Menu

التضامن مع الشعب مع الفلسطينى

د. كريمة الحفناوي

كريمة الحنفاوي

وتستمر ملحمة نضال ومقاومة الشعب الفلسطينى ومسيرة حق العودة التى انطلقت سلميا منذ جمعة يوم الأرض فى 30 مارس الماضى وتستمر مجازر العدو الصهيونى بإطلاق قنابل الغاز والرصاص الحى فى مواجهة "المظاهرات السلمية" لدرجة استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ومنها (الرصاص المتفجر) الذى يتسبب فى تهتك الأحشاء وتفتيت العظام مما أدى إلى بتر أطراف مايقرب من 20 فلسطينيا حتى الآن هذا غير سقوط مايقرب من 50 شهيدا وخمسة آلاف  من الجرحى والمصابين .وتزامنا مع مسيرة حق العودة يستمر العدو الصهيونى الغاصب فى إصدار مزيد من القرارات غير الشرعية فهاهو الكنيسيت الإسرائيلى يصادق بأغلبية 62 صوتا مقابل 41 على تعديل قانون يسمح لمجلس الوزراء بأن يقرر الشروع فى عملية عسكرية تؤدى إلى الحرب، وينص التعديل على حق رئيس الوزراء الإسرائيلى فى إتخاذ قرار منفرد بشن الحرب بعد استشارة وزير الدفاع دون الرجوع لأحد بما فى ذلك مجلس الوزراء!.

وفى نفس الوقت يصر راعى البقر التاجر البلطجى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترامب على اعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ويصر على نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس فى الرابع عشر من مايو والذى يوافق ذكرى مرور سبعين عاما على قيام دولة الكيان العنصرى المحتل لأرض فلسطين العربية. هذا التاجر الذى يصر على تصفية القضية الفلسطينية مع تكوين حلف عربى (سنى) تشترك معه إسرائيل لمحاربة إيران (الشيعية).

كما يتصاعد الحديث والتسريبات حول (صفقة القرن) وتوطين الفلسطينيين داخل سيناء وفى الأردن وهذا مرفوض بالطبع من كل الأطراف لأن ذلك يعنى قيام دولة يهودية مع التطهير العرقى والدينى للشعب الفلسطينى وتصفية قضيته وبالتالى تتربع إسرائيل فى قلب المنطقة العربية وتصبح أقوى دولة تمتلك سلاحا نوويا وشوكة تستزف العرب وجيوش العرب التى أنهكتها مخططات الدول الرأسمالية المتوحشة من إشعال الحروب المذهبية والعرقية وإشعال النزعات الانفصالية لتقسيم وتفتيت دول المنطقة إلى دويلات يضمها مشروع الشرق الأوسط الجديد.

وسط هذه الظروف عقدت اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطينى اجتماعها الثانى فى مصر فى الرابع من مايو 2018 وتشرفت بحضور الاجتماع بدعوة كريمة من اللجنة المصرية للتضامن وهى إحدى لجان منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية ودار اللقاء والنقاش والحوار حول الظروف الراهنة الإقليمية والدولية التى تحيط بمطقتنا العربية وتؤثر علينا ومنها العدوان الثلاثى على سورية ودور بعض الدول الأقليمية والدولية والعربية فى تأجيج الصراعات بما يؤثر على الدولة الوطنية ووحدتها أرضا وشعبا وتم رفض كل المخططات الأمريكية الصهيونية والتأكيد على مركزية ومحورية القضية الفلسطينية كقضية أمن قومى مصرى وعربى مع التأكيد على رفض قرار نقل سفارة أمريكا أو أى دولة إلى القدس مع التأكيد على ثوابتنا بخصوص إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين رفض وإدانة ماتقوم به إسرائيل من انتهاكات بتهويد القدس وطرد الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم والتوسع فى إقامة المستوطنات، كل ذلك بالمخالفة للقرارات الشرعية والمعاهادات الدولية.

تناول الاجتماع وضع خطة عمل حتى نهاية العام الحالى لدعم صمود الشعب الفلسطينى فى كل المحافل الدولية سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا مع توثيق ماترتكبه إسرائيل من جرائم حرب ضد الإنسانية ونشره فى العالم، واستخدام كل أشكال الفنون المبدعة من سينما وفنون تشكيلية، وعرض أفلام وإقامة معارض تفضح مجازر وإرهاب الدولة الصهيونية ضد الشعب الأعزل داخل الأراضى المحتلة،وشدد جميع الحاضرين على أهمية الحفاظ على الهوية والتراث الفلسطينى.

وقبل أن أنهى هذا المقال لابد أن أشير إلى أهمية أن يكون يوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس 14 مايو يوما عالميا للشعوب العربية وشعوب العالم التى تنشد الحق والعدل والسلام يوما عالميا للوقوف بجوار حقوق الشعب الفلسطينى ورفض بلطجة أمريكا وجرائم العدو الصهيونى وذلك بعمل وقفات مع رفع العلم الفلسطينى فى هذا اليوم الذى يوافق الذكرى السبعين لقيام الكيان الغاصب مع عقد مؤتمرات تحت شعارات "حق عودة اللاجئين والقدس عربية" مع مطالبة الشعوب باستمرار مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية وبضائع كل الدول التى تدعم الكيان الصهيونى أوتنقل سفارتها إلى القدس.

تحية لكفاح الشعب الفلسطينى والمجد للشهداء.