الهجمة التي تشنها النظم الرجعية الحاكمة والقوى الملتحقة بها كان من المتوقع أن تطال السودان بشرورها، وهو ما عبرت عنه مجزرة الأمس، والتي ارتكبتها العصبة الموالية للنظم الخليجية.
ليس من الغريب أن تنقض ذات التشكيلات المسلحة التي حاربت الشعب اليمني، على الشعب السوداني الشقيق. فكما ترى دمنا واحد كأبناء لهذه الأمة، هم أيضًا ومن خلفهم مشغليهم يروننا هدفًا واحدًا لرصاصهم وأدوات قتلهم وطغيانهم.
التدخل الخليجي في شأن السودان هدف منذ البداية، للحيلولة دون تمكين القوى الممثلة للشعب السوداني وثورته، وإبقاء السيطرة بيد طغمة عسكرية موالية لها، سيطرت على المؤسسة العسكرية السودانية، وأخلت بدور هذه المؤسسة في حماية البلاد والشعب، بل وتمادت بمشاركتها في العدوان على بلد وشعب عربي شقيق، بجانب جرائم فسادها وتسلطها على السودانيين.
لا يمكن فصل ما تقوم به هذه الطغمة، عما يجري تخطيطه للمنطقة ككل، من مؤامرات وتدابير تهدف لإطباق السيطرة عليها، وفتحها كمجال للهيمنة والاستباحة الصهيونية، بواسطة أدوار تقوم بها نظم الرجعية العربية وملحقاتها، من طغاة وفسدة ومرتزقة.
المنطقة العربية مقبلة على مزيد من الضراوة، والشراسة، والدموية، في هجوم المشاريع الاستعمارية عليها، وهو أمر لن ينتهي بمجرد التمنيات، ولكن بالانخراط الكامل في هذا الاشتباك من قبل القوى الثورية والتقدمية، والوعي الحقيقي بضرورة الإسناد المتبادل، والشراكة الجدية في تحمل أعباء المواجهة في كل من بلدان المنطقة.
هذا القول قد يبدو مُكرّر، لولا الشواهد المتواردة يوميًا تأكيدًا لشمولية الهجمة، وتحالفات أعداء شعبنا في سياقها.