى ذلك معروف أن ألمانيا تمول بشكل كبير الجماعات الإسرائيلية غير الحكومية، بما في ذلك كسر الصمت.

نتنياهو كان قال  في حديثه عن الأزمة الدبلوماسية مع ألمانيا "تخيلوا إذا التقى دبلوماسيون أجانب يزورون الولايات المتحدة او بريطانيا مع منظمات غير حكومية تطلق على الجنود الأميركيين والبريطانيين مجرمي حرب".

يتناول التقرير تناقضات نتنياهو بخصوص ما يسمه البروتوكول الذي لا يلتزم به هو نفسه، حيث من الغريب أن يقول هذا من تصرف بعكسه تماما يقول التحليل-  حيث أنه قبل عامين قبل نتنياهو دعوة للتحدث في الكونغرس الأمريكي ليحث المشرعين الأمريكيين على رفض الاتفاقية مع إيران، تلك الاتفاقية التي كان يدعمها الرئيس أوباما.

في ذلك الوقت، قال نتنياهو أن البروتوكول لم يكن ذا صلة لأنه كان في مهمة لوقف التهديد الوجودي الصفقة التي طرحت على إسرائيل، لأنها ستمكن إيران من أن تكون دولة نووية. وبالمثل هنا، انه قلق من الأمن، ووضع هذه الحجة فوق الديمقراطية.

وهل يمكن لهذه الحجة أن تبرر أن نتنياهو يأخذ مثل هذا المخاطرة بالسياسة الخارجية بسبب مجموعة من قدامى المحاربين السابقين الذين يجمعون معلومات ضد أنشطة الجيش في الضفة الغربية وغزة؟ صحيح أنه قد نشرت تقارير "كسر الصمت" جزءا من الحرب الدبلوماسية الدولية ضد إسرائيل، بما في ذلك حملة الفلسطينيين لجلب الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية. ولكنها ليست سوى عنصر واحد من عناصر مجابهة "إسرائيل" ، التي من شأنها المضي قدما بغض النظر عن جهودها.

وقد سبق لنتنياهو أن قابل رؤساء الدول الذين يمكن للمرء أن يجادل بأنها قد سببت  المزيد من الضرر ل"إسرائيل" أكثر من "كسر الصمت". يضيف التقرير "مثل هذه الحكومات، مثل الصين والهند، على سبيل المثال، صوتت باستمرار ضد "إسرائيل" في الأمم المتحدة ولصالح الفلسطينيين. ويشمل ذلك الدعم الصيني والهندي لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في تشرين الثاني / نوفمبر 2012 والذي منح الفلسطينيين مركز "دولة مراقب غير عضو". وكان هذا التصويت هو الذي مكن الفلسطينيين من اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، هذا التصويت، عمل كسر الصمت سيكون له تأثير أقل". غير إن نتانياهو سافر إلى الصين هذا العام مع الكثير من الضجة ويعتزم الترحيب بحرارة برئيس الوزراء الهندى نارندارا مودي عندما يقوم بأول زيارة له هذا الصيف كرئيس دولة هندى.

بينما امتنعت ألمانيا عن التصويت. ومن بين الدول الأوروبية، تعد ألمانيا من بين أنصار " إسرائيل" الأقوى في الأمم المتحدة. في العام الماضي فقط، صوتت ضد قرار اليونسكو بتجاهل العلاقات اليهودية مع "جبل الهيكل". يبدو أن سياسة نتنياهو الجديدة تتعارض مع واحدة من النقاط التي تفخر بها إسرائيل. وهي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. وقراره  بفتح جبهة المعركة هذه يمكن أن ينظر إليه على أنه اندفاع في طريق سريع نحو قيادة استبدادية.

ويخلص التقرير إلى أنه من غير المرجح أن يمتثل عدد من الحكومات الأوروبية لطلب نتنياهو الجديد. ويرجع ذلك جزئيا إلى أنها تقدر الديمقراطية، واجتماعات المجتمع المدني هي أجزاء مهمة من رحلاتهم هنا. وتمول مجموعات الدول الأوروبية مجموعات مثل "كسر الصمت" و "بتسيلم"، الذين يناضلون من أجل انسحاب إسرائيل إلى خطوط ما قبل عام 1967، لأنهم يرون الصراع )الإسرائيلي الفلسطيني( تهديدا وجوديا للمنطقة. وهم يعتقدون أن الصراع يعزز التطرف والتطرف.

ومن المرجح أن تهيمن هذه اللعبة الدبلوماسية على عدد من الزيارات الأوروبية المستقبلية، على الرغم من أن المستشار النمساوي زار الكيان هذا الأسبوع، وهو يلتقي بسلاسة مع الإسرائيليين والفلسطينيين، دون أن يثير حتى حركة حاجب من أحد. الأسوأ بالنسبة للكيان كما يرى التقرير أن تتجنب الشخصيات البارزة  المجيء حتى يتمكنوا من تجنب الصراع مع نتنياهو. بالنسبة لرئيس الوزراء الذي يسعى لإظهار شعبيته الدولية وانعدام عزلة "إسرائيل"،  فإن هذا كما يرى التقرير لايعد خيارا حكيما.

لكن الأهم من ذلك أن نتنياهو على وشك  كسب غضب الحكومات الأوروبية تماما في الوقت الذي  تتجه "إسرائيل" إلى معركتين هامتين على الأقل في الأمم المتحدة هذا العام. الأولى هو منظمة اليونسكو في الشهر المقبل الذي من المقرر أن يوافق مجلسه التنفيذي الأسبوع المقبل على قرار ينفي السيادة الإسرائيلية في أي مكان في القدس . والثانية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي من المقرر أن ينشر في وقت لاحق من هذا العام قائمة سوداء من الشركات التي تتعامل مع الإسرائيليين على خطوط ما قبل 1967 بما فيها القدس الشرقية ومرتفعات الجولان.