من الأشياء السخيفة التى يرددها أشباه الإعلاميين الموالين للجماعة المحظورة وأراملها بالمنطقة هو أن قيام مصر أخيرا بفتح معبر رفح مع قطاع غزة جاء تحت ضغط من السعودية وأنه لولا الضغط السعودى ما أعادت القاهرة فتح المعبر لفترات طويلة خلال الأسابيع الأخيرة وهو كلام كاذب جملة وتفصيلا ويغيب عنه المنطق تماما لأن أصحابه يزعمون ان الرياض قامت بذلك رغبة منها فى استمالة حماس لصفها وضمها للمعسكر السنى الذى تقوم بتشكيله لمواجهة إيران.
ويحاول هؤلاء المغرضون الإيحاء بأن السعودية تبتز مصر من خلال المساعدات الاقتصادية التى تقدمها لها منذ ثورة الثلاثين من يونيو وهو كلام غير صحيح فالعلاقات المصرية السعودية تقوم على احترام كل منهما لوجهة نظر الأخرى حتى ولو اختلفت معها والدليل على ذلك اختلاف رؤية البلدين حول التعامل مع الأزمة السورية كما ان مصر تشارك السعودية فى حربها ضد الحوثيين فى اليمن وبالتالى فملف حماس مجرد ملف هامشى فى علاقات البلدين وعلى العكس من ذلك لأن أى تحسن كبير فى العلاقات السعودية مع حماس لابد أن يصاحبه تقليص لعلاقات الحركة بطهران وهو أمر يمكن أن يسبب انقساما فى صفوفها لأن الجناح العسكرى يريد استعادة العلاقات العسكرية كاملة مع الإيرانيين.
والهدف الحقيقى من وراء زج اسم السعودية فى مسألة إعادة تشغيل معبر رفح هو أن إخفاء أن حماس تعهدت لمصر عبر وسطاء بضبط الأمن داخل الجانب الفلسطينى من الحدود وبدأت تنفذ وعودها بالفعل حيث تقوم بحملة ضد التكفيريين بغزة علاوة على أن مصر تريد التخفيف عن سكان القطاع بعد أن كسرت وبشكل كبير شوكة الإرهاب بسيناء من خلال العمليات العسكرية وإغلاق الانفاق.
نقلاً عن: الأهرام