Menu

زيارة جديدة إلى عاهد أبو غلمي.. برفقة "ريتا"

أحمد نعيم بدير

غزة _ خاص بوابة الهدف

سمحت سلطات الاحتلال الصهيوني لزوجة وابنة الأسير القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عاهد يوسف أبو غلمي (50 عامًا) من بلدة بيت فوريك جنوب مدينة نابلس، بزيارته أول أمس الاثنين في سجن "هداريم"، وذلك لأول مرة منذ 10 سنوات حسبما أفادت بعض المواقع المحلية.

"بوابة الهدف"، تواصلت مع زوجة الأسير عاهد، وفاء أبو غلمي، للحديث أكثر عن الزيارة وتفاصيلها، والمعوقات التي تواجه أهالي الأسرى في المرات القليلة التي يسمح بها الاحتلال بالزيارة.

وأوضحت أن الزيارة لم تكن الأولى منذ عشر سنوات كما نشرت بعض المواقع المحلية، بل كانت الزيارة الأولى برفقة ابنتها ريتا، مُشيرةً إلى أنها زارته عدّة مرات هي وريتا، ولكن بشكلٍ منفصل.

كما وشدّدت على أن ابنتها ريتا زارت والدها في سجون الاحتلال عدّة مرّات، في حين كانت هي ممنوعة من الزيارة لمدة سبع سنوات متواصلة منذ العام 2009 إلى العام 2016، وبعد هذا العام الأخير زارته عدّة مرات لوحدها، وكانت هذه –زيارة أول أمس- هي المرة الأولى برفقة ريتا منذ العام 2009.

معاناة الزيارة

وعن المعاناة التي ترافق أهالي الأسرى وقت الزيارة، توضح أبو غلمي أن المعاناة تبدأ في يوم الزيارة منذ الصباح الباكر، "نستيقظ من الساعة الخامسة صباحًا حتى نتجهز للزيارة ونتخطى كافة الحواجز الإسرائيلية. بعد ذلك يتم تجميعنا في منطقة معينة في رام الله، وفي تمام الساعة الثامنة نكون قد وصلنا إلى ما يُسمى حاجز "بيت سيرا".

تتابع: "بعد ذلك يتم إدخال العمال الفلسطينيين في البداية، ومن ثم تبدأ عملية تفتيش أهالي الأسرى بشكلٍ دقيق وممل، يرافق هذه العملية الصراخ المستمر من قبل المجندين والمجندات دون أي سببٍ يذكر، فقط للتنغيص واضاعة الوقت".

وأشارت إلى أن الاحتلال يتعمّد تأخير الأهالي خلال عملية التفتيش، "وفي يوم زيارتنا تم احتجاز عدد من أهالي الأسرى، كان منهم والد الأسيرة عهد التميمي، وقاموا بمنع أخيها من الزيارة".  

وبعد الوصول لمكان الزيارة، يُمنع إدخال أي طعام أو شراب أو أغراض شخصية للداخل، وتكمل أبو غلمي خلال الاتصال الهاتفي "كالعادة يكون الحديث مع الأسير عبر سماعة تلفون ومن خلف حائط زجاجي، ويقف شرطي خلف الأسير وآخر في المقابل خلف الزائر، ناهيك عن التعليقات الغير مفهومة أحيانًا والتي نسمعها بين كل دقيقةٍ وأخرى من قبل هذا الشرطي.. وفي طريق العودة يُمارس علينا نفس الإجراءات والمضايقات. الزيارة رغم أنها تكون مفرحة لأهل الأسير إلّا أنها لا تخلو من المشاهد الأليمة خصوصًا عند مشاهدة الأسرى لأطفالهم".

عاهد    

"في كل زيارة يكون جلّ اهتمام عاهد وسؤاله عن الناس وأوضاعهم الاجتماعية على وجه الخصوص، الأسرى مهتمون جدًا بأوضاع الناس، حيث يتذكرون ويسألون عن كافة الناس والجيران والأصدقاء منذ ما قبل الاعتقال".  

