Menu

ريتشارد فولك: "صفقة القرن" تعني مطالبة الفلسطينيين بمغادرة حقوقهم وأحلامهم: أسميها "جريمة القرن"

سيدة فلسطينية على حدود غزة

بوابة الهدف - ترجمة خاصة

[تقدم الهدفً فيما يلي ترجمة لأهم النقاط في تقرير ريتشارد فولك المقرر الخاص للأمم المتحدة بشأن "حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967"، والذي قدمه خلال ""المنتدى العربي الدولي للعدالة من أجل فلسطين" في دورته التي عقدت في بيروت يوم 29 تموز/يوليو، والتي عقدت في بيروت في 29 يوليو]

قال فولك في مستهل نصه الطويل"من المبهج أن ينعقد هذا المنتدى وقد أطلق سراح عهد التميمي وأمها من سجون الاحتلال، مجددة عزمها الاستمرار في المقاومة، هذه البنت الفلسطينية من قرية النبي صالح أكملت ثمانية أشهر في السجن بسبب صفعها لجندي "إسرائيلي" بعد إطلاق النار على ابن عمها في وجهه، وإزاء هذا التصرف الطبيعي في الحياة والتعبير عن الكرامة الشخصية فشلت "إسرائيل" في التصرف الحضاري وعرضت حقدها بسجن امرأة شابة ما أثبت وحشيتها وعجزها عن التعاطي مع الحياة الطبيعية وتصرفات من يثورون لكرامتهم ضد وكلاء الدولة "الإسرائيلية"."

ويضيف، في الوقت الذي نحتفل بالإفراج عن عهد، يجب علينا أيضا أن نتوقف لنتذكر رزان النجار، الممرضة البطلة التي تسعف الجرحى في غزة والتي استهدفتها رصاصة قاتلة من قناص "إسرائيلي" بدم بارد بينما كانت بعيدة عن المتظاهرين، بعيدة عن السياج ، وترتدي الملابس المميزة ويمكن تحديدها بسهولة.

وعلينا أيضا أن نحيي دارين طاطور الشاعرة الفلسطينية التي حكم عليها بالسجن بسبب "خطيئة " كتابة الشعر المتحدي للاحتلال فقط والتي كانت في الإقامة الجبرية سابقا.

عبر فولك عن عدم ارتياحه لما سمعه في المؤتمر من محاولات صب الماء البارد على صفقة ترامب أو الادعاء أنها لا تشكل تهديدا، وقال "إن من الغريب أن يستخدم المتحدثون كلمات ترامب نفسها بما فيها من ديماغوجية رغم أن الولايات المتحدة نفسها لم تفصح عن نواياها النهائية، وأن هذا يمكن أن يضع الفلسطينيين في موقف حرج دفاعي ولا داعي له"، وأشار إلى أن ترامب منذ تسلمه السلطة أضر بالدور العالمي للولايات المتحدة وأضر بالقيادة العالمية وأضعفها بسبب "سياسته المتطرفة ضد النضال الفلسطيني"، أو فيما يتعلق بدوره كحكم محايد فيما "يتصل بمستقبل الشعبين".

وقال فولك إن الولايات المتحدة فقدت منذ فترة طويلة مصداقيتها "التي تدعيها" كصانع للسلام" وقد أكد جيرمي هاموند في كتاب شهير (2016) هذه الحقيقة وكان عنوان الكتاب "عقبة في طريق السلام: دور الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي / الفلسطيني ". ويرى أن "صفقة القرن" تضع الفلسطينيين في نهاية سياسية مميتة لتطلعاتهم من خلال خداعهم.

ويتساءل عما تستطيع الولايات المتحدة تقديمه للفلسطينيين عدا الكلام المنمق بينما يتحدث القادة "الإسرائيليون" علنا عن أن شرط السلام هو تخلي الفلسطينيين عن حقوقهم وأحلامهم معا، والتخلي عن الأهداف السياسية المرتبطة بحقهم في تقرير المصير، ويتساءل فولك عما إذا كان الفلسطينيون من الغباء بحيث يقبلون بذلك. ويرى أن "صفقة القرن" تنحدر إلى مستوى رشوة جيو سياسية تضمن التخلي عن الحقوق مقابل أن يصبح الفلسطينيون الضحايا التعساء للسلام الاقتصادي وبضعة دولارات مقبل حقوقهم غير القابلة للتصرف.

