Menu

الشهيد أبو علي مصطفى قائد من نوع خاص

معن بشور

في 27 آب/أغسطس 2001، اغتالت يد الإرهاب الصهيوني المناضل الكبير أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مكتبه في رام الله في إطار خطة صهيونية لتصفية القيادات الفلسطينية لم تتوقف عنها منذ قيام الكيان الصهيوني حتى اليوم... لاسيّما تلك القيادات التي التزمت خط المقاومة ودافعت عن ثوابت الشعب الفلسطيني.

لقد دفع أبو علي مصطفى ثمن نضاله الطويل ضد المشروع الصهيوني، ولكنه أيضاً دفع ثمناً غاليا لكلمة قالها لدى عودته إلى فلسطين عام 1999، "لقد عدنا لنقاوم وندافع عن شعبنا وحقوقنا ولم نأت لنساوم".

في ذكرى استشهاد أبي علي مصطفى تقفز أفكار عديدة، ونتذكر أياماً جمعتنا في بيروت قبل الغزو الصهيوني لها، وخصوصاً زمن الحصار حيث كان "نائب الدكتور جورج حبش يتميز بشجاعة نادرة، وصلابة مضيئة، ومعنويات عالية" وأذكر كلمة قالها لي ولإخواني في تجمع اللجان والروابط التقيناه حين زارنا في مقرنا في المصيطبة:

"كنا نواجه العقبات والحواجز والكمائن والقيود لنصل إلى العدو ونقاتله في أرضنا المحتلة... لكن العدو اليوم جاء إلينا بدباباته وجنوده وضباطه فلنلقنه درساً لن ينساه".
ولكن يبقى أمران لا يمكن تجاهلهما حين نتحدث عن المناضل والقائد الكبير:

أولهما أنه واحد من أمناء عامين ثلاثة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، أولهما المؤسس والمناضل والقائد الكبير الدكتور جورج حبش، وثانيهما المناضل الكبير أحمد سعادات الأسير في سجون الاحتلال منذ عام 2003, وبينهما القائد الشهيد أبو علي مصطفى.

إن الشهيد أبو علي مصطفى قد تدرج في مراتب المسؤولية في حركة القوميين العرب منذ أن بدأ مناضلاً في صفوفها، ثم مسؤولاً حزبياً في شمال الضفة الغربية، فمعتقلاً سياسياً في الأردن، فمقاومًا مساهمًا في تأسيس الجبهة الشعبية، فمسؤولًا عن تشكيل خلايا العمل الفدائي في الضفة وغزة حيث عمل متخفياً بعد الاحتلال 1967، ثم كأحد قادة المقاومة الفلسطينية في الأردن ولبنان، وكأنه في كل مرحلة من مراحل القيادة يثبت جدارة وكفاءة وشجاعة ووعياً ثورياً جعلته يحتل مكانة رفيعة بين رفاقه في الجبهة، وإخوانه في الثورة، كل من عرفه في إطار حركة التحرر العربية والعالمية...

بين شهداء فلسطين، قادة ومناضلين، الذين يضيئون سماء بلادهم كل يوم، يبقى اسم أبو علي مصطفى -رحمه الله– نجما مضيئا لا يخبو شعاعه، ولا ينطفئ نوره في وجدان شعبه وضمير أمته...

كان رحمه الله قائداً من نوع خاص.