Menu

غزل العروق

هاني حبيب

يعتبر "المتحف الفلسطيني" وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية، أحد أهم المشاريع الثقافية المعاصرة في فلسطين، يحتضن هذا العام بـ "35 عامًا" من العطاء الإنساني المتواصل، وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في لبنان وفلسطين، احتفاله .. لمناسبة تجلت في إقامة معرض "غزل العروق"، عين جديدة على التطريز الفلسطيني الذي افتتح في منتصف آذار الماضي، وكان من المقرر أن يغلق أبوابه في 25 آب/أغسطس، غير أنه ونظرًا للإقبال الشديد، أقر مؤخرًا استمراره حتى 31 كانون الثاني/ يناير 2019، وحس إدارة المتحف، فإن هناك أكثر من 13 ألف زائر استقبلهم المعرض حتى الآن.

يحتوي المعرض أكثر من 300 قطعة من الأثواب ولوحات فنية وبوسترات وفيديوهات وصور فوتوغرافية أرشيفية، منها 80 ثوبًا تغطي كل مناطق فلسطين التاريخية، وتعود لفترات زمنية قديمة.

وحسب رئيس مجلس إدارة المتحف، زينة جرادنة، فإن هذا المعرض خلاصة سنوات من البحث والعمل، ويناقش مسألة التطريز من منظور مختلف وجديد، من حيث علاقته بالنوع الاجتماعي وموازين سوق العمل وظواهر تسليعه وتسويقه، إذ يسعى المعرض إلى تكوين صورة شاملة لتاريخ فلسطين المادي من خلال عرض مجموعة من الثياب والحلي والملصقات والأغاني والفيديو.

ويحضر المتحف لإنتاج جولة "افتراضية"، يتيح من خلالها مشاهدة المعروضات بتقنية الرؤية ثلاثية الأبعاد، بهدف الوصول إلى شريحة أوسع تشمل الجمهور الفلسطيني والعالمي الذي لم يتمكن من زيارة المعرض.

ولعل ما يُميز المعروض من الأثواب الفلسطينية، أثواب البادية، وهناك أكثر من مائة زي تقليدي بدوي، إضافةً إلى الاكسسوارات كغطاء الرأس والمجوهرات والأحزمة، تمثل كافة المناطق الفلسطينية، خلال مراحل تاريخية.

ولعل أغرب ما يُعرض في "غزل العروق" مجموعة من "الحجب والتمائم"، اعتبارها تجسيدًا لفكرة الديني الشعبي والمعتقدات التي سادت خلال مراحل تاريخية مختلفة، وتكشف لجوء الإنسان الفلسطيني إلى التمائم لحماية نفسه من الغيبيات والمرض والخوف والحسد والجن، فالخرزة الزرقاء تستخدم ضد الحسد، والخرزة السوداء لمنع الاكتئاب.

جاء المعرض القام حاليًا، بعد عامين من معرض "أطراف الخيوط: التطريز الفلسطيني في سياقه السياسي"، الذي أقامه المتحف الفلسطيني في بيروت قبل عامين.