Menu

بناء المشروع الوطني الديمقراطي

محمد صوان

(تنشر بوابة الهدف مواد الملف الخاص الذي تناولته مجلة الهدف في عددها الأخير التاسع رقميًا (1483) بالتسلسل التاريخي، بعنوان: الذكرى 52 لانطلاقة   الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين   ).

بداية لا بد من توجيه التحية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى انطلاقتها الـ " 52", وفي هذا السياق نعيد التحية ونتذكر الرواد الأوائل من المؤسسين وفي المقدمة منهم: د. جورج حبش وأبو علي مصطفى.. الذين أدركوا مبكراً بأن النضال ضد العدو الوطني والقومي لا يقتصر على الشعار السياسي، بل يتعداه نحو التصدي للأيديولوجيا والثقافة اللتين أنتجتهما الحركة الصهيونية العنصرية والنيوليبرالية وتفكيكهما, حيث لم تعد الحركة سهلة وإنما مركّبة, ولم يعد خوضها بالأدوات والبنى التقليدية التي أصبح من المستحق تجديدها, إذ لا تزال أطراف من قوى التحرر متوقفة ومترهلة فكرياً وثقافياً وسياسياً عند مرحلة الاستعمار التقليدي المباشر!

بهذه المناسبة العزيزة نستحضر علاقة الثقافة بالمواجهة, وتعنينا هنا المواجهة والمقاومة الجادة من أجل حق تقرير المصير والخلاص الوطني والديمقراطي الناجز.. وكما قال المفكر الفلسطيني الراحل أدوارد سعيد: "هناك علاقات تناقضية جدلية منتجة بين سلطة الثقافة وثقافة السلطة".. وبالنسبة للصهيونية والإمبريالية وقوى الاستبداد, فالكلمة الحرة أقوى من الرصاصة, وهي تثير الرعب والهلع في نفوس هؤلاء.

أيضاً نستحضر ضرورة المراجعة التحليلية النقدية لمسيرة اليسار بشكل دائم ومستمر مع الانعطافات التاريخية, وتجديد الخطاب وتصويب المصطلح الملتبس والتحالفات المؤذية. والرؤية الثقافية التي تضمن الحيوية في الممارسة والتحليل, لتجنّب التكلس والديماغوجية والاغتراب عن الجماهير ضمن الخصوصيات المتباينة لمكونات الشعب, أو ضمن النسبيات الثلاث: الزمان والمكان والناس.. فالفكر العلمي الجدلي يؤمن بأن النظرية تكون أكثر فعالية للحياة والتأثير فيها كلما كانت ثوابتها متناسقة مع متغيراتها.

إن الانتقال من مرحلة سياسية تاريخية إلى مرحلة نضالية جديدة, لا يتم بشكل آلي؛ فعملية الانتقال نفسها هي صيرورة متضمنة الصراع بين المنظومة القائمة, والمنظومة الجديدة, لكن ما يميز الحالة الفلسطينية راهناً أن المنظومة الجديدة ليست محددة المعالم, ولا هي معروفة بعد, وستشهد مرحلة الانتقال, إرهاصات فكرية وتنظيمية وحزبية إلى أن تتحدد معالم المرحلة الجديدة بوضوح, وبالتالي فإن من مسؤولية الجبهة الشعبية خاصة، وقوى اليسار عامة – في حال توصّلت إلى الاقتناع بأن المرحلة السابقة انتهت – أن تساهم في الصيغة السياسية والفكرية والتنظيمية للمرحلة الجديدة.

