Menu

تحليل صهيوني: هل إعلان ترامب مجرد خدعة؟

بوابة الهدف/إعلام العدو/ترجمة خاصة

زعم الكاتب ايتمار ايتسنر في مقالة في يديعوت أحرونوت  أن اعتراف الرئيس الأمريكي ب القدس كعاصمة لـ "إسرائيل" يمكن أن ينظر إليه على أنه اختبار للفلسطينيين: إذا ردوا بالعنف سيقول ترامب إن الإسرائيليين على حق، وليس هناك على ما يبدو أي شريك؛ ولكن إذا قبل الفلسطينيون  خطة سلام ترامب، فإن نتنياهو سيواجه مشكلة.

ويضيف الكاتب أنه رغم أن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة "لإسرائيل" هو إعلان تاريخي. ولا واحتفل القادة "الإسرائيليين" بالحدث بصخب على تويتر فيس بوك والفيديوهات المبثوثة. بل ذهبت وزيرة الثقافة للقول أن  اسم ترامب سيطبع إلى الأبد على الحائط الغربي في حين أن وزيرة العدل أيليت شاكيد قارنت ترامب مع سايروس الأكبر.

من الصعب أن يتصور المرء بأن ترامب  خدع الجميع وأن هذا نوع من الأخبار المزيفة. وكان قراره أولا وقبل كل شيء نتيجة لاعتبارات سياسية داخلية وضغط من الحزب الجمهوري والأوساط الإنجيلية.

يقول الكاتب أن ترامب رغب في تجنب الهجمات مرة اخرى عند التوقيع على التأجيل كل ستة أشهر، وبعد التوقيع على التنازل للمرة الأولى في حزيران / يونيو، شعر ترامب بالقلق من أن منافسيه في الحزب الجمهوري سيواصلون مهاجمته كل ستة اشهر لانتهاك وعده الانتخابي بتحريك السفارة إلى القدس مرة اخرى.

لذلك بدأ التفكير في الحل الإبداعي: ​​كيف يمكن التوقيع على التنازل من جهة، بعد الحصول على تسمية الحكومة الإسرائيلية والحفاظ على عملية السلام من جهة أخرى. كان الحل الماكرو بسيطا: الاعتراف بالقدس دون تحريك السفارة.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض فى مؤتمر صحفى قبل يوم واحد من إعلان ترامب أن الأمر سيستغرق من ثلاث إلىأربع سنوات لبناء السفارة الأمريكية  الجديدة فى القدس. وبعبارة أخرى، يجب على ترامب التوقيع على التنازل ثماني مرات أخرى، ولكن لن يتم إدانته مرة أخرى بفضل إعلانه. وقد اشترى ببساطة الوقت لنفسه.

وعلاوة على ذلك، فمن الممكن تماما أنه بمجرد انتهاء هذه الفترة، لن يكون ترامب في البيت الأبيض، ولن يتم تنفيذ وعده بنقل السفارة إلى القدس. وتماما كما تخلى ترامب عن إرث سلفه باراك أوباما  فإن الرئيس القادم سيكون قادرا على التخلي عن إرث ترامب.

لماذا هي أخبار مزيفة؟ لو كان ترامب يريد حقا نقل السفارة الأمريكية، كان بإمكانه أن يعلن عن نقلها إلى مقر إقامة مؤقت في القدس في اليوم التالي، ونقل مكتب السفير ديفيد فريدمان إلى مكتب القنصل العام الأمريكي في مبنى شارع أغرون في القدس الغربية . لا شيء كان يمكن أن يثبت جدية الرئيس أكثر من هذا والذي كان من شأنه اثبات نواياه أكثر من ألف كلمة.

وعلاوة على ذلك، لا أحد في وزارة الخارجية الإسرائيلية يعرف حتى أين يخطط الأميركيون لبناء سفارتهم في المستقبل. الأميركيون لديهم العديد من الخيارات، ويمكن أن يكون بمثابة إعلان نوايا وضعت علامة كبيرة تفيد: هذا هو المكان الذي سيتم إنشاء السفارة الأمريكية. لكن ذلك لم يحدث كذلك، واستقر ترامب على البيان غير الرسمي الذي وجهه إلى وزارة الخارجية لتعيين فريق للبدء فورا في عملية توظيف المهندسين المعماريين والمخططين لبناء السفارة.  

وبالمناسبة، قام الفريق الانتقالي للحزب الجمهوري بدراسة مواقع مختلفة في القدس وكان بإمكانه تقديم خطة مناسبة لموقع السفارة. لو كان ترامب يريد، حتى انه يمكن ان تظهر حتى الخطط.

 وفوق ذلك تحدث ترامب أول مرة عن حل الدولتين "إذا رغب الطرفان في ذلك" وزعم الكاتب أن الفلسطينيين تلقوا  مزيدا من التعويض في تصريح ترامب بأن إعلانه لا يشير إلى الاتفاق الدائم وإلى حدود سيادة القدس في الاتفاق الدائم. وقال إن هذه الاسئلة تخص الاطراف المعنية.

ومن جهة أخرى، وجه ترامب ضربة أخرى للفلسطينيين خلال تجاهل تماما وعدم الإشارة إلى تطلعهم لتحويل القدس الشرقية إلى عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية. كما تجنب ترامب القول بأن القدس ستبقى العاصمة الإسرائيلية الموحدة، تاركا نافذة معينة لتقسيمها في المستقبل. والسؤال المطروح هو ما سيؤديه إعلان ترامب إذا ما كان بمثابة تفجير المنطقة وجعل الفلسطينيين يرفضون مبادرة السلام الأمريكية ويتوقفون عن قبول الولايات المتحدة كوسيط لائق. قد يكون ترامب وصل إلى استنتاج أن محمود عباس لاخيار أمامه سوى أن ييبن له أنه سيستمر في دفع الثمن إذا استمر في الرفض،  والخيار الثاني هو أن ترامب لديه مفاجأة في الدرج: فهو يقدم لإسرائيل بادرة رئيسية استعدادا للصفقة النهائية التي يخطط لها، والتي تتطلب تنازلات مؤلمة من "إسرائيل".  وبعد إعلان ميري ريجيف أن اسمه سيطبع على الحائط الغربي لا يمكن لأحد في اليمين الإسرائيلي أن يجرؤ على إعلان أن ترامب معاد لإسرائيل  لو قدم خطة سلام في المستقبل القريب تتطلب تنازلات إسرائيلية كثيرة.

كان نتنياهو الأكثر فرحا بقرار ترامب طبعا،  ولكن مصادر حكومية  قالت أنه بمجرد أن يعرض ترامب صفقة سلامه لن يكون قادرا على رفضها.  ورغم أن  نتنياهو وشركائه في الائتلاف يرحبون  بحرارة بالإعلان، إلا أن البعض منهم يعترف في المحافل المغلقة انه مجرد خدعة.