Menu

غسان كنفاني.. خالد في عقول وقلوب رفاقه ومحبيه في فلسطين والوطن العربي

غازي الصوراني

03324d8b-6015-465d-bed9-d97e5e412750

في ذكرى غسان ، وفي ظروف الحصار والانقسام  ، سأبدأ كلمتي بهذا السؤال .. ماذا لو كان غسان كنفاني لا يزال على قيد الحياة؟ "يعتكز عصا عادية ويحدق في خيبة غير عادية"، ماذا لو عاد إلى الوطن وهو على هذه الحالة من الانقسام وتشتت الهوية والشعب والقضية ، وألقى كلمة في جمع  لا يعترف بأعماله ولا يستلهمها أو يهتدي بها حتى لو عرفها..!؟ .
لقد باتت قضيتنا اليوم محكومة –عموماً- لقيادات سياسية استبدلت المصلحة الوطنية العليا برؤاها وبمصالحها الخاصة ، ففي ظل الانقسام والصراع بين الأخوة الأعداء ، يحتفل عدونا الإسرائيلي بقيام دولته، ومرة أخرى نستعيد نحن الفلسطينيون في الذكرى الثانية والستين للنكبة ، أطياف ذكريات ماضية ، ولكن في وضع مؤسف عنوانه "تزايد الصدام بين قطبي الصراع" وانسداد الأفق السياسي بالنسبة للدولة أو المشروع الوطني لا فرق ، والسؤال هو: ما هي تلك الغنيمة الهائلة التي يتنازع قطبي الصراع المتصادمين عليها؟ لا شيء سوى مزيد من التفكك والانهيارات والهزائم .. فالحرب بين الفلسطيني والفلسطيني لن تحقق نصرا لأي منهما ، وإنما هزيمة جديدة لمن يزعم انه انتصر ، يؤكد على هذا الاستنتاج الواقع الراهن الذي يعيشه أبناء شعبنا في الوطن والشتات .
 وبالتالي فإن الحديثُ عن غسانَ الكاتبِ الروائي المناضلِ والمثقفِ الجبهاوي –كما الحديثِ عن الحكيمِ ووديع و أبو علي مصطفى ومحمد الأسود وأحمد سعدات وكلِ الثوريين- لا معنىً له ولا قيمة إن لم يكن تحريضا ثوريا ًوديمقراطيا من أجل تغيير وتجاوز هذا الواقع الفلسطيني والعربي الذي بات اليوم خاضعاً ومرتهناً للتحالف الامبريالي الصهيوني ، لكن هذه الخطوة ستظل بلا معنى ان لم نبدأ في التحريض عبر النضال الديمقراطي الداخلي على طرفي الانقسام ، فتح وحماس، اللذان أسهما فيما وصلت إليه أوضاعُنا الفلسطينيةِ من طريقٍ وأفقٍ مسدودٍ على كافةِ الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، حيثُ بات من المؤكدِ لكم ولكلِ أبناءِ شعبِنا في الوطنِ والمنافي ان استمرارَ هذا الانقسام هو خدمةٌ صافيةٌ للعدوِ الصهيوني مدعوماً من ألّدِ أعداءِ الفلسطينيين والعرب وكلِ فقراء العالم ،الولاياتُ المتحدة الامريكية ..لذلك أتوجه من هنا من قطاعِ غزةَ ..سفينة نوحٍ الفلسطينية الأم الولادة للهوية الوطنية ..الى كل أبناءِ شعبِنا وقواه السياسية والمجتمعية في كل ِمدن ومخيمات الضفة والقطاع وكل مخيمات المنافي واللجوء ان يتوقفوا عن صمتهم وأن يبادروا إلى ممارسة الضغط الشعبي الجماهيري عبر الاعتصامات والمظاهرات بشعارٍ موحدٍ هو "انهاءُ الانقسامِ" والعودة ُالى الاحتكام للشعب والدستور الفلسطيني ووثيقةُ الوفاق الوطني، اذ لا معنىً ولا قيمةً او مصداقية لأي نضال ٍوطني سياسي أو كفاحي في ظل هذا الانقسام.ولا امكانية لتحقيقِ أي برنامج ٍتنموي او اجتماعي او اقتصادي او صحي او تعليمي في ظل الانقسام ..فهو أولويةُ الأولويات ولا معنى او مصداقية أو امكانية لأي هدفٍ فلسطيني في الضفة او قطاع غزة او المنافي دون الخلاص من هذه الحالة الانقسامية التي كرست عوامل َالقلقِ والاحباطِ واليأس في صفوف أبناءِ شعبنا في كل أماكن تواجدِه في الوقت الذي يستمر الصراعُ بين فتح وحماس على المنافع ِوالمصالح الفئوية الضيقة في كيفية اقتسام سلطةَ الحكم الاداري الذاتي بينهما وفق برنامجين متناقضين، ما يعني بقاء الانقسام وتزايد مظاهر الاحباط واليأس في صفوف أبناء شعبِنا ، مع تزايد عدوانية العدو الصهيوني وشروطه المذلة عبر مفاوضات عبثية لن تحقق سوى المزيد من التفكك وانسداد الآفاق  ... لذلك فإن من واجب كل فلسطيني وطني مخلص ، ومن واجب من كل القوى الوطنية التي لا مصلحة لها  في الانقسام أن يبادروا جميعاً إلى تأطير الحركة الجماهيرية لكي يمارسوا معاً كل أشكال الضغط الشعبي المتصل حتى انهاء الانقسام ، لكي نستعيد معا صمودَ ومقاومةَ شعبِنا لعدوِنا الصهيوني باعتبار ان تناقضَنا التناحري الوحيد لن يتوجه َالا اليه ، فلنبدأ أيها الاخوة بالاستعدادِ والتحضير لهذا الحراك الجماهيري ، الكفيل وحده  -عبر المظاهراتِ والاