هرب نابليون بونابرت عائدًا إلى فرنسا من مصر بعد فشله في تحقيق حلم تأسيس إمبراطورية الشرق عام 1799، تاركًا حكم مصر لخليفته الجنرال كليبر، الذي حمل نفس الحلم، لكن ذلك كله تبدّد مع قيام بطل سوري من مدينة حلب بإنهاء حياته عصر يوم 14 حزيران 1800، بعد طعنه ثلاث طعنات متتالية، مع أن الطعنة الأولى كانت كافية لقتله، حسب تقرير كبير أطباء الحملة الفرنسية، د.ديجنيت.
تم الإمساك بسليمان الحلبي وتبيّن في التحقيقات أنّه طالب من حلب وعمره 24 عامًا، والده تاجر اسمه محمد أمين، غادر سوريا وذهب إلى القدس وحضر خصيصًا إلى القاهرة بهدف قتل الجنرال كليبر.
تم تشكيل محكمة عسكرية للنظر في القضية بعد أيامٍ، وجاء في نص التحقيق، الذي نُشر باللغات الثلاث: الفرنسية والتركية والعربية. دون تدخل صياغي: نسأل كم يوم له في مصر، فجاوب أن له واحدٌ وثلاثين يومًا، وأنه حضر من غزّة في ستة أيام على هجين.
نسأل لأي سببٍ حضر من غزة، فجاوب لأجل قتل صاري عسكر العام"، وتم التحقيق مع سليمان الحلبي مُجدّدًا، وجاء في التفاصيل أنّه جاء من غزة مع قافلة حاملة صابون ودخان على ظهر هجين. وأنه يعرف مصر لأنه درس في الأزهر لثلاث سنوات.
عن الخنجز الذي قتل به كليبر، يقول في التحقيقات بعدما شاعد الخنجر مع القاضي الذي سأل فيما يتعرّف على هذا الخنجر فأجاب نعم هذا هو نفس الخنجر الذي قتلت به كليبر. وعند سؤاله من أعطاه الخنجر أجاب حسب ما جاء في التحقيقات حرفيًا: "ما أحد أعطاه له، وإنّما بحيث أنه كان كاصد قتل صاري عسكر، توجّه إلى سوق غزّة واشترى أول سلاح شافه".
حكمت المحكمة بإحراق اليد اليُمنى للحلب وإعدامه على خازوقٍ مع ترك جثّته للطير.
يقول عبد الرحمن الجبرتي في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" إن سليمان الحلبي اشترى الخنجر الذي قتل به كليبر من سوقٍ يُسمّى فراس في مدينة غزة، كما يقول عن إعدام سليمان الحلبي بعد قطع يده اليُمنى إنّه لم يمت إلا بعد أربع ساعات من إعدامه على خازوق حسب حُكم المحكمة.