Menu

الغول: الفرصة مواتية لتجسيد الدولة والبناء على المكاسب السياسية

خريطة توضيحية للدول الي تعترف بفلسطين

بوابة الهدف_ غزة

بتاريخ 15 نوفمبر 1988م، في العاصمة الجزائريّة، وبكلماتٍ كتبها الشاعر الراحل محمود درويش، وقرأها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أُعلن استقلال دولة فلسطين.

وتم إعلان الاستقلال الذي حدّد القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين على أرض فلسطين. واعترفت بذلك 105 دول، وعليه نشرت فلسطين 70 سفيراً لها في العالم.

يقول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن إعلان وثيقة الاستقلال ذاك الوقت، كان نتاج الانتفاضة التي اندلعت منذ عام 1987، والتي جعلت إمكانية تحقيق الدولة الفلسطينية إمكانيّة واقعة، وعلى ضوء ذلك تبنّى المجلس الوطني إعلان الاستقلال الذي اعترفت بها دول عديدة حول العالم.

فلسطين منذ الإعلان.. إلى الآن

وعن مّا تبع إعلان الاستقلال، أوضح الغول في مقابلة لـ"بوابة الهدف"، أن استعجال حصد نتائج الانتفاضة الأولى أجهض إمكانية تحقيق الدولة من خلالها، وأدخل الوضع الفلسطيني في مسار مغاير عنوانه التفاوض ،بدأ في مدريد بمشاركة دول عربيّة، بهدف احتواء وإجهاض الانتفاضة، في محاولة لتطويع الحالة العربية في مجرى التفاوض مع "إسرائيل".

وتحدّث عضو المكتب السياسي للجبهة عن عدم الاستناد على ما ولّدته الانتفاضة من مفاعيل واستعجال حصد ثمارها، أجهضها من جهة، وهبط بالأهداف التي نادت بها من جهة أخرى، وهو ما حدث بعد ذلك في اتفاقات أوسلو التي جاءت بما تناقض كليّاً مع ما هدفت إليه الانتفاضة.

وتابع الغول: أوسلو لم يتحدّث عن دولة فلسطينية بل أشار إلى قرارات دولية، كما تحدثّ عن الأراضي الفلسطيني كأراضٍ مُتنازع عليها، وهذا مكّن "إسرائيل" من تكريس احتلال الأرض الفلسطينية، باعتبارها أرض للشعب اليهودي كما تدّعي. مُؤكّداً على أنّ كل ما سبق أدخل العمل الوطني في مأزق عميق وبدأت كل الجهود السياسية تتمحور حول كيفية إبقاء الحالة الفلسطينية على ما هي عليه بدون مقاومة ضدّ دولة الاحتلال، واستند الغول على ذلك سبباً لكون جوهر كل الاتفاقات التي تبعت ذلك جوهراً أمنياً، يحول دون عودة زخم الانتفاضة الأولى وتجدّد مقاومة الفلسطينيين للاحتلال، وخلق وقائع مغايرة.

ما هو المطلوب؟

"في ذكرى الاستقلال، نشهد انتفاضة جديدة، قد تكون حتى اللحظة لم تصل إلى زخم الانتفاضة الأولى"، قال الغول، وأضاف: لكن المطلوب من القوى السياسية جميعاً العمل على تطوير قدرات الانتفاضة الحالية، من خلال هدف سياسي متفق عليه، وهو انهاء الاحتلال بكل ما يرتبط به من أهداف فرعية لها علاقة بإنهاء الاستيطان وغيرها، إضافة إلى توفير ركيزة تنظيمية لهذه الانتفاضة، أساسها قيادة وطنيّة موحّدة، تتفرع عنها لجان وأطر موحدة في القرى والمدن والمحافظات الفلسطينية.

وأضاف الغول أنه من المطلوب كذلك إعادة صوغ العلاقة مع الاحتلال انطلاقاً من التناقض معه، وفق أساليب متعددة، الآن مظهرها الرئيسي هو الانتفاضة، إلى جانب بحث تطور أشكال هذه الانتفاضة ارتباطاً بتطور الحالة في الميدان.

وأكّد أن النجاح في كل ما ذُكر آنفاً يتوقف على دعوة عاجلة للجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير باعتبارها إطار قيادي مؤقت لتعمل على انهاء الانقسام، و برنامج سياسي جديد،وتوفير كل مقوّمات وممكنات الصمود للشعب الفلسطيني.

مطلب "تجسيد الدّولة"

وشدّد عضو المكتب السياسي، خلال حديث لـ"بوابة الهدف"، على أن الدور الجوهري لهذه اللجنة، هو البحث في كيفية تجسيد إعلان الدولة الفلسطينية في الميدان، وهذا ممكنٌ الآن في ظل اندلاع الانتفاضة، وهي فرصة بالنسبة لنا، خاصةً وأن هذه الدولة سبق وأن جرى إعلان استقلالها ونالت اعتراف دول كثيرة.

وبناءً عليه قال الغول إنّ بقاء "تجسيد الدولة" معلّقاً، يُبهت قيمة المكسب السياسي الذي تحقّق في الأمم المتحدة، والذي قد يتراجع في أوساط الرأي العام العالمي، وهو الانجاز الذي فتح لنا آفاق المنظمات الدولية التي تُمكّننا من ملاحقة العدو الصهيوني ومحاسبته.

ويتطلب "تجسيد الدولة"، نقل الصراع السياسي والدبلوماسي إلى مستوى آخر، بحيث يفضح وجود دولة تحتلّ دولة أخرى، بتزامن عدّة إجراءات وخطوات تبدأ بالتحلّل من قيود اتفاقات أوسلو وقطع كل ما له علاقة بالتنسيق الأمني، وأن نعمل على تعزيز المقاطعة الاقتصادية للبضائع "الإسرائيلية" لدولة الاحتلال، إلى جانب العمل على توفير مقوّمات الصمود للشعب الفلسطيني، من خلال سياسات مدروسة، تعتمد بناء اقتصاد ذاتي ووطني، كما جرى خلال الانتفاضة الأولى.