Menu

غزة توحد الرايات في يوم الأرض

حاتم استانبولي

يوم الأرض هذا العام كان له وقعًا مميزًا من حيث الشكل والمضمون والنتائج؛ فمن حيث الشكل فرض إيقاعًا وحدويًا تجلى بسيادة راية العلم الفلسطيني فوق كل الرايات الفئوية واعطى بعدًا وطنيا جامعا لحركة جماهير شعبنا واكد ان الراية الواحدة الجامعة هي راية فلسطين ومن زاوية ظهرت جموع الفلسطينيين في غزة متحدة ومتنوعة وهي تزحف للشريط فترى الأطفال والنساء والشيوخ والشباب جميعهم في مشهد وطني متداخل ومختلط يجمعهم هدف العودة . غزة اكدت انها مستعدة لاستخدام خزانها البشري كسلاح في مواجهة آلة المستعمر الصهيوني المحتل عندما يتطلب ذلك وانها متحدة تحت راية فلسطين الجامعة .

أما من حيث المضمون فإنّ غزة أكّدت أوّل درس أنّ عنوان المقاومة هو العنوان الجامع. في خروجها أكدت أنّ شرعية المقاومة هي شرعية مواجهة المستعمر الصهيوني المحتل وادواته.

غزة قالت كلمتها أنها ورغم حصارها من اهل البيت او من المستعمر المحتل فهي لن تهزم بل ستحول ادوات حصارهم عبأ عليهم وتكشف كذبهم ورواياتهم وتؤكد ان حياة الشعب الفلسطيني هي الأولوية والقرارات العقابية الجماعية هي قرارات يراد منها تركيع شعبنا في غزة وتقديمهم كمثل لأرضاخ بقية قطاعات شعبنا .

غزة اكدت ان وجهتها فلسطين التاريخية وهي لن تلتفت الى الصحاري وجهتها عودتها الى ارضها ولن تقبل اي بديل لها مهما زينت لها صحاري المتاهة .

حسب روايتهم هم تاهو فيها اربعون عاما فهم من يستحقوا ان يعودا الى متاهتهم .

غزة اكدت للقاصي والداني انها عندما تتطلب المواجهة بالسلاح فهي مستعدة وعندما تريد ان تفرض ايقاعها فان جماهيرها معها ومع مقاومتها فهي تعزف مقاومة سلمية وفصائلها مستعدة للدفاع عنها في الميدان وتستطيع صد كل اشكال العدوان .

البعض خرج مستعجلا في توظيف يوم الارض لشكل واحد من اشكال النضال ليوظفه في الراي العام العالمي فماذا كانت الصورة انهم لم يلتفتوا لصراخكم وجماهير الشعب الفلسطيني لم تخرج لهذا الهدف هي خرجت لتؤكد حقها التاريخي من اجل تحقيق العدالة التاريخية ومشهد يوم الارض هو جزء من كل يحمل المقاومة بكافة اشكالها وايقاعها تفرضه ظروف المكان والزمان فما الذي يمنع ان تشارك المقاومة الفلسطينية المقاومة اللبنانية او السورية او تطور اشكالها حسب ظروف المكان والزمان ما الذي يمنع توحيد جهد الشتات في مواجهة الحملة الأعلامية الشرسة التي غيبت وتغيب نضالات شعبنا واسراه . لهؤلاء اللذين سارعوا لتوظيف يوم الأرض ليواكب اجنداتهم في بعض العواصم ويحافظوا على مكتسباتهم منها, من تمويل مراكزهم ومواقهم .

غزة قالت لهم انها مع المقاومة بكافة اشكالها وعناوينها فهي معهم بالحرب والسلم. هم يحاولون اعطاء صبغة وحيدة للمقاومة في حين ان المقاومة الشعبية بمفهومها تحمل السلمية والمسلحة هم بتعبيرهم يريدون ان يروجو ان المقاومة المسلحة لا تحمل الطابع الشعبي . والسؤال الذي طرح بوجههم هل شفعت لابناء غزة سلميتهم الجواب اعطي لكم 15شهيدا 1400 جريح . هذا لا يعني ان المقاومة السلمية غير مجدية وانما يجب النظر لها في اطار مفهوم المقاومة الشاملة واحد اشكالها التي تفرضها اللحظة السياسية من حيث الزمان والمكان . اما في الجانب الآخر والذين تراجعوا وظنوا ان دعمهم لجماهير غزة هو دعمهم لحماس فهم وقعوا في خطأ سياسي قاتل ان حماس هي جزء من منظومة المقاومة الفلسطينية واذا عادت وصححت بوصلتها فعلينا واجب دعم هذا الأتجاه بداخلها الذي يرى ان المقاومة هي نحو فلسطين .

غزة في يوم الأرض اعادت البوصلة لموقعها الصحيح وفرضت حقيقة ان الصراع الأساسي مع الصهيونية وتعبيرها المتمثل بالمحتل المستعمر .

غزة انهت كل الجدل الدائر وفرضت ايقاع المواجهة وطالبت المؤسسات الفلسطينية بعدم التهاون في ملاحقة مجرمي الحرب في المؤسسات الدولية وخاصة محكمة الجنايات الدولية دماء يوم الأرض اسقطت كل الأدعاءات التي تطرح للتهرب من ملاحقة القتلة هذه الأدعاءات التي تغلف خضوعهم لضغوط بعض العواصم الممولة .دماء يوم الأرض لا يمكن المساومة عليها . المهمة القائمة هي ليس توسعة قفص الذل وانما تحطيمه والخروج منه لفضاء الحرية والعودة والتحرير وهذا الهدف الذي خرجت من اجله جماهير شعبنا في كافة اماكن تواجده منذ عام 48 وحتى يوم الأرض 2018 ارض فلسطين وهوائها يجمع شعبها بكل اطيافه وتلاوينه .