Menu

خلال مؤتمر مناهض لورشة البحرين.. إجماع فلسطيني على الوقوف بالمرصاد للصفقة الأمريكية

غزة_ بوابة الهدف

أكدت الفصائل والقوى والهيئات والمؤسسات الفلسطينية، يوم الثلاثاء، على التوحد في رفض "صفقة القرن" الأمريكية والمؤتمر المرتبط بها المنعقد في العاصمة البحرين ية المنامة، من خلال مؤتمرٍ وطني شعبي حاشد، عُقد في مدينة غزّة بمشاركةٍ فاعلة وكبيرة.

وفي كلمة القوى الوطنية والإسلامية، قال جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية إن "الإجماع الوطني الفلسطيني على رفض صفقة القرن وورشة البحرين هو أول مسمار يدق في نعش صفقة القرن، فالشعب الفلسطيني سيقف بالمرصاد ويواجه هذا المشروع الخبيث، فمفتاح الحل والحسم بيده، ولا أحد يستطيع تجاوزه أو الانقضاض على حقوقه، ونحذر كل من يتعامل مع مخرجات هذه الورشة المشبوهة".

وأضاف مزهر"نراقب بتفاؤل حذر الجهود الجديدة التي يبذلها الأشقاء في مصر لإنجاز المصالحة، فمن غير المسموح الفشل هذه المرة لأن التحديات كبيرة وخطيرة، فاستمرار الانقسام المدمر يصب في خدمة مخططات الاحتلال والإدارة الأمريكية"، مشددًا على أن "إنجاز الوحدة الوطنية الجادة على أساس الشراكة الوطنية والتمسك بالثوابت عنصر هام ورئيسي وأكبر رد لإفشال الصفقة وأهدافها الخبيثة. فلطالما شكّل العنصر الذاتي الفلسطيني المتمثل بوحدته ومقاومته عنصر قوة رئيسي لإفشال المؤامرات".

وأوضح مزهر أن "تصليب الموقف العربي مرهون بقدرتنا على تصليب الموقف الرسمي الفلسطيني والذي يمكن أن يُشكّل دافعاً ومحفزاً للنهوض العربي"، مشددًا على أن "هزيمة المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة يتطلب باستمرار التمسك بخيار المقاومة والكفاح الوطني كخيار استراتيجي تفرضه طبيعة الصراع مع عدو استيطاني إجلائي عنصري".

وأكد أن "الرهان على إنهاء المقاومة كإحدى أهداف صفقة القرن رهان خاسر فلا قوة في العالم قادرة على نزع سلاحنا ومقاومتنا".

ودعا مزهر باسم الفصائل، الرئيس محمود عباس لعقد اجتماع وطني فلسطيني عاجل بهدف إجراء مراجعة سياسية شاملة لمسيرة سنوات طويلة من أوهام الرهان على التسوية واتفاقية أوسلو، والخروج من هذا المجرى المدمر الذي دفع شعبنا ثمنه باهظاً. والاتفاق على بناء استراتيجية المواجهة الوطنية، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي المتمثلة بسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني وانهاء التعامل مع اتفاقية أوسلو ووقف التنسيق الأمني وإلغاء بروتوكول باريس الاقتصادي، واتخاذ كل الإجراءات الاسعافية في غزة والضفة و القدس ومخيمات الشتات التي من شأنها تعزيز صمود شعبنا".

وشدّد مزهر على أن شعبنا الفلسطيني مصمم على إسقاط صفقة القرن وكل مخرجاتها سواء عبر ورشة الذل والهوان العربي في البحرين أو غيرها، ولن تستطيع أي قوة في العالم مهما تجبرّت أو تآمرت أن تنزع حقوقنا أو أن تقتل إرادة المقاومة فينا".

وقال إن "ورشة البحرين محاولة جديدة لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتحقيق أغراض وأهداف أمريكية صهيونية في محاولة للقضاء على روح المقاومة وكل أشكال الرفض التي يخوضها شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة،  حيث تستهدف المخططات الأمريكية دمج الكيان الصهيوني كجزء من المنطقة العربية".

وتابع قائلًا: "الهدف الاستراتيجي اليوم للإدارة الأمريكية هو محاولة تطويق النتائج الاستراتيجية لتمدد وتوسع محور المقاومة في أكثر من بقعة في المنطقة، ومحاولة تمرير مخططات تستهدف هذا المحور ومحاصرة وضرب المقاومة في غزة ولبنان تحديداً".

وأضاف مزهر "ورشة البحرين وُلدت مشوهة وميتة، وهي غير ملزمة لنا، ولا يملك أي احد شرعية أو تفويض نيابةّ عن شعبنا، ولن تستطيع أن تتجاوز بأهدافها ومخططاتها الخبيثة إرادة وعزيمة شعبنا ورفضه التفريط بحقوقه الثابتة أو المساومة عليها أو مقايضتها برشوة وحزم اقتصادية أو إنسانية، ولا أحد يستطيع أن يتجاوز الشعب الفلسطيني".

كما شدد على أن "اليد التي ستمتد إلى حقوقنا وثوابتنا ستقطع، وإذا كان أحد يراهن على استسلام شعبنا أمام هذه الضغوط، فعليه أن يراجع حساباته جيداً".

واعتبر أن "المشاركة العربية في ورشة البحرين خيانة واضحة وصريحة لا يمكن وضعها إلا في حالة التساوق مع الأهداف الأمريكية والصهيونية في المنطقة، لذلك يجب على الشعوب العربية أن تتحمّل مسئولياتها التاريخية في التصدي لهذه الهرولة والخنوع وكل أشكال التطبيع والعلاقات مع الاحتلال، وضرورة الارتقاء بالموقف العربي لتوفير ودعم وإسناد لنضالنا وقضيتنا".

وأشاد القيادي الفلسطيني "بمواقف الشعب العربي، كما دعا للانتفاض على حكوماته والضغط عليها لتوقف الهرولة والتطبيع مع العدو الصهيوني، ونثمن كل الفعاليات التي احتضنتها العواصم العربية والعالمية الرافضة لورشة البحرين".

من جانبه، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية فصائل العمل الوطني والإسلامي وقيادة حركة فتح التي نتشارك معها الآن لـ"نسيان أوجاعنا وآلامنا لأن المعركة قاسية لبناء استراتيجية وطنية"، وقال "إننا نعيش لحظة تاريخية فاصلة فنقف في كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني لنقول إن فلسطين ليست للبيع ولا للصفقات ولا للمؤتمرات التي تبحث في تكريس المحتل على أرض فلسطين".

وتابع هنية "جاهزون للقاء أبو مازن (الرئيس محمود عباس) وقيادة حركة فتح في غزة أو القاهرة أو أي مكان".

وأضاف أن أبناء الشعب الفلسطيني يقفون بكل مكان استشعارا بالتهديد الاستراتيجي غير المسبوق الذي تتعرض له القضية الفلسطينية وتأكيدا على تمسكهم بثوابتهم مهما طال الزمن وبلغت التضحيات، مؤكدًا أن "الشعب لم ولن يفوض أحدًا للتنازل عن حقوقه وهو ينتفض في كل مكان انتفاضة وثورة سياسية".

وأشار إلى أن مؤتمر البحرين "سياسي بغطاء اقتصادي وهدفه التمهيد لتصفية القضية وإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال ليبسط احتلاله على كل الضفة الغربية ولفتح باب التطبيع بين مع الدول العربية وإعادة تركيب مصفوفات ما يسمى الأعداء في المنطقة على قاعدة دمج المحتل في المنطقة العربية وتنصيب عدو من داخل الأمة كأنه هو العدو لشعبنا وأمتنا".

وقال إن أمريكا التي فشلت في كل سياساتها وتطويع المنطقة لن تكون ناجحة ولن تستطيع أن تمرر هذه الصفقات فدول إسلامية وقوى مقاومة وممانعة تتحدى أمريكا وتسقط طائراتها وتلاحقها في خليجنا وبحرنا تحذرها من مغبة الإقدام على أية حماقات.

بدوره، قال نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح فايز أبو عيطة: "أوقفنا علاقاتنا مع الإدارة الأمريكية منذ بداية الحديث عن صفقة القرن فماذا تبقى لشعبنا حتى ننتظر لنعلم أو نعرف ما هي صفقة القرن".

وأضاف أبو عيطة: "إن صفقة القرن لن تمر ونقول للبحرين إننا مصدومون من هذا التخاذل البحريني ومن بعض الدول العربية التي استجابت لدعوة الولايات المتحدة، وأن من يُرِد الحفاظ على نظامه السياسي أو كرسي الحكم فهذا لن يأتي على حساب الشعب الفلسطيني".

من جهته، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إن من ملامح صفقة القرن، اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ولا دولة فلسطينية، وضم ما تبقى من الضفة الغربية إلى الكيان.

وأضاف: إن صفقة القرن تنص على ضم هضبة الجولان المحتلة إلى الكيان الصهيوني، وإنهاء القضية الفلسطينية كقضية للأمة العربية وللمسلمين.

وذكر النخّالة أن صفقة القرن تنص على تحويل من يتبقى من الشعب الفلسطيني بعد توطين جزء منهم إلى عمال وعبيد لدى المشروع الصهيوني، تقديم بعض المعونات لبعض الدول العربية، لاستيعاب نتائج الصفقة وما يترتب عليها، مشيرًا إلى أن مواجهة صفقة القرن نقف أمام الحقيقة بدون أوهام، فلا دولة ولا سلام. فهل نتوقف جميعا فلسطينيين وعربا، ونقول نحن شعب وقع عليه ظلم تاريخي، وعليه أن يدفع هذا الظلم مهما كانَت التضحيات؟.

وقال: "اليوم لدينا فرصة تاريخية لنعيد حساباتنا من جديد، ونفتح آفاقا أمام شعبنا وأمام أجيالنا القادمة، بأن هذا المشروع الصهيوني الذي تسلل إلى جسد الأمة عبر بوابة فلسطين يجب أن يُقاوم".

وأشار إلى أننا أصبحنا أكثر قدرة على الفهم، وأكثر قدرة على المقاومة، رغم أنف المحبطين الذين يعتبرون حديثنا عن المقاومة، وحديثنا ضد الاحتلال، يستجلب العدوان والحصار، وأننا يجب أن نكون أكثر مرونة، ويجب أن نكون أكثر تذللاً.