مهمات المرحلة الجديدة:

من المهم أن نرى ونحن على عتبة الانتقال إلى المرحلة الجديدة مساحة كافية لطرح بعض الأفكار والاجتهادات, وليس لتحديد الأخطاء السابقة فحسب, وإنما التركيز هنا باقتضاب على الجانب الفكري, وربما من المفيد التشديد على المهمات الأولية التي يجدر بالمشروع الوطني الفلسطيني الجديد أن يأخذها بالاعتبار!.. و أهم هذه المهمات أن يقدم اليسار رؤية سياسية وفكرية لفلسطين التي نريد, حيث لم تعد فلسطين قضية شعبها فحسب, وإن كان ولا يزال الشعب هو من يدفع ثمن التوحش الصهيوني منذ بدايته, بل أصبح كذلك رمزاً لمواجهة العنصرية والاقتلاع والتغوّل, وتكرس نضاله هادياً وجامعاً من أجل الحرية والعودة وتقرير المصير والعدالة, وضد كل أشكال القهر والتمييز العنصري, كما لم يعد ممكناً أن تتجاوب قضية فلسطين مع متطلبات شعبها وحده, وإن كان هذا أساسها, فأصبحت فلسطين وشعبها القدوة والمثل بمواجهة ما تمثله الصهيونية, على غرار ما مثلته جنوب إفريقيا وشعبها بمواجهة القوى الظلامية المتمثلة ب "الأبارتهايد".. ومن مفارقات المرحلة التي نحن فيها أنه بينما يتلمس المواطن الفلسطيني عدالة قضيته, ويدرك الحاجة إلى مشروع تحرري وطني وديمقراطي, وبينما ترى قوى الحرية والتقدم والسلام في العالم عادلة هذه القضية, وتريد أن تتضامن وتتعاضد مع مشروع التحرر الوطني الفلسطيني ضد نظام الفصل العنصري, فإننا لم نتوصل بعد إلى ضرورة إعادة بناء البرنامج الوطني والديمقراطي الذي سيجعل من فلسطين وتحررها قضية مركزية أمام قوى اليسار والحرية والسلام في العالم كافة, حيث تقع مسؤولية المبادرة في هذا الصدد على اليسار الفلسطيني نفسه الذي ينبغي أن يقدم رؤية متكاملة لفلسطين الجديدة.. مثلما قدم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بقيادة المناضل الراحل مانديلا برنامجاً وطنياً وديمقراطياً أفضى إلى تحرير الأفارقة السود من القمع والاستلاب والتمييز العنصري.. وهكذا يتعيّن على اليسار الفلسطيني أن يقدم مشروعاً وطنياً للتحرر من كل أشكال القمع والقهر والتمييز والاستلاب, ويوفر لكل الشعب الحرية والكرامة والعدالة والخلاص من العنصرية والكولونيالية ولا يتعايش معها.. ويجدر بهذا المشروع البرنامج أن يتجاوب مع جميع مكونات الوعي الجديد.. برنامج طويل المدى يوحد ويجمع الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده.. ويعرّف الوطن بأنه كل فلسطين, وحق شعبها بدحر الاحتلال والعودة وتقرير المصير في نظام جديد يستبدل نظام التمييز العنصري الصهيوني مثلما استبدلت جنوب إفريقيا نظام "الأبارتهايد" بنظام ديمقراطي والمواطنة المتساوية.

 من الواضح أن هذا المشروع  - البرنامج - لن يكون مناهضاً للصهيونية فحسب, بل سيكون نقيضاً جذرياً لها.. على سبيل المثال: إذا كانت الصهيونية تعتمد الإقصاء والإلغاء والاستعلاء, وديمقراطية المستعمِر, وعدم المساواة بين أبناء الوطن الواحد, فإنه يجدر بمشروع التحرر الوطني والديمقراطي الفلسطيني, أن يكون نقيض ذلك, عبر اعتماده المشاركة والمواطنة المتساوية والتعددية والديمقراطية الفعلية وقيم العدالة الاجتماعية وعدم الاستعلاء واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية المتضمنة حق تقرير المصير للشعوب والأفراد.

