Menu

قد تبادر المقاومة بمعركة جديدة

محدثحزب الله ومعركة سيف القدس: زودنا المقاومة بمعلومات دقيقة جدًا أثرت على سير المعركة

بيروت _ بوابة الهدف

كشف نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم، اليوم الخميس، أنّه "كان هناك معلومات استخبارية زودت المقاومة في لبنان الأخوة الفلسطينيين بها وأثرت على سير معركة سيف القدس مع العدو الصهيوني".

وبيّن قاسم خلال حديثه لقناة الميادين، أنّ "استهداف الأنفاق ودعاية العملية البرية كانت معروفة لدينا ولدى الفلسطينيين بعمل استخباري تنسيقي".

وقال الشيخ قاسم لبرنامج حتى القدس، إنّ "بين تموز 2006 وتموز 2021 صلة وصل لها علاقة بمسار الوصول للقدس وإيجاد متغير حقيقي يمكن أن يؤدي إلى التحرير الكامل لفلسطين، وأصبح هناك في العقل الإسرائيلي قناعة بأن الحزب مشكلة مستعصية وأن تراكم القوة يمكن أن يُؤدي إلى إنجازات كبيرة والمواجهة معه غير مضمونة".

ولفت إلى أنّ "الحزب وصل إلى درجة يوائم فيها بين الإمكانات المتقدمة جدًا والقدرات البشرية مما جعلنا أمام منعطف حقيقي باتجاه الانتصار في عام 2006، ومنعطف سيف القدس جعلنا أمام واقع أن الانهيار الإسرائيلي بدأ بطريقة تنازلية وأن فكرة التحرير أصبحت ملموسة أكثر من أي وقت مضى".

وأشار إلى أنّ "معركة تموز 2006 كانت تأسيسيّة بينما معركة تموز 2021 تأصيليّة لمصلحة الانهيار الذي يمكن أن يحصل على جبهة القدس من الناحية الإسرائيليّة، وأعلن الفلسطينيون من داخل فلسطين أنهم جزء من محور المقاومة ورأس حربته، أي إنّ المعركة باتجاه القدس هي معركة حلف القدس وليست معركتهم وحدهم".

وأضاف: "كانت المقاومة من لبنان تزوّد الإخوة الفلسطينيين بمعلومات دقيقة جدًا أثّرت في تقييم سير المعركة وفي كيفية القيام بالعمليات الدفاعية، ولعلّ أبرز حادثة يمكن أن يعرفها الجميع هو ما حصل من استهداف الأنفاق من قبل الإسرائيليين ظنًا منهم أنّه بعد الدعاية التي أثاروها أنهم سيدخلون بريًا وسيقضون على الفلسطينيين في داخل الأنفاق، لكن المقاومين لم يدخلوا للأنفاق التي استُهدفَت ولم يستجيبوا للتهديد الإسرائيلي، وتبيّن فيما بعد أنه لا يوجد عملية برية إنّما استدراج من أجل القضاء عليهم. هذه الخطة من بدايتها كانت معروفة لدينا وكانت معروفة لدى الفلسطينيين بعمل استخباري معلوماتي تفصيلي".

ولفت إلى أنّه "ولأوّل مرّة الفلسطينيون بفصائلهم المختلفة، حماس، الجهاد الإسلامي، كل الفصائل الأخرى، أعلنوا بأنهم جزء من محور المقاومة، وأنّ إيران تدعم هذا المحور بكل إمكاناتها، وهذا أمر مهم جدًا لنفصل المنافقين من العرب الذين كانوا يدّعون أنهم الى جانب القضية الفلسطينية ثم ركضوا إلى التطبيع"، مُؤكدًا أنّه "أصبح معروفًا الآن أنّ محور المقاومة محور سياسي عسكري إعلامي ثقافي متماسك، وبالتالي هؤلاء مع قيادة إيران، مع الإمام خامنئي، هم يشكلون القيادة السياسية الواضحة في هذا المشروع".

كما شدّد قاسم أنّ "الإمكانات العسكريّة اليوم تكاد تكون لا حصر لها، ونوعيات الأسلحة المتوفرة في المنطقة لم يشهد تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي مستوى من السلاح والتسلّح والإمكانات والقدرات الموجودة حاليًا في المنطقة، يعني في فلسطين، في لبنان، في كل المحيط، فضلاً عن الموجود في إيران والتقدم والتطور الذي حصل، فإذا أردنا أن نقوم بمقارنة بسيطة، كيف كانت المقاومة في 2006 في لبنان وفلسطين والمحور، أو 2008 عندما قاتلت المقاومة في غزة دفاعًا، كانت الإمكانات تُعتبَر عادية وكانت محدودة جدًا، اليوم التقدّم كان بالغ الأهمية".

ولفت أيضًا إلى أنّ "ما ظهر من إمكانات داخل فلسطين يعكس حجم التطوّر في إمكانات المحور خارج فلسطين، ففي داخل فلسطين يضرب الفلسطينيون القدس في الضربة الأولى ضد الإسرائيليين، ثمّ يضرب تل أبيب ردًّا على الأبراج، ثمّ يستهدف عسقلان والأماكن المختلفة ويقول تفضلوا إلى قتال بري، والآن هم يستطيعون ترميم ما خسروه بشهر أو شهرين، في المقابل لن يستطيعوا أن يواجهوا هذا التحدي، إذا كان في فلسطين المحاصرة هذه الإمكانات متوفرة".

وفي ختام حديثه حول قطاع غزّة ومعركة سيف القدس، أكَّد أنّه "إذا استمرّ العدوان في القدس ومحيطها بوتيرة أعلى ووصل إلى مرحلة معيّنة قدّرت المقاومة الفلسطينية، بأنّ هذا خط أحمر أيضًا سيتم المبادرة مجددًا لعملية عسكرية جديدة، بمعنى أننا لم نعد أمام واقع فلسطيني يدافع وينتظر، لا، أصبحنا أمام واقع يمكن أن يبادر إلى الهجوم دفاعًا عن القدس أو حمايةً لوضع غزة ولمستقبل غزة".