Menu

رسالة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة

غازي الصوراني

رسالتي هذه مهداة الى وردتي وشريكة عمري الإنسانة والمربية العظيمة الغالية على قلبي وروحي أم جمال، وإلى أجمل زهرات بستان حياتي بناتي رانيا ورنا وروان... كذلك إلى رفيقاتي وصديقاتي في كل فصائل وأحزاب وحركات اليسار العربي والأطر النسوية الديمقراطية العربية.. ولكل النساء العربيّات.. بمناسبة 25 نوفمبر اليوم العالمي للقضاء على العنف والتمييز ضد المرأة.

ربّما البعض/ الجميع/ فصائل وأحزاب وجمعيات وفعاليات ومثقفين وشخصيات تبرق للمرأة في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام عبارات التأييد والتضامن والإدانة والرفض لكل أشكال ومظاهر وممارسات العنف والتمييز، وأنا بدوري أبرق لها/لهنّ، لكل النساء العاملات، وربّات البيوت، وكل الكادحات، والمناضلات، وبائعات البسطات، وأخريـات، من أرضعن منهن ومن ينتظرن حمل البطن والرضاعة وحمل الهموم والأوجاع والآثام والاتهام بأنهن ناقصات عقلٍ ودين!!... لهنّ كلهن في هذه المناسبة... أقول: أصالةً عن نفسي والمجتمع وظلامية الأفكار ونيابةً عن كل/بعض مُدَّعِ اليسار أو التقدمية وفي ممارسته بعضٌ من رواسب الشرق وعاداته وتقاليده ومفرداته وذكوريته العليا في أنانتهم السفلى.. ورغم أنّي أفترض انتمائي إلى المثقف الحداثي/التقدمي، بل والماركسي.. إلا أنني أرى وألمس هشاشة وزيف تطبيق شعار المساواة بين الرجل والمرأة الذي ما زال مجزوءاً ومزيفاً ومغشوشاً عند الكثيرين من أهل اليسار كما هو الحال لدى الرجعيين والمتخلفين من أهل اليمين.

لذلك، وبهذه المناسبة أتوجه إلى كل المثقفين الحداثيين الديمقراطيين عموماً والماركسيين منهم على وجه الخصوص في كل بلدان الوطن العربي، أن يكونوا أمناء مع فكرهم الماركسي، وبالتالي مواصلة النضال _ بمصداقية عالية_ من أجل الارتقاء بدور ومكانة المرأة ليس في اللحظة الراهنة، ولا بصورة موسمية، مناسبيّه، بل أدعوهم إلى أن يتخطوها صوب الأصل بموقف عملي وممارسة حقّه تجاه العمل الدؤوب من أجل تغيير العادات/التقاليد / النظم / الأفكار والأعراف البالية والقوانين وكل الموروثات المتخلفة التي ترفض التعاطي مع المرأة كإنسان... وأدعو إلى التزامكم المعرفي المبدئي والأخلاقي بالتطبيق العملي للشعار المرفوع عبر الاقتناع والممارسة بمساواتها الكاملة مع الرجل.

ومن أجل ذلك، فإنني أرى أن كل حديث عن التحرر والديمقراطية والمساواة وحق العمل والعلاقات المدنية والحرية والمقاومة والتقدم لا يلتزم في الممارسة بالنضال من اجل إزالة ورفض كل أشكال العنف والاضطهاد والتمييز ضد المرأة جنباً إلى جنب مع الممارسة المعنوية والقانونية والفعلية التي تؤكد على تحريرها وتحررها من كل القيود الموروثة، ومن كافة أشكال وأدوات ومظاهر الاستبداد الأسري والسلطوي والحكومي والذكوري والاستغلال الاقتصادي والمجتمعي، ومن كل أشكال الاضطهاد الذي تعانيه المرأة في بلادنا... وبدون هذه القناعات المشروطة بالممارسة، فإن كل حديث منكم عن التضامن مع المرأة هو حديثٌ زائف لا قيمة له ولا تأثير . تحية محبة وتقدير واعتذار إلى كل "ضلعٍ أعوج".. أسموه حـوّاء.. وما أعوج منه إلا اعوجاج العقل الذكوري الشرقي الرجعي المتخلف والمستبد.