Menu

بيروت.. جماهير غفيرة تشيّع جثمان المناضل أنيس النقاش إلى مثواه الأخير

أنيس النقاش

بيروت - بوابة الهدف

شيعت جماهير غفيرة في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الأربعاء، جثمان المناضل اللبناني العربي أنيس نقاش، وحضرت مراسم التشييع قيادات حزبية وسياسية.

وتوفي النقاش، بعد إصابته بفيروس كورونا، بعد أن كان قد أدخل العناية المشددة في أحد مستشفيات دمشق قبل أيّام.

ونعى أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير أحمد سعدات ورفاقه في قيادة فرع السجون المناضل العروبي الراحل أنيس نقاش، الذي توفي اليوم الاثنين في العاصمة السورية دمشق بعد رحلة نضال طويلة بدأها مناضلاً في صفوف الثورة الفلسطينية، وهو باحث سياسي متخصص بالشؤون الإقليمية، ومنسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية.

وقال الأمين العام إن النقاش مناضل ومفكر قاتل مع الفدائيين الفلسطينيين ووثق واحدة من أهم تجاربهم في كتابه المعنون باسم (أسرار الصندوق الأسود.. وديع حداد وكارلوس) لم يكتفي بأن يكون جندياً وقائداً في الثورة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية فحسب بل سلك نهجاً جيفارياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى فسار في ركاب الثورين أينما وجدوا وقاتل أعداء الشعوب حيثما حلوا وما اعتقاله في سجون الكولينالية الفرنسية لعشر سنوات على خلفية دعمه الثورة الشعبية الإيرانية إلا دليل جلي وواضح على ذلك.

يشار إلى أن النقاش ولد في بيروت عام 1948، وتعلم في مدرسة المقاصد الإسلامية في بيروت، شارك منذ صغره في حركات احتجاجية، حيث خرج في تظاهرة تضامنية مع المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وفي عام 1964، انتسب سرًا إلى حركة فتح وأسّس "خلية المقاصد".

أضرب عن الطعام "احتجاجًا على تخاذل الدولة والعرب"، عندما دمَّرت قوة كوماندوس صهيونية الأسطول اللبناني في مطار بيروت عام 1969، وانتهى به الأمر في المستشفى. في العام نفسه، بدأ نشاطه العسكري، "بعد انتفاضة المخيمات بسبب قيام الشعبة الثانية بملاحقة الفدائيين".

كان يواكب الاحتجاجات الطلابية نهارًا، والجهوزية العسكرية ليلاً، رغم قلَّة السلاح. وخلال حرب 1973 انتظم في المجموعات الأولى التي أطلقت الصواريخ على المستوطنات.

شارك النقاش في الكثير من العمليات الفدائية وروى قصصها، وأبرزها عمليّة فيينا، مع مجموعة وديع حداد في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، التي هدفت "لتأديب بعض الأنظمة على دعمها القوى اليمينية في لبنان، والحصول على دعم للثورة".

عارض التورّط في الحرب الأهلية التي أصيب في يوم انطلاقتها 13 نيسان/أبريل 1975. كتب إلى القيادة محذرًا من كوارث الانخراط في هذه الحرب.

عند الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1978، انتقل إلى الجنوب مشاركًا في التصدي للعدوان.

قرر ترك "فتح" وتأسيس فصيل لبناني، ولكن الفتحاويين ظلوا يعتبرونه واحدًا منهم رغم انفصاله عن الحركة، وتأسيسه سريّتين لبنانيتين في كفرشوبا وبنت جبيل، أصبح أفرادهما جزءًا من قيادة المقاومة لاحقًا، مثل عماد مغنية.

كان له دور هام في التنسيق بين قيادة الثورة الفلسطينية وقيادة الثورة الإيرانية، ونسج علاقات واسعة مع كوادر الثورة الإيرانيّة، تدريبًا وتعاونًا أمنيًا وعسكريًا، ووجد ضالّته فيها.

دفاعًا عن الثورة، لم يتردد في الذهاب إلى باريس عام 1980، لاغتيال رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شهبور بختيار، فيما نجا الأخير بأعجوبة.

حُكم بالمؤبد لكنه سُجن لمدة 10 سنوات في فرنسا بعد محاولة اغتيال بختيار في باريس، وهو آخر رئيس وزراء في عهد شاه إيران محمد رضا پهلوي، وأفرج عن النقاش عام 1990.

كان السجن مسرحًا لنضال من نوع آخر. إذ نفّذ ثلاثة إضرابات عن الطعام، دام آخرها 130 يومًا، احتجاجًا على عدم شموله بقرار عفو عام، رافضًا إفراجًا لا يشمل رفاقه.

أدرك وراء القضبان أنّه إما أن يقتل الوقت أو يقتله، إلى أن أفرج عنه في 27 تموز/يوليو 1990، بقرار عفو وقّعه فرانسوا ميتران.