Menu

هل الجيش الصهيوني مستعد لسيناريوهات الحرب القادمة؟

جيش

غزة- ترجمة خاصة لبوابة الهدف

عُقدت جلسة استماع عامة حول "الدروس المستفادة من عملية الجرف الصامد"، تحدثت بشأنها صحيفة "معاريف" العبرية، تهدف لفهم الفشل المتكرر من القيادة السياسية والقادة العسكريين "الإسرائيليين"، والتفاهم واستيعاب الصورة الحقيقية للتهديدات التي تشكّلها المقاومة الفلسطينية، ومساعدة صنّاع القرار العسكري والسياسي في استخلاص النتائج وإعداد الجيش للحرب القادمة، فحسب صحيفة "معاريف" العبرية، ورد في جلسة الاستماع أن الجيش والحكومة الصهيونية فشلوا في استيعاب المغزى الكامل للتهديد العسكري وفهم قدرات المقاومة، أنفاق حماس هي مثال واضح على الفشل، بالإضافة إلى تهديد الصواريخ الذي يشكّل خطراً منذ سنوات، إذ عانت "إسرائيل" من هجوم واسع النطاق خلال حرب لبنان الثانية.

من المهم جداً أن تقديرات الجيش المتوقّعة للتهديدات المستقبلية يتم الاحتفاظ بها بسريّة، ولا يمكن أن تُعرض للمناقشة العامة، ولكن رفع الآراء والأفكار من الجمهور "الإسرائيلي" يمكن أن يساعد صنّاع القرار للنظر.

والسؤال هنا "كيف ستبدو الحرب وكيف ستكون السيناريوهات من قِبل العدو؟"، السيناريو المتوقّع حسب الجمهور هو هجوم من حركة حماس من جهة غزة وحزب الله في الجولان، في محاولة لكسب المعركة والمطالبة بالإفراج عن المحتجزين في "إسرائيل" أو طلبات أخرى، وهذا السيناريو لا يعتبر تهديد وجودي لـ "اسرائيل" لكن يمكن أن يؤذي العديد من المواطنين الذي يعيشون على طول الحدود.

السيناريو الآخر هو هجوم مفاجئ للقوات "كوماندوز" على ثلاث جبهات "حدود قطاع غزة وحدود لبنان ومنطقة مرتفعات الجولان التي يسيطر عليها حزب الله"، وكل ذلك مدعوم بإطلاق الصواريخ والقذائف وتكثيف النشاط في الضفة، وحسب جلسة الاستماع فإن الجيش لم يعالج هذا التحدي بعد والاستعداد لاحتمال حدوثه.

على طول حدود قطاع غزة ولبنان ومرتفعات الجولان شمالاً، هناك حوالي 50 قرية ضمن مسافة أقل من 10 كم من الحدود، والقوات البرية يمكن أن تصل إلى الجانب الآخر من الحدود سيراً على الأقدام في غضون ساعة أو ساعتين، "ومن جهة احتلال قطاع غزة المنظمات الإرهابية لديها شراهة كبيرة لاحتلال عشرات المستوطنات إذا لم تكن محميّة بشكلٍ كافٍ، وتستعد لأسر العشرات من المدنيين الإسرائيليين أو استخدامهم رهائن، أو دروع بشرية لصد نيران الجيش"، وفي تلك الحالة سيواجه الجيش معضلة صعبة، فمن المحتمل جداً أن "إسرائيل" سوف تضطر إلى التفاوض مع المقاومة، وقوات الجيش لن تُعطى مطلق الحرية للعمل بكامل قوتها، وبالتالي فإن الجيش عليه منع احتلال تلك المدن وإدراك الخطر المحدق بالمستوطنين.

مقدار الزمن لحدوث عملية فدائية استباقية قد يكون قصير جداً، وسيكون فيها مهاجمة للقوات عبر الحدود لاحتلال المستوطنات، وهذا الجدول الزمني لا يسمح لوضع حماية للمجتمعات من قِبل قوات الاحتياط أو قوات من القطاعات الأخرى، وينبغي أن يستند الدفاع فقط على القوات الموجودة بالقرب أو داخل المستوطنات.

الجيش يدرك تماماً احتمالية وقوع هجوم من قِبل قوات "كوماندوز حماس" ولكن السؤال هناك "كيف يمكن التصدّي والتعامل مع مثل هذا الهجوم؟"، يجب على الجيش العمل كثيراً للحد من فرص نجاح مثل هذا الهجوم، ويجب أن يعمل على إعداد مخطط لوقوع أصعب من ذلك، وأن "نفترض المنظمات الإرهابية ستهاجم بأعداد كبيرة خلال المعركة التي يمكن أن تصل إلى الآلاف من المقاتلين المدرّبين"، من غير المحتمل أن تكون هناك عمليات واسعة النطاق، ولكن على الأقل سيكون هناك هجوم عام أو جزئي على عدد محدود من المجتمعات دون سابق إنذار أو إشعار، ويجب أن تكون مستعد لذلك، وأن تستند حماية المستوطنات على توفير إنذار مبكر حال وقوع هجوم، وإقامة حواجز حماية، وجود بديل في حال انقطاع الكهرباء بشكل مفاجئ، التدريب وتسليم السكان معدات مناسبة للدفاع، إعداد نظام دفاعي متكامل مع سلاح الجو.

ويرى المشاركون في جلسة الاستماع أنه يجب ترك المفهوم التقليدي للدولة بأنها تحافظ على قرار الحرب الهجومية، ويجب اتخاذ موقف دفاعي ضد الصواريخ والقذائف والهجمات الفدائية، وذلك يتطلّب العديد من الخطوات، "فهل الجيش الإسرائيلي بالفعل مستعد لهجوم مفاجئ على نطاق واسع من ثلاث قطاعات؟ أم أننا نتوقّع مفاجأة أخرى؟"