يقال أن للحرب رائحة يمكن للناس أن تشمها، كناية عن شعور الناس باقتراب الخطر، وفي عالم اليوم هناك مصدر لهذه الروائح اسمه الولايات المتحدة الأمريكية.
يصعب الحديث عن أي حرب اندلعت في كوكب الأرض في النصف الثاني من القرن العشرين دون وجود دور أو رغبة أمريكية بها، هذا يشمل أيضاً قائمة طويلة من الحروب الأهلية والحروب بالوكالة.
حالياً تقوم الولايات المتحدة بتسخين كبير للأجواء في منطقة الشرق الأوسط، جاء في سياقه نبوءة أمريكية بهجوم كيميائي ستشنه الحكومة السورية، وهو ما كان محل اعتراضات وانتقادات وجهت لهذا الموقف الأمريكي، وصلت يوم السبت إلى حيفا حاملة طائرات أمريكية، وإجمالاً تقوم الإدارة الأمريكية بتسخين ميداني واضح في الجنوب السوري عبر حلفائها، وفي الشرق السوري بوجودها العسكري المباشر وضرباتها الجوية التي استهدفت الجيش السوري.
يمكن القول أن المعسكر الغربي كان المستفيد الأول من الاحتراب الداخلي في دول المنطقة وبين مكوناتها، ولكن المخرجات التي أفرزتها هذه المواجهة مؤخراً تأتي بالكثير مما يزعج أمريكا والكيان الصهيوني، وآخره اتصال القوات السورية والعراقية المباشر على الحدود بين البلدين، وإعادة تكون محور يمتد ميدانياً من طهران ل فلسطين مروراً بسوريا والعراق، وسياسياً من موسكو إلى بيروت مروراً بطهران ودمشق وبغداد، هذا كله بجانب اتضاح استعادة القوات المناوئة للهجمة على سوريا للمبادرة الميدانية والقدرة العملياتية وجاهزيتها لمرحلة جديدة لن تسر قوى العدوان.
من يتتبع جيداً حركة حاملات الطائرات الأمريكية بوسعه أن يدرك أهداف ومخاوف الإدارة الأمريكية، ونواياها القتالية، وهي تبدو واضحة وصارخة تجاه بلدان الهلال الخصيب، وبالمقابل إن من يتابع تطور القدرات والثقة لدى خصوم السياسة الأمريكية يدرك أن أي عدوان لن تكون طريقه مفروشة بالحرير.
في أي حرب قادمة سنخسر أرواح ودماء كثيرة من الجسد العربي، ولكن العهد الذي كانت فيه القوى الغربية تحسم حروبها معنا بساعات انتهى لغير رجعة، وثمن أي عدوان غربي قادم سيكون أكبر من أن تتعافى منه الامبراطورية الأمريكية.