قبل أكثر من ألفي عام، أطلق حكيم الحرب الصيني "صن تزو" شعار "اعرف عدوك"، معتبراً هذه المعرفة فيصلاً ما بين النصر والهزيمة، ويُستشف من استطراده حول معرفة العدو بأنّ هذه المعرفة إذا ما استخدمت بشكلٍ استراتيجيٍّ يمكنها حسم الصراع بدون معركةٍ وحربٍ، وبهذا لا تعدّ المعرفة بالعدو شرطاً للنصر فقط، وإنما أداة للصراع معه، فالمعرفة بالعدو هي دائماً معرفةٌ استراتيجيةٌ، لها دورٌ ووظيفةٌ، ودورها ووظيفتها بنفس أهمية دقتها وصحتها.
وهناك في الكيان الصهيوني تراث هائل من الأدبيات السياسية والتوراتية العنصرية والإرهابية، والإبادية على نحو خاص، وهو تراث كفيل لو جد الجد عند العالم والأمم المتحدة، بأن يجلب "دولة إسرائيل" وقادتها إلى محكمة الجنايات الدولية، وهذا التراث لا سقف ولا حدود له، وهو متضخم من يوم ليوم ومن ساعة لساعة، وعلى قاعدة "اعرف عدوك"؛ نلقي الضوء على جوانب من هذا التراث.
وفي هذا السياق ربما يخرج علينا البعض ليقول "ناقصنا نعرف عدونا ما احنا عارفين وعايشين الواقع"، ولكني أعتقد شخصيًا إنه من الضروري والملح دائمًا أن نتابع تصريحات ومواقف وأدبيات العدو الاجرامية ومخططاته ومشاريعه واستراتيجياته، فنحن في حالة صراع وجودي معه تقتضي متابعة كل شيء عنده، وفي هذا السياق المعرفي نتابع الاعترافات الخطيرة التالية على لسان بعض جنرالات وقيادات العدو:
رئيس الموساد الإسرائيلي السابق تامير باردو يعترف في نقابلة مع القناة الثانية عشر العبرية/2018/6/1 ب"أن جهاز الموساد الإسرائيليّ هو منظمة إجرامية –جريمة- إرهاب مرخّصة"، ووزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يعلن متفاخراً: إن جنود الجيش الاسرائيلي احترفوا قتل المتظاهرين الفلسطينيين عند الحدود الشرقية لقطاع غزة، وهذا الاحتراف أثبت نفسه-الإعلام العبري/2018-6-09". بينما يؤكد الأديب الإسرائيلي التقدمي يتسحاق لاؤور "أن القتل الجماعيّ بغزّة ما زال مُستمراً منذ 1948 وإسرائيل تُريد إفراغ القطاع وتهجير سكّانه لسيناء والفلسطينيون مُصّرون على النضال رغم الظروف غيرُ الإنسانيّة-2018-6-3". ويقول موشيه كحلون، وزير المالية الإسرائيلي السابق "أنه لا يوجد أبرياء ومدنيين عند الحدود مع قطاع غزة-2018-6-8"، الأمر الذي كان ليبرمان أكد عليه أيضاً قائلاً: "لا يوجد أبرياء في غزة-2018-6-2". وكذلك عضو الكنيست الإسرائيلي بتسلال سموتريتش يقول عن سكان القطاع "ليموتوا من الجوع والعطش والملاريا، هذا لا يعنيني-2018-6-3".
وهذه غيض بسيط جداً من فيض هائل من الاعترافات الإجرامية الإرهابية التي يمكن أن يحاكموا عليها لو جد العرب والعالم...!