Menu

حول الملف النووي الإيراني

تباين في الآراء حول وتيرة العملية التفاوضية في "فيينا"

اجتماعات فيينا

طهران _ بوابة الهدف

صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، اليوم الأربعاء، أنه ليس على علم بأي تطورات جديدة بشأن محادثات فيينا، ما عدا "التقدم الطفيف" الذي تم إحرازه في الأيام الأخيرة.

وقال برايس في الإيجاز الصحفي اليومي "ليس لدي معلومات جديدة خاصة كما تعلمون، الجولة الحالية مستمرة. لقد تحدثنا عن التقدم الضئيل الذي تم إحرازه في الأيام الأخيرة"، مشيراً إلى أن التقدم الضئيل غير كاف وأنه يجب إحراز المزيد من التقدم لإنقاذ الاتفاق النووي.

ولفت برايس إلى أن البرنامج النووي الإيراني ينمو بسرعة منذ أن انسحبت الإدارة الأميركية السابقة من الاتفاق النووي، كما لم تكبح سياسة الضغط الأقصى للحكومة السابقة تصرفات إيران الإقليمية.

وجاءت تصريحات برايس، تعقيباً على وصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس الثلاثاء المفاوضاتِ الجارية في فيينا بشأن الاتفاق النووي بالبطيئة جداً، حيث اعتبر الأخير أن ذلك يهدد إمكان التوصل إلى اتفاق حول نووي إيران يستجيب لمصالح كل الأطراف في إطار زمني واقعي.

وقال لودريان أمام الجمعية الوطنية إنّ "النقاشات جارية لكنها من وجهة نظرنا بطيئة جداً، لا نزال بعيدين عن إبرام صفقة".

ولفت إلى أنّه رغم حصول تقدّم في ديسمبر الماضي، إلّا أنّ المشاركين ما زالوا بعيدين عن إنهاء المحادثات، مشدداً على أن مسألة الانتهاء من التفاوض والتوصل لاتفاق باتت أمراً ملحا وحيويا بسبب "تصرفات إيران" ومسار برنامجها النووي.

واعتبر أنّ "الوضع خطر لأنّ إيران وصلت إلى المرحلة ما قبل الأخيرة" على صعيد تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% والحصول على القدرة النووية.

وخلافاً لذلك، صرّح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة أنباء "تاس" الروسية بأن محادثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي قد تسارعت وترى موسكو أن "فرص التوصل إلى اتفاق في إطار المحادثات السابقة، خاصة الجولات الست، قد زادت".

على صعيد آخر، أكد رئيس الوفد الصيني في مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني وانغ كوان، أن طهران تؤدي "دورا بناء جدا" في المفاوضات من خلال تقديم أفكار جديدة وشاملة.

وقال وانغ في تصريحات صحفية أمس إن "الصين وإيران تعقدان محادثات دائمة خلال المفاوضات وتتبادلان وجهات النظر حول جميع قضايا المفاوضات".

وأضاف أن "الصين تدعم بحزم مطالب إيران المنطقية في مجال الأنشطة النووية ما دامت لا تمثل خطر نشر الأسلحة النووية"، مؤكداً على أن بلاده تدعم إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وفي وقتٍ سابق، أعلن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" نفتالي بينيت، أن حكومته لن تلتزم بالاتفاق الذي تتوصل إليه القوى الدولية مع إيران في فيينا، وقال "نحن نقوم بما هو أبعد من الهجوم المستمر وليس فقط الدفاعي" دون ذكر تفاصيل.

وأردف بينيت: "نحن قلقون من المحادثات النووية في فيينا، لكنّ "إسرائيل" ليست طرفًا في الاتفاقات، ولا تلتزم بما سيتم التوصل إليه، وستحتفظ بحرية مطلقة في التصرف".

وفي سياقٍ آخر، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان إن الولايات المتحدة ذكرت في المحادثات أنه في أحسن الأحوال، سيتم إلغاء تلك العقوبات التي تعود إلى عهد ترامب وتحرم إيران من فوائد الاتفاق النووي فقط.

وبخصوص الدور الفرنسي أوضح اللهيان أنّ "فرنسا كانت تلعب دور الشرطيِّ السيِّء، بينما باتت تتصرف بطريقة معقولة مؤخّراً".

هذا ونفت أوساط الوفد الإيراني المفاوض في فيينا، في تصريحات صحفية، الأخبار التي تحدثت عن البدء بصوغ اتفاق مؤقت صالح لعامين، مضيفةً أنّ هدفها هو "التوصّل إلى اتفاق دائم، والنقاشات مع مجموعة 4+1 مستمرة حول هذا الموضوع".

يشار إلى أن طهران تخوض منذ أبريل الماضي (2021) مباحثات في فيينا مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي المبرم عام 2015، وتجري المفاوضات رسمياً بين إيران من جهة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، بينما تشارك الولايات المتحدة في الحوار دون خوضها أي اتصالات مباشرة مع الطرف الإيراني، وترفض طهران التفاوض المباشر مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قبل رفع العقوبات، بينما تصر واشنطن على ضرورة التقدم بمبدأ خطوة مقابل خطوة.