Menu

وصفة نتنياهو للحكومة الفاشلة

بوابة الهدف - متابعة خاصة

إضافة إلى التوازن الدقيق في الحكومة الصهيونية الخامسة والثلاثين بين أطرافها غير المنسجمة، يبدو أن نتنياهو نجح حسب العديد من النقاد في تقديم وصفة جديدة لكيف تتشكل حكومة فاشلة بشكل مسبق، على الأقل في طريقة تعيينه لحصته من الوزراء.

حيث أشارت هآرتس إلى أن نتنياهو نجح من جانب في إبعاد المخضرمين في الليكود عن حكومته، لتأسيس هيئة تخصه شخصيا ولكن في الوقت نفسه جاء بمجموعة من المتملقين المقربين عديمي النفع، بعكس حصة غانتس التي اتسمت بالقوة.

فهذه الحكومة المترهلة التي تم فيها زيادة عدد الوزارات بشكل كبير لتلبي احتياجات الائتلاف بقيت جسدا يفتقر إلى العقد، حيث تم تقسيم الوزارات وإعادة تقسيمها ، وتم اختراع أخرى ، ولكن لم تكن بطريقة إبداعية فقد منح وزراء حقائب لايناسبونها مع ازدراء كامل لذوي الخبرة، لدرجة أن يجد أربعة من الليكود حاصلين على أعلى الأرقام الانتخابية أنفسهم خارج الحكومة التي تملك رأسين ومكتبين لرئيس الوزراء.

وتصف هآرتس حكومة نتنياهو الخامسة بأنه سيجري تذكرها بأنها الأكثر سخافة في تاريخ مكتب شارع بلفور، لتبدو بعد هذا التشكيل الفوضوي أشبه بقارب تخضع عجلة القيادة فيه لربان مخمور.

حيث لا أحد من الوزراء التسعة عشر الذين عينهم نتنياهو - ربما باستثاء أمير أوهانا وزير الأمن العام الجديد - راضٍ عن الوظيفة التي حصل عليها ، خاصة بعد العملية المهينة التي كان عليهم الخضوع للوصول إلى المنصب.

على سبيل االمثال استبعد نتنياهو نير بركات الذي كان وعده علنا بمنصب وزير المالية، لدرجة أنه سافر إلى الولايات المتحدة وعاد فورا من المطار ليتسلم المنصب ولكن نتنياهو لم يف بوعده. وهكذا تلاشت أحلام بركات التي ترك منصبه رئيس لبلدية القدس من أجلها، وعلى الرغم من كمية التملق التي قدمها لنتنياهو ولزوجته سارة. ليجبس بركات في المقاعد الخلفية في الكنيست تماما مثل جدعون ساعر وكلاهما حسب استطلاعات الرأي مرشحان لخلافة نتنياهو. ويبدو أن نتنياهو يعتمد على أن ساعر لن ينسى صراعه الوحشي مع بركات وبالتالي سيبقى خصماه منقسمين بعيدا عن إثارة الغبار في حكومته.

آفي ديختر رئيس اشاباك السابق أيضا لم يقصر في التملق لنتنياهو على أمل أن يحظى بوزارة الأمن العام وجاء تصنيفه رقم 10 في الليكود، ولكنه فشل أيضا أو طرده نتنياهو ببساطة، ربما لأنه رفض الانصياع لنتنياهو في مهاجمة المحكمة العليا وهو الأمر الذي خضع له ياريف ليفين وديفيد أمسالم وأمير أوهانا.

أمسالم نفسه كان يأمل أن يحصل على وزارة القدس لكن نتنياهو فضل وزير التعليم المنتهية ولايته رافي بيريتز ، الذي تعتبر زوجته ميخال صديقة حميمة لسارة وأمسالم ، تم تعويضه أيضا بوزارة بعيدة عن ترضيه بلا حقيبة، وكجزء من وزارة المالية.

وعبر زج أمسالم في وزارة المالية أراد نتنياهو إحباط وزيرها كاتس الذي سيملك سلطة التوقيع على التعيينات أي في النهاية سيكون نتنياهو هو وزير المالية. وتقول مصادر الليكود إن كاتز كان غاضبا: سيخفض الميزانيات ويصدر المراسيم ويتصرف بوحشية. سيكون الرجل السيئ في السنوات القادمة . ومن سيستفيد؟ إنه نتنياهو.

ينطبق الإهمال أيضا على تساحي هنغبي و يوفال شتاينيتز ، وعين زئيف إلكين ، وتم تعيينه وزيرا للتعليم العالي والموارد المائية - وهو مزيج غريب.

ترى هآرتس أن بناء نتنياهو لحكومته معوج بالكامل ، ولكن يبقى غانتس مسؤولا أيضا وإن لم يهتم بتعيينات نتنياهو ولكنه سيكتشف كيف ستؤثر على الحكومة التي يريد قيادتها لاحقا، وهو نفسه، أي غانتس، ارتكب أخطاء من نفس النوع وانتهى الأمر بأشخاص مثل إيلي كوهين وأوريت فركش هكوهين ، وهما شخصان من عالم الأعمال والإدارة ، في الوزارات ذات الصلة بالأمن: شؤون الاستخبارات والشؤون الاستراتيجية ، على التوالي. وزيرين غير مناسبين في وزارتين تم إنشاؤهما من أجل لا شيء وعدم القيام بأي شيء ، ولكن على ما يبدو لن يتم إغلاقهما أبدًا كما تقول الصحيفة.

أيضا نتنياهو خسر بضع نقاط في هذه القصة، حتى أكثر مؤيديه المسعورين في الليكود ليسوا متحمسين لما رأوه أو بما حصلوا عليه. لا تتم مشاركة السيطرة الآن مع يسار الوسط فقط ، بعد 11 عامًا من السيطرة المطلقة ؛ ليس فقط في 18 شهرًا وسيكون رئيس الوزراء غانتس ؛ وليس فقط جدول أعمال الحكومة أقل يمينية (الإصلاحات التي تهدف إلى تقويض المحكمة العليا لن تتحقق) - ولكن الليكود ، الذي لديه أكبر عدد من أعضاء الكنيست منذ عام 2003 ، يضطر إلى الاكتفاء بالوزارات الهامشية.

ولا أحد في الليكود يعتقد أن الوزراء المخضرمين الذين تم استبعادهم أقل موهبة من أشخاص مثل أمسالم أو أوهانا أو أوفير أكونيس. في حكومة نتنياهو الخامسة ، ومع بدء محاكمة رئيس الوزراء الأسبوع المقبل - عادة ما تعمل الخبرة والمكانة والمواهب ضدك. لقد تعلم بركات وديختر وجلعاد إردان ذلك بالطريقة الصعبة، والأخير تم نفيه للعمل كسفير في الولايات المتحدة والأمم المتحدة.