رؤية اليسار الفلسطيني الجديدة ترتكز على القيم الإنسانية والتحررية والمجاهرة بهدفها المعلن, وهو تفكيك النظام الكولونيالي الاستيطاني الصهيوني, واستبداله بنظام يضمن الحرية والديمقراطية والمساواة بين الجميع وللجميع.. وتجدر الإشارة هنا إلى أن قوى الديمقراطية والحرية والسلام في العالم ستجد في هذه الرؤية قوة جاذبة لا سيما في "العالم النامي" وأوربا وكندا والولايات المتحدة, بعد تفهمهم واستيعابهم للرواية الفلسطينية على حقيقتها, وشرّعوا كل أشكال التكافل والتعاضد مع الشعب الفلسطيني وقضيته.. إن شابات وشباب فلسطين في بلاد المهجر والشتات ومناصريهم الأمميين يؤدون دوراً مركزياً في هذا السياق؛ فحركة " B D S  " تدعو لمقاطعة وسحب الاستثمارات, وفرض العقوبات على إسرائيل, وتشدد على إنهاء الاحتلال والعودة وتقرير المصير والمواطنة المتساوية التي يجب أن تجتمع في رؤية فلسطين الجديدة ومشروعها التحرري الوطني الديمقراطي.. كل ذلك موجّه أيضاً لليهودي المتحرر من الصهيونية والعنصرية, ليجد له مكاناً في فلسطين الجديدة ويكون فيها مواطناً حراً يتمتع بالديمقراطية والتعددية والمساواة دون تمييز, وليس مستوطناً مرتشياً ومدجّناً من قبل الحركة الصهيونية في كل مكان من فلسطين.

فلسطين الجديدة ليست نقيضًا العنصرية الصهيونية المتوحشة فحسب, بل هي أيضاً مناقضة للقوى الظلامية في كل مكان, والتي تشكّل مرآة لأكثر من بُعد للصهيونية القومية الدينية المتطرفة, وتشكّل تحدّياً لأنظمة الاستبداد والفساد في المنطقة والإقليم.. قوة فلسطين الجديدة من قوة الرؤية الواضحة, وزخم المشروع الوطني يُستمد بالتأكيد من الطاقة التي ستنيرها الرؤية التحررية والديمقراطية الحقيقية.. لقد حان الوقت لليسار الفلسطيني كي يتوحد, ويتجاوز حالة  التشظي, ويتوجه نحو إعادة بناء المشروع – البرنامج الوطني والديمقراطي الفلسطيني.

بداية لا بد من توجيه التحية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى انطلاقتها الـ " 52", وفي هذا السياق نعيد التحية ونتذكر الرواد الأوائل من المؤسسين وفي المقدمة منهم: د. جورج حبش وأبو علي مصطفى.. الذين أدركوا مبكراً بأن النضال ضد العدو الوطني والقومي لا يقتصر على الشعار السياسي، بل يتعداه نحو التصدي للأيديولوجيا والثقافة اللتين أنتجتهما الحركة الصهيونية العنصرية والنيوليبرالية وتفكيكهما, حيث لم تعد الحركة سهلة وإنما مركّبة, ولم يعد خوضها بالأدوات والبنى التقليدية التي أصبح من المستحق تجديدها, إذ لا تزال أطراف من قوى التحرر متوقفة ومترهلة فكرياً وثقافياً وسياسياً عند مرحلة الاستعمار التقليدي المباشر!

بهذه المناسبة العزيزة نستحضر علاقة الثقافة بالمواجهة, وتعنينا هنا المواجهة والمقاومة الجادة من أجل حق تقرير المصير والخلاص الوطني والديمقراطي الناجز.. وكما قال المفكر الفلسطيني الراحل أدوارد سعيد: "هناك علاقات تناقضية جدلية منتجة بين سلطة الثقافة وثقافة السلطة".. وبالنسبة للصهيونية والإمبريالية وقوى الاستبداد, فالكلمة الحرة أقوى من الرصاصة, وهي تثير الرعب والهلع في نفوس هؤلاء.

أيضاً نستحضر ضرورة المراجعة التحليلية النقدية لمسيرة اليسار بشكل دائم ومستمر مع الانعطافات التاريخية, وتجديد الخطاب وتصويب المصطلح الملتبس والتحالفات المؤذية. والرؤية الثقافية التي تضمن الحيوية في الممارسة والتحليل, لتجنّب التكلس والديماغوجية والاغتراب عن الجماهير ضمن الخصوصيات المتباينة لمكونات الشعب, أو ضمن النسبيات الثلاث: الزمان والمكان والناس.. فالفكر العلمي الجدلي يؤمن بأن النظرية تكون أكثر فعالية للحياة والتأثير فيها كلما كانت ثوابتها متناسقة مع متغيراتها.

إن الانتقال من مرحلة سياسية تاريخية إلى مرحلة نضالية جديدة, لا يتم بشكل آلي؛ فعملية الانتقال نفسها هي صيرورة متضمنة الصراع بين المنظومة القائمة, والمنظومة الجديدة, لكن ما يميز الحالة الفلسطينية راهناً أن المنظومة الجديدة ليست محددة المعالم, ولا هي معروفة بعد, وستشهد مرحلة الانتقال, إرهاصات فكرية وتنظيمية وحزبية إلى أن تتحدد معالم المرحلة الجديدة بوضوح, وبالتالي فإن من مسؤولية الجبهة الشعبية خاصة، وقوى اليسار عامة – في حال توصّلت إلى الاقتناع بأن المرحلة السابقة انتهت – أن تساهم في الصيغة السياسية والفكرية والتنظيمية للمرحلة الجديدة.

مهمات المرحلة الجديدة:

من المهم أن نرى ونحن على عتبة الانتقال إلى المرحلة الجديدة مساحة كافية لطرح بعض الأفكار والاجتهادات, وليس لتحديد الأخطاء السابقة فحسب, وإنما التركيز هنا باقتضاب على الجانب الفكري, وربما من المفيد التشديد على المهمات الأولية التي يجدر بالمشروع الوطني الفلسطيني الجديد أن يأخذها بالاعتبار!.. و أهم هذه المهمات أن يقدم اليسار رؤية سياسية وفكرية لفلسطين التي نريد, حيث لم تعد فلسطين قضية شعبها فحسب, وإن كان ولا يزال الشعب هو من يدفع ثمن التوحش الصهيوني منذ بدايته, بل أصبح كذلك رمزاً لمواجهة العنصرية والاقتلاع والتغوّل, وتكرس نضاله هادياً وجامعاً من أجل الحرية والعودة وتقرير المصير والعدالة, وضد كل أشكال القهر والتمييز العنصري, كما لم يعد ممكناً أن تتجاوب قضية فلسطين مع متطلبات شعبها وحده, وإن كان هذا أساسها, فأصبحت فلسطين وشعبها القدوة والمثل بمواجهة ما تمثله الصهيونية, على غرار ما مثلته جنوب إفريقيا وشعبها بمواجهة القوى الظلامية المتمثلة ب "الأبارتهايد".. ومن مفارقات المرحلة التي نحن فيها أنه بينما يتلمس المواطن الفلسطيني عدالة قضيته, ويدرك الحاجة إلى مشروع تحرري وطني وديمقراطي, وبينما ترى قوى الحرية والتقدم والسلام في العالم عادلة هذه القضية, وتريد أن تتضامن وتتعاضد مع مشروع التحرر الوطني الفلسطيني ضد نظام الفصل العنصري, فإننا لم نتوصل بعد إلى ضرورة إعادة بناء البرنامج الوطني والديمقراطي الذي سيجعل من فلسطين وتحررها قضية مركزية أمام قوى اليسار والحرية والسلام في العالم كافة, حيث تقع مسؤولية المبادرة في هذا الصدد على اليسار الفلسطيني نفسه الذي ينبغي أن يقدم رؤية متكاملة لفلسطين الجديدة.. مثلما قدم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بقيادة المناضل الراحل مانديلا برنامجاً وطنياً وديمقراطياً أفضى إلى تحرير الأفارقة السود من القمع والاستلاب والتمييز العنصري.. وهكذا يتعيّن على اليسار الفلسطيني أن يقدم مشروعاً وطنياً للتحرر من كل أشكال القمع والقهر والتمييز والاستلاب, ويوفر لكل الشعب الحرية والكرامة والعدالة والخلاص من العنصرية والكولونيالية ولا يتعايش معها.. ويجدر بهذا المشروع البرنامج أن يتجاوب مع جميع مكونات الوعي الجديد.. برنامج طويل المدى يوحد ويجمع الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده.. ويعرّف الوطن بأنه كل فلسطين, وحق شعبها بدحر الاحتلال والعودة وتقرير المصير في نظام جديد يستبدل نظام التمييز العنصري الصهيوني مثلما استبدلت جنوب إفريقيا نظام "الأبارتهايد" بنظام ديمقراطي والمواطنة المتساوية.

 من الواضح أن هذا المشروع  - البرنامج - لن يكون مناهضاً للصهيونية فحسب, بل سيكون نقيضاً جذرياً لها.. على سبيل المثال: إذا كانت الصهيونية تعتمد الإقصاء والإلغاء والاستعلاء, وديمقراطية المستعمِر, وعدم المساواة بين أبناء الوطن الواحد, فإنه يجدر بمشروع التحرر الوطني والديمقراطي الفلسطيني, أن يكون نقيض ذلك, عبر اعتماده المشاركة والمواطنة المتساوية والتعددية والديمقراطية الفعلية وقيم العدالة الاجتماعية وعدم الاستعلاء واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية المتضمنة حق تقرير المصير للشعوب والأفراد.

رؤية اليسار الفلسطيني الجديدة ترتكز على القيم الإنسانية والتحررية والمجاهرة بهدفها المعلن, وهو تفكيك النظام الكولونيالي الاستيطاني الصهيوني, واستبداله بنظام يضمن الحرية والديمقراطية والمساواة بين الجميع وللجميع.. وتجدر الإشارة هنا إلى أن قوى الديمقراطية والحرية والسلام في العالم ستجد في هذه الرؤية قوة جاذبة لا سيما في "العالم النامي" وأوربا وكندا والولايات المتحدة, بعد تفهمهم واستيعابهم للرواية الفلسطينية على حقيقتها, وشرّعوا كل أشكال التكافل والتعاضد مع الشعب الفلسطيني وقضيته.. إن شابات وشباب فلسطين في بلاد المهجر والشتات ومناصريهم الأمميين يؤدون دوراً مركزياً في هذا السياق؛ فحركة " B D S  " تدعو لمقاطعة وسحب الاستثمارات, وفرض العقوبات على إسرائيل, وتشدد على إنهاء الاحتلال والعودة وتقرير المصير والمواطنة المتساوية التي يجب أن تجتمع في رؤية فلسطين الجديدة ومشروعها التحرري الوطني الديمقراطي.. كل ذلك موجّه أيضاً لليهودي المتحرر من الصهيونية والعنصرية, ليجد له مكاناً في فلسطين الجديدة ويكون فيها مواطناً حراً يتمتع بالديمقراطية والتعددية والمساواة دون تمييز, وليس مستوطناً مرتشياً ومدجّناً من قبل الحركة الصهيونية في كل مكان من فلسطين.

فلسطين الجديدة ليست نقيضًا العنصرية الصهيونية المتوحشة فحسب, بل هي أيضاً مناقضة للقوى الظلامية في كل مكان, والتي تشكّل مرآة لأكثر من بُعد للصهيونية القومية الدينية المتطرفة, وتشكّل تحدّياً لأنظمة الاستبداد والفساد في المنطقة والإقليم.. قوة فلسطين الجديدة من قوة الرؤية الواضحة, وزخم المشروع الوطني يُستمد بالتأكيد من الطاقة التي ستنيرها الرؤية التحررية والديمقراطية الحقيقية.. لقد حان الوقت لليسار الفلسطيني كي يتوحد, ويتجاوز حالة  التشظي, ويتوجه نحو إعادة بناء المشروع – البرنامج الوطني والديمقراطي الفلسطيني.