Menu

قضبان السلام: سكة العار التي ستحمل حكام الخليج إلى الكيان

بوابة الهدف - أحمد مصطفى جابر

يبدو أن "بالوعة التطبيع" العربي الصهيوني قد انفتحت على مصراعيها مؤخرا، فيما يشير إلى أن هذه الخطوات المشينة مرتبطة بشكل مباشر بالمشروع الأمريكي لـ"صفقة القرن" لإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية وكونها أيضا جزء لايتجزأ من نظرية بنيامين نتنياهو حول العلاقات السياسية ومهاجمة الفلسطينيين من المحيط العربي واخضاعهم، عبر بناء علاقات قوية مع الدول العربية غير معنية بالقضية الفلسطينية ومآلاتها وحقوق الشعب الفلسطيني.

في هذا السياق تأتي تصريحات محمد بن سلمان المبكرة، والسلوك الخياني للنظام البحريني والتطبيع ال قطر ي مع الكيان رياضيا وإعلاميا، ودبلوماسيا، عبر السفير القطري العمادي، والتطبيع الرياضي والتجاري، مع الإمارات الذي تحول إلى تطبيع سياسي حكومي بزيارة وزيرة الرياضة الصهيونية ميري ريغف إلى الإمارات مع وفد رياضي، دون أن ننسى التعاون الأمني المتنامي بين الجانبين.

في هذا السياق أيضا تأتي زيارة بنيامين نتنياهو وفريقه الأمني إلى عمان والاجتماع بسلطانها قابوس، في خطوة هي استكمال لخطوات سابقة من تعزيز العلاقات العمانية الصهيونية، ليعززها نتيناهو من جديد بالإعلان اليوم أثناء اجتماع الكابينت أن وزير النقل والاستخبارات إسرائيل كاتس سوف يقوم الأسبوع المقبل بزيارة رسمية إلى مسقط ليعرض خطة الربط الحديدي الصهيونية في مؤتمر النقل الدولي الذي تعقد هناك ومن المتوقع وجود وزراء آخرين من الحليج ليشاركوا في الاجتماعات.

الوزير كاتس وجهت إليه دعوة رسمية من الوزير العماني ومنظمي المؤتمر وهي المرة الأولى التي يدعى فيها وزير صهيوني رسميا للمشاركة في حدث من هذا النوع ما يشهد بتعزيز العلاقات حسب الإعلام الصهيوني.

الوزير الصهيوني يحمل فكرة "قضبان السلام" لربط دول الخليج مع الكيان الصهيوني وهي مبادرة مشتركة بين كاتز ونتنياهو لبناء خط سكك حديدية يربط بين البحر المتوسط على شاطئ فلسطين المحتلة، التي ينسى حكام الخليج أو بالأحرى يتناسون أنها محتلة، وبين الخليج العربي عبر الأردن.  ولانعلم إن كان نتنياهو محقا حين وصف زيارته لعمان بأنها تاريخية، فهو لم يكن الأول إذ سبقه شمعون بيربس وتسيبي ليفني وكلاهما التقى بقابوس، ولكن ربما لأنها الزيارة الأكثر رسمية واليت تأتي في وقت مناسب تماما للكيان الصهيوني.

ليس تاريخيا، في النهاية، ولا استثنائيا هذا الانحطاك الذي تمارسه أنظمة عربية آلت على نفسها الاستسلام الكامل للعدو وبيع مصالح الأمة ومصالح الشعب الفلسطيني في سبيل الحفاظ على عروشهم الصدئة، وسيركب هؤلاء قضبان العار ليصلوا إلى الكيان وسيفاجؤون هناك أن الشعب الفلسطيني مازال صامد ومستبسلا في الدفاع عن نفسه وأرضه وحقوقه وأمته.