ويستطرد في شرح التفاصيل المهينة التي يجب على الفلسطينيين القبول بها: قبول السيطرة "الإسرائيلية" التي لا جدال فيها على القدس ، والحرمان الكامل من أي حق بعودة اللاجئين أو المنفيين الفلسطينيين ورأى فولك أنه يجب وضع صفقة القرن في منظورها الصحيح عبر تجاهلها، وإذا ما كان يجب نقاشها فينبغي أن يكون على أساس إنها إملائية وفي الواقع هي "جريمة القرن".

وقال فولك، أن ترامب والصهاينة يريدون إفهام العالم أن يفهم أن الدبلوماسية الدولية قد ماتت ويتاح للصهاينة استخدام القوة بشكل أكبر لإجبار الفلسطينيين على أن يفهموا أن المقاومة انتهت وأن عليهم الاستسلام السياسي لتجنب الانتحار النهائي. وفوق ذلك أن يكونوا ممتنين "للإسرائيليين".

ويرى فولك أنه لحسن الحظ هذه السيناريوهات الكئيبة ليست كل القصة، فالعديد من التطورات تعطي فرصا جديدة وواعدة للحركة الوطنية الفلسطينية، لتحريك أجندتها إلى الأمام. وتشمل هذه التطورات تحولا موضع ترحيب من مركز ثقل الحركة الفلسطينية من الاعتماد على المبادرات الحكومية، بما فيها تلك التي اتبعت في الأمم المتحدة، إلى مرحلة النضال الذي يجمع بين أنماط جديدة من المقاومة الفلسطينية مع التوسع السريع في حركة التضامن العالمية. حيث تحظى هذه الحركة التضامنية بتعزيز كبير في المصداقية نتيجة الدعم المتشدد الذي تتلقاه حملة المقاطعة في جنوب إفريقيا، على أساس خبرتهم العنصرية، وجنوب أفريقيا تقدم رسالة عاجلة للعالم: نحن عشنا تجربة رعب كاملة لنظام الفصل وهذا الأمر في فلسطين أسوأ مما عانينا منه، و على الرغم من اختلاف الظروف ، يمكن التغلب على الأبارثيد في إسرائيل من خلال تغيير مماثل في ميزان القوى بسبب تكثيف النضال الشعبي الذي يحد من القدرات القمعية للسيطرة العسكرية والشرطة.

وذكر أيضا تطورا هاما يتعلق بقانون "القومية للشعب اليهودي" الذي كتب بفظاظة مؤكدا التفرد لحقوق اليهود بما في ذلك حق تقرير المصير، ما يصل إلى حد الاعتماد الرسمي لأيديولوجية الفصل العنصري من جانب "إسرائيل" في كل شيء إلا الاسم. في الواقع، أثبتت صحة هذا التطور استنتاجات تقرير الإسكوا حول الفصل العنصري.

أما التطور الثاني، يضيف فولك، الذي يخلق الفرص لتعزيز النضال الفلسطيني فهو التعرض للطبيعة العنيفة لآليات سيطرة "إسرائيل"، خصوصا اعتمادها على القوة المفرطة بشكل صارخ في ردود الفعل المحسوبة على مسيرة العودة الكبرى، التي تطالب بتحقيق أكثر الحقوق الفلسطينية أساسية كما هو منصوص عليه في القانون الدولي.

. هذا الاستخدام للقوة المميتة في الحدود مع قطاع غزة يذكر بمذبحة شاربفيل في عام 1960، والتي يعتبرها الكثيرون نقطة اللاعودة لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، لأنها تكشف عن طبيعة العنصرية الحقيقية و مجزرة غزة في الواقع أسوأ بكثير من شاربفيل (وإن كانت هناك مذابح أخرى بما في ذلك سحق انتفاضة سويتو).

يضيف فولك: ينبغي أن نقدر أن الدرس العظيم غير المكتسب في نصف القرن الماضي هو أن التفوق العسكري قد فقد الكثير من مؤسسته التاريخية. لقد فاز الطرف الأضعف عسكريًا بالحروب الاستعمارية. لقد خسرت الولايات المتحدة حرب فيتنام على الرغم من تفوقها العسكري الساحق.