Menu

بؤس الأمريكي المستعمر: نيد برايس وقتل الأطفال الفلسطينيين

خاص بالهدف - أحمد مصطفى جابر

في الوقت الذي تزعم "إسرائيل" وأنصارها من مستعمري الغرب ورعاع الشرق الانهزاميين، أنها أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وبينما تطمح دويلة كالإمارات للالتحاق بها في مثل هذه الواحة "الديمقراطية" المتخيلة، فإن حملة القصف الوحشية والقاتلة والمتواصلة على غزة لاتطاد تخدش لدى هؤلاء يقينهم بما يزعمون بينما تقتل آلة القتل "الديمقراطية" عشرات الفلسطينيين معظمهم من الأطفال.

خلال الأيام الأخيرة ظهر علينا نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عدة مرات، ليعلق ويشرح موقف إدارته من العدوان الصهيوني، وفي جميع المرات عبر برايس عن الموقف الأصلي الأمريكي المصطف بلا هوادة وراء آلة الحرب الفاشية الصهيونية، رافضا في كل مرة الإعتراف بالفلسطينيين كضحايا اللهم إلا كضحايا لسياسة حماس والمقاومة وليس ضحايا للوحش الصهيوني، ورافضا بالنتيجة طبعا الاعتراف بحق الفلسطينيين بالدفاع عن أنفسهم.

رفض السيد العنصري الأبيض إدانة قتل الطفال الفلسطينيين، وقال حرفيا " حسنًا - وقد قلت هذا بالأمس ، إن فقدان حياة الأبرياء أمر نود - إنه أمر مؤسف للغاية. إنه - بالطبع ، لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد أولئك الذين يهاجمون إسرائيل، وضد حماس والإرهابيين المسؤولين ، بما في ذلك الخسائر في الأرواح في إسرائيل ، لكن الخسائر في أرواح المدنيين في هذه العمليات أمر نأسف عليه بشدة. ولهذا السبب تحديدًا قلنا أنه، تمامًا كما يفعل الإسرائيليون ، للفلسطينيين كل الحق في العيش بأمان وأمان."

تعكس هذه الإجابة مدى العنجهية والعمى الخلاقي الذي أصيب به هذا الناطق وإدارته، ليصبحوا بما لايدع مجالا لأي شك مشاركين كاملي الأهلية في العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، ولم يكن تصنيفهم كجزء من مثلث معسكر أعداء الشعب الفلسطيني، عبثيا وفي غير محله، طبعا قبل أن يتحولوا إلى" أصدقاء" بمفهوم القيادة الفلسطينية، منذ أوسلو ومستنقع العار الذي أدخلنا فيه من يومها.

بعد ذلك من الغريب فعلا الاستمرار بالمراهنة على الأمريكي، وكيف يمكن للفلسطيني الطموح للحصول على الأمان برعاية القوة الإمبريالية الأعنف والكثر همجية التي تصرف مئات الملايين من الدولارات سنويا لدعم الكيان الصهيوني وتسليحه، كيف يمكن لها أن تقول إن قتل الأطفال الفلسطينيين سيء؟ بل ستنظر دائما بمزيد من الإدانة للفلسطينيين الذين يمتنعون بعد 73 عاما من الاحتلال والتهجير والتطهير العرقي عن توفير المزيد من الأمان للدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تريد العيش بأمان ولكن على جثثهم طبعا.

والسيد المريكي كما حليفه الصهيوني طبعا لايستطيع أن يفهم إن الفلسطينيين قرروا الكف عن تسول حقوقهم وإن الكيل قد فاض بهم،ومن حقهم اليوم أن يتوقفوا عن التحمل، ليس بمعنى أن يستسلموا ولكن بمعنى أن ينهضوا للقتال المستحق والعادل.

طبعا لايأتي برايس بأي سابقة عندما يرفض إدانة قتل الأطفال الفلسطينيين، لنتذكر فقط، على سبيل المثال أن الجيش الصهيوني قتل في عدوانه عام 2014 550 طفلا فلسطينيا من ضمن 2251 فلسطينيًا على مدار خمسين يومًا ، وفيما يسمى عملية الرصاص المصبوب وعلى مدى 22 يوما في 2008-2009 ، قتلت حوالي 300 طفل إضافة إلى 1100 بالغ. وفي جميع الحالات امتنعت الإدارات الأمريكية عن الإدانة أو حتى مطالبة ربيبتها "إسرائيل" بالامتناع عن قتل الأطفال الفلسطينيين.

من يأتي برايس بهذه العندهية والغطرسة البيضاء العنصرية؟ لايمكن لنا الادعاء بأننا مندهشين، لأن برايس يتبع اللغة الأشكنازية الصهيونية التي تحتقر حياة الفلسطينيين ولاتراها مهمة، فلنتذكر ما كتبته إيليت شاكيد عام 2014والتي للسخرية تريد أن تكون وزيرة للعددل، حيث استغربت أن قتل الأطفال الفلسطينيين شيء يجب "إدانته" وتساءلت عما إذا كان "مروعًا للغاية بشأن فهم أن الشعب الفلسطيني كله هو العدو"، وتابعت في الدعوة إلى القضاء على الأمهات الفلسطينيات وتدمير منازلهن: "وإلا ، فسيتم تربية المزيد من الثعابين الصغيرة هناك".. ويمكنني بسهولة الآن تخيل شاكيد بوجه مصاصة الدماء وهي تستمتع بأداء جيشها، وتتحسر أنها ليست في الحكومة لتساهم بقتل الفلسطينيين، وستجد العزاء بأن حقيرا مثل برايس وإدارته موجودان دائما ليس فقط لتغطية قتل الفلسطينيين بل المساهمة فيه أيضا.