Menu

دور المقاومة وآليات تنظيمها وتفعيلها

د. عادل سمارة

الحكيم

تجليس المقاومة في ذكرى الحكيم

تعيدنا ذكرى الحكيم إلى الوطن أولاً، وإلى العمق العربي ثانياً، وإلى البعد الأممي ثالثاً، وإلى العلاقة الجدلية بين الأبعاد الثلاثة.

وقد أثبتت تجارب الصراع أن كسر أي حلقة من الحلقات الثلاث يعني ضرب النضال من داخله، وهو الكسر الذي طالما استغلته واستفادت منه الثورة المضادة في عملها المنهجي ضدنا، وهكذا فإن درس الحكيم هو درس لينين وماو وكاسترو في الأبعاد أو المقومات الثلاثة.

 وإذا كان بعضنا قد فقد هذه البوصلة نأمل أن يراجع تجربته. إن قاعدة المقاومة هي الجغرافية والفاعل فيها هو الشعب، لا انفصام بينهما، ولأن الصراع هو على الجغرافية لذا تبدأ المقاومة من ولأجل الوطن والأرض، ولكون المقاومة للتحرير وليس مشروعها الاستدوال - أي إنشاء دولة - الذي يأتي كتحصيل حاصل بعد التحرير.

إن الوعي بالمقاومة متوفر لأن تحدي العدو كجزء من الثورة المضادة مجسد مادياً وفعاليةً وعدواناً. يتنوع وعي المقاومة بالابتكار الشعبي والمطلوب تطوير الوعي بيئياً ومحلياً، فالأساس في المقاومة أن تبدأ وتستمر في سياق الانتماء للوطن وأن تستثمر في خدمته كل من الفكر والثقافة والدين والاقتصاد والسياسية وعلم النفس للنساء والرجال.

 والمقاومة تبدأ وتتواصل من ثقافة الاحتجاج حتى حمل السلاح في كل متكامل مترابط، وتتخذ المقاومة عدة أشكال من شعبية علنية إلى سرية مسلحة. المقاومة المسلحة موحدة وقيادتها خارج الأرض المحتلة في وحدة مع معسكر المقاومة. المقاومة المسلحة السرية لأن العدو أقوى منك عسكرياً وتشترط تشكيل قيادة موحدة خارج الوطن المحتل، فهي ليست حزباً سياسياً بل حراكاً وطنياً داخل المحتل تكون علنية ونصف علنية طبقاً للجغرافيا والمرحلة.

 المقاومة الشعبية حراك أو هبة أو انتفاضة تتبادل مستوى الفعالية، تشترط جبهة وطنية تتنوع فكرياً وثقافيا وتنظيمياً، ولكن تضع الانتماء للوطن أولاً وأخيراً.

لا ترتبط المقاومة بمركز خارجي سواء كان مركزي ديني أو أممي، بدون جبهة وطنية لن ننجز الالتفاف الشعبي بل نسقط في المماحكة والصراع.

 لن ننجح في كسب الدعم الشعبي دون الارتقاء إلى جبهة وطنية.

 يتنوع العمل العلني في الأرض المحتلة متخذاً المقاطعة، مناهضة التطبيع والمطبعين بالفكر والانتظام الطبقي والمؤسساتي.

 لعل المهزلة أن البعض منا يتنبه اليوم للتطبيع بعد وقت طويل. والرد عليهم هنا أنه يتوجب الحذر من مرض استنساخ أي تجربة وخاصة جنوب أفريقيا التي انتهت إلى وشاح أسود ومضمون أبيض، يملك الأبيض كل شيء. فالصهيونية لن تشارك أحد في سلطة أو أرض. فهناك قرار المركز الامبريالي بإسقاط النظام لكي لا تنهض الثورة المسلحة، ويسقط النظام جذرياً وحقيقة أقصد النظام الأبيض. هنا المركزي يقاتل مع الكيان ونيابة عن المركز الامبريالي. لن يتغير موقف المركز كثورة مضادة إن لم نخرج ضد المركز عروبياً وعالمياً وليس باستيراد برنامج جنوب افريقيا بأدعية مثل عدالة مساواة ،حقوق إنسان، تصويت. التنمية بالحماية الشعبية والإنتاج هي أساسية أيضاً، والالتزام بالتنمية الثقافية أو الثقافة التنموية أو ثقافة الانتفاضة.

 لعل من الدروس المستفادة وجوب التخلص من مخاطر التماحق والصراع بين قوى المقاومة، فالعدو منسجم ومنهجي ومتضامن أكثر منا. العلاقة بالسلطة فالمقاومة مشروع تحرير لا استدوال، لذا يتوجب تحاشي الانجرار لمعارك مع السلطة، ولكن إلى جانب رفض مشروعها وسرية الكفاح المسلح، ومحاولة السلطة إلى تقسيم عمل وليس إلى صراع معها ما أمكن. أي ألا تلجم السلطة المقاومة وأن تذهب للسياسة والدبلوماسية كيف ترى، أي محاولة أخذها إلى الانتفاضة تنموياً على الأقل، التنمية بالحماية الشعبية إن أمكن.

على المستوى العربي ، منذ عام 2011 ما حصل أن الثورة نبهت الثورة المضادة وكأننا فتحنا الباب لثورة مضادة لكي تسيطر على الحالة وعلى الوضع، علينا التقاطع مع القوى العربية في حدود جذريتها ضد الامبريالية والصهيونية وقرار الثورة وتشجيع تفكيك مفاصل السلطة ال قطر ية التابعة.

أن تكون العلاقة مع الشعب مفتوحة، والتواصل بأي طريقة مع الشارع العربي.

 يتحدد الموقف من الأنظمة بناء على الاصطفاف في معسكر المقاومة أما الأنظمة الأخرى التي هي خارج معسكر المقاومة فيتحدد الموقف منها طبقاً من موقفها وعلاقتها بالإمبريالية.

 الحذر من الأنظمة الصديقة للثورة المضادة هذه مسألة هامة.

عالمياً يناط الأمر بعدة روافع للفلسطينيين خارج الأرض المحتلة وللعرب في مختلف بلدان العالم، وهؤلاء أسميهم القطر الثالث والعشرون لأن عددهم وفعاليتهم عالية جداً. التواصل محلياً مع من يأتون للتضامن وتقصي الحقائق.

 في كل هذا الشغل لابد من نشاط تثقيفي اعلامي بشرط وجود مركز اعلامي ثقافي يضع خطوطاً عريضة لكي لا تحل الفضائية محل اللجنة المركزية وكي لا يحل الإعلام محل الفكر والنظرية. عاشت فلسطين وعاشت الوحدة العربية.