تشكل الأعياد الاجتماعية والوطنية فرصةً لجرد الحساب، ومراجعة ما حدث وتحقق على المستوى العام، على نحوٍ متصل بطبيعة هذه المناسبة أو تلك أو منفصلٍ عنها.
في مشهدنا الفلسطيني والعربي، ما تظهره جردة الحساب صعبٌ، فدماء أطفال اليمن لا زالت تراق بسلاح طغاة آل سعود، فيما يواصل دعاة العرب التسبيح بحمد هؤلاء القتلة الطغاة بتمويلهم المستمر لسلسلةٍ من الحروب الطائفية والفتن الداخلية التي مزقت بلدان عربية عدة.
يمضي التطبيع العربي الرسمي والمبطن مع الكيان الصهيوني قُدمًا، دون رادعٍ حقيقي، باتجاهٍ يحمل معه كمًا هائلًا من مخاطر تعميق الاختراق الصهيوني للمجتمعات العربية، وصولاً لتوسيع الهيمنة الصهيونية لتشمل المنطقة العربية، ناهيك عن أثرها المتصل بتصفية الحقوق والقضية الفلسطينية.
لعل عامًا قادمًا ومناسبةً جديدة تحمل لهذه الشعوب أملًا جديدًا وغدًا أفضل، ذاك لأن الواقع مؤلمٌ وقاتم بالفعل، ولا يحمل من الأمل إلا ما تمثله الإرادة الحية للجماهير المصممة على الانتصار.