وخلال الزيارة تُبيّن زوجة عاهد، أنها شاهدت العديد من الأسرى القدامى الذين لم تشاهدهم منذ فترة، تتابع: "تشرفنا برؤية الأسير إبراهيم حامد الذي لم نراه منذ سنوات، وأيضًا الأسير عصام الفروخ والذي حضرت والدته في سيارة اسعاف لكي تزوره، والعديد من الأسرى الموجودين في هداريم".

تجدر الإشارة إلى سجن "هداريم" هو للعزل، ولكن للعزل الجماعي، ويحتوي على 100 أسير فلسطيني، ويتكون من قسمين، واحد للأسرى وجميعهم من أصحاب المؤبدات، وآخر للأسيرات يُسمى "هشارون".

"في كل زيارة لي إلى عاهد تكون معنويات الأسرى عالية جدًا، والحديث معهم يُشعرك بالفرح والفخر"، مُشيرةً إلى أن الاحتلال في الوقت الحالي يمنع إدخال الكتب التعليمية والسياسية إلى سجن "هداريم"، ما عدا الكتب الدينية والروايات.

المُعلّم عاهد

وحول المسيرة التعليمية للأسير عاهد، تقول زوجته أنه في الوقت الحالي يُحضّر لرسالة الدكتوراه، وقام بالفعل بتجهيز مقدمة الرسالة وأجزاء مهمة جدّا منها، وقام بتجميع أبحاث عديدة حول عنوان رسالته "واقع الحركة الأسيرة والوضع النفسي لأصحاب الأحكام العالية"، وعندما كان في سجن "ريمون" نظّم العديد من الدورات للأسرى منها في الاعلام وأخرى في حقوق الانسان، وفي "ريمون" أنجز أجزاءً كبيرة من الرسالة، لكن مع الأسف صادرت مصلحة السجون الصهيونية كل هذه الأجزاء، وصادرت الأرشيف التعليمي وكشوفات الدرجات الخاصة التي كانت بحوزة عاهد كونه المُشرف الأكاديمي على الأسرى داخل السجن، كما وصادر الاحتلال كافة الملخصات التي كان يعدها للطلاب الأسرى من أجل التعليم.

وأشارت إلى أن المعضلة الموجودة حاليًا هي عدم موافقة أي جامعة على أن عاهد يكمل دراسته لديها وهو داخل السجن، فمثلاً في رسالة الدكتوراه تشترط الجامعات أن يكون هناك عدد معين من الساعات على الطالب الحضور للجامعة لدراستها، "راسلنا العديد من الجامعات الأوروبية، للأسف لم يستوعبوا قضية أن الطالب عاهد موجود داخل سجن ولا يستطيع الخروج، ولم يستوعبوا أيضًا أن المشرف على رسالة الدكتوراه أسير هو الآخر وهو المناضل مروان البرغوثي".

وبيّنت أبو غلمي خلال حديثها لـ"الهدف"، أن هناك في الفترة الحالية جامعة مغربية أبدت موافقة مبدئية، ولكن بشرط عمل توأمة مع جامعة فلسطينية حتى يتسنى لها ذلك.

وفي ختام حديثها، أكّدت أن الأسير عاهد يحرص أشد الحرص على استغلال كل دقيقة داخل السجن، سواء في البحث والدراسة أو في التدريس.. عاهد بصحة جيدة جدًا وأوصل السلام لكافة الأصدقاء والرفاق والأحبة".

يُشار إلى أن القيادي في الشعبية عاهد أبو غلمي محكوم بالسجن المؤبد إضافة إلى خمس سنوات أخرى بتهمة المُشاركة في قتل وزير السياحة "الإسرائيلي" رحبعام زئيفي.

وتعرَّض أبو غلمي إلى عقوبات كثيرة خلال فترة اعتقاله، أبرزها العزل الانفرادي لسنواتٍ طويلة، واتهمه الاحتلال بالعمل ضمن خلايا عسكرية تابعة للجبهة الشعبية، إضافة إلى مسؤوليته عن تنفيذ عدة عمليات عسكرية ضد الاحتلال.