Menu

انتصار المجتمع الدولي لفنزويلا!

حاتم استانبولي

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

خاص بوابة الهدف

في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة انتُخبت فنزويلا عضوًا في مجلس حقوق الإنسان الذي يتألف من 47 دولة تنتخب لمدة ثلاث سنوات، وبالرغم من الضغوط الأمريكية والأوروبية، أصرّ المجتمع الدولي- الذي يعكس أغلبية شعوب العالم- على أن يصوت لفنزويلا ويعطِها مقعدًا له أهمية خاصة، نتيجة ظروف الهجمة المسعورة من قبل واشنطن وحلفائها على النظام الاشتراكي في فنزويلا، هذا النظام الذي هاجمه ترامب من على منصة الجمعية العامة في دورتها 74، واتهمه بأنه يقف وراء انتهاكات حقوق الإنسان.

ترامب الذي نصب نفسه حكمًا وحاكمًا، يصدر شهادات حسن سلوك للأنظمة والأفراد، ويتناسى أنه بسياساته العنصرية والتمييزية التي يقف ضدها قسمٌ واسع من مواطنيه، هي التي يجب أن تُحاكَم في مجلس حقوق الإنسان، في دورة خاصة بعنوان جرائم الإدارة الامريكية ضد شعوب العالم، وخاصة فيتنام وكوريا والعراق وفلسطين وأفغانستان، ودعمها للنظم الديكتاتورية في تشيلي وكوبا، وإسقاطها نظم في غواتيمالا والسلفادور والإكوادور، والمحاولات المتعددة لاغتيال الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، ودعمه لجرائم اسرائيل في فلسطين ولبنان وسوريا و مصر والأردن، ناهيك عن العقوبات الاقتصادية التي مورست وتمارس تحت عنوان عقاب الأنظمة على سلوكها المعادي لاسرائيل، في حين أن العقوبات تنال من الشعوب وتطال غذائهم ودواءهم وحياة أطفالهم، هذه العقوبات التي هي الشكل الأبرز للإرهاب الرأسمالي ضد خيارات الشعوب المستقلة.

السياسة الأمريكية المعادية ضد فنزويلا هي في الجوهر تدخل سافر ومعلن ومناقض لكل القوانين الدولية، التي تستخدمها واشنطن بمعايير متعددة جوهرها معاداة خيارات الشعوب في تحديد شكل وقيادة دولها وشعوبها.

اللافت أن بعد انتصار شعوب ودول العالم لخيارات فنزويلا أوعزت واشنطن لدميتها التي أعطت لها الشرعية ليكون رئيسًا لفنزويلا في تجاوز لكل مقاييس وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، أوعزت له بمناشدة مناصريه بالتظاهر في 16 من نوفمبر القادم.

فنزويلا أخذت عضويتها بتصويت 105 دول لها، بتاريخ 17 أكتوبر، وغوايدو (الدمية كما يسميه الشعب الفنويلي)، أعلن بتاريخ 19 أكتوبر مطالبته لأنصاره بالخروج للتظاهر، أي بعد يومين، في حركة مكشوفة تؤكد أنه دمية واشنطن.

قرار الجمعية العامة لمجلس حقوق الإنسان كشف زيف ادّعاءات واشنطن وحلفائها، وأنصف مادورو وحكومته وشعب فنزويلا، بأن القرارات الأمريكية لن تمر بعد اليوم على الدول والشعوب المستقلة الحرة.

فنزويلا وحلفاؤها وشعوب العالم أعلنوا تضامنهم مع الشعب الفنزويلي وحكومته التي تقف في وجه أعتى هجمة طالت اقتصادها ونفطها وغذاءها ودوائها.

الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيين الذين يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان، هذه الشعارات التي يفهموها على أساس أنها تعمل فقط في دولهم، فيما على الدول والشعوب الأخرى الرضوخ لشروطهم ومفاهيمهم، ويمارسون أسوأ أشكال الإرهاب الاقتصادي ضد الشعوب والدول والأفراد.

سلوكهم في الجوهر هو نقيض المفاهيم الديمقراطية في حرية الخيارات السياسية والاقتصادية والثقافية.

إذا كانت تريد أن تؤكد أن نظمها هي الأفضل، فعليها أن تخوض معاركها مع النظم النقيضة بعدالة وشرف، أي أن تتركها بدون عقوبات وتدخلات، والتي برزت وقاحتها بشكل فاضح عندما هددت المندوبة الأمريكية هايلي بمعاقبة دول العالم التي صوتت ضد أفعال إسرائيل العدوانية وإعلان القدس عاصمة للدولة اليهودية، ناهيك عن الاستثمار في العصابات الطائفية والمذهبية والمعارضات التي تعتمد على سفاراتها والمطالبة بإخراج مؤسساتها من هذه الدول، ووقف الدعم لمراكز دراساتها في الدول النامية، التي تعمل تحت العناوين الديمقراطية والإنسانية، ولكنها في الجوهر هي أوكار تعمل على رفع التقارير لمراكزها في العواصم الغربية لتأخذها بعين الاعتبار عندما تحدد سياساتها العدوانية، وتشيع أجواء من الفوضى المعرفية، هذه المراكز التي أصبحت تؤمن غزوًا غير مباشر بأقل التكاليف وبدون خسائر بشرية، بل تستخدم الموارد البشرية المحلية لإشاعة الفوضى والانقلاب على خيارات الشعوب في تقرير مصريها، وغوايدو هو التعبير الأبرز عن هذه المؤسسات والمراكز، فهنالك مئات أمثاله ينتشرون في عواصم العالم من اجل التخريب والتفتيت والفوضى.

انتصر العالم لفنزويلا في مجلس حقوق الإنسان في معركة عادلة ومنصفة، لتكون صوت المقهورين والمظلومين وتعبر عن مواقف الشعوب التي تعاني من الظلم الرأسمالي.