Menu

المُحرر مشعطي.. عريس قضى 18 عامًا في قفص الأسْر

بوابة الهدف _ وكالات

ثمانية عشر سنةً هي تقريبًا نصف سنوات عُمر الأسير المُحرَّر ياسر طايل مشعطي، وهي تحديدًا الفترة التي أمضاها في سجون الاحتلال الصهيوني، قبل أن يتنسم عبير الحرية قبل أيام.

فلم يكن قد مضى نصف عام على زفاف المُحرَّر مشعطي الذي يقطن شرق نابلس، عندما ودعته زوجته على أمل لقاء قريب. واليوم غدا ابناهما "عُبيدة" بعمر والده يوم اعتقاله، ويستعد لاختبارات الثانوية العامة، بعد أن تركه جنينًا.

وكان التحق مشعطي بانتفاضة الأقصى منذ بدايتها، ما وضعه على قوائم المطلوبين للاحتلال، فترك بيته وانضم إلى صفوف المطاردين، وفي ليلة قرر زيارة أسرته للاطمئنان على زوجته وأهله، فوقع في قبضة الاحتلال.

ويقول "كأي إنسان فلسطيني رأيت الظلم الواقع على شعبي، فكان من الطبيعي أن التحق بركب انتفاضة الأقصى في بدايتها".

إلا أن سنوات الأسر لم تخلُ من اللحظات العصيبة على المُحرَّر الجديد؛ فكان أول تلك اللحظات هو أن رأى "عبيدة" النور وهو عاجزُ عن مشاركتها تلك الفرحة.

ثم ما لبث أن سمع بنبأ وفاة والدته قبل 11 سنة، ولحق بها والده كذلك قبل 5 سنوات، وبالطبع لم تُتح له فرصة وداعهما.

وتابع "كانت لحظات مؤلمة جدًا.. كتمت آلامي ولم أظهرها، وكنت أحرص على أن أظهر صلبًا ولا أدع أحدًا يراني ضعيفًا".

وأضاف "كنت ناشطًا في الجبهة الشعبية لتحرير فسطين، ومطلوب مني أن أبقى صلبًا قويًا حتى لو أصابني الضعف داخليًا، لأن الآخرين ينظرون إليّ، وإذا أظهرت ضعفًا سينهارون كذلك".

ويشير إلى أنه كان يستمد المعنويات من طفله عبيدة حينما كان يباهي بوالده بين أقرانه، وكذلك من زوجته التي وقفت معه في أصعب اللحظات، وكانت تمده بالتفاؤل والأمل.

أما على الصعيد الوطني، فقد كانت أصعب اللحظات هي عند توارد أنباء اغتيال قيادات الانتفاضة، لكن أصعب اللحظات على الإطلاق هي لحظة الانقسام الذي أصاب الشعب الفلسطيني، والذي انعكس سلبًا على أوضاع السجون حتى اليوم.

وعن حال الأسرى في السجون، أوضح أن الحركة الأسيرة كانت قبل اتفاق أوسلو صلبة وعنيدة، لكن الاحتلال استطاع عبر سياساته تقسيم هذه الحركة تدريجيًا، وذلك بفصل كل سجن عن الآخر، ثم تقسيم السجن الواحد إلى أقسام، والآن يخطط لتقسيم كل غرفة وكل فصيل.

ويؤكد أن هذا الحال سببه الأساس هو الانقسام الذي شتت الحركة الأسيرة وأثر فيها بشكل مباشر، معتبر أن أكبر ثمن للانقسام هو الذي يدفعه الأسرى على شكل قهر وإذلال يومي.

ويقول "صرخة الأسرى أن كفى للانقسام، فهو وصمة عار في جبين الثورة"، مُضيفًا أن لحظات الإضراب التي خاضها مع بقية الأسرى، كانت بعكس ما يُعتقد، هي أكثر لحظات القوة عند الأسير، حيث يكتشف في نفسه قدرًا كبيرًا من الطاقة الكامنة التي لا تظهر إلا بالإضراب.

ولا زالت زوجته تذكر الأيام الأولى لاعتقاله، وتشير إلى أنها كانت توهم نفسها بأنه سيعود لها بعد "أسبوعين على أبعد تقدير".

وتقول أم عبيدة "كان أصدقاء ياسر يطمئنوني أنه لن يحكم أكثر من سنتين، ثم بدؤوا برفع السقف شيئًا فشيئًا، إلى أن صدر الحكم الذي شكل لي صدمة قاسية".

وتشير إلى أنها أمضت سنوات صعبة كان عليها أن تلعب دور الأم والأب وأن تقف إلى جانب زوجها، وتقول "كنت مصممة على الوقوف إلى جانب زوجي، وليس عندي أي استعداد للتخلي عنه"

وختمت حديثها "كان دائما يتواصل معي عبر الرسائل، فكنت أشعر بقربه مني". واليوم ترى أن خروج زوجها من الأسر يمثل بداية لحياة جديدة لها ولعائلتها.

المصدر: وكالة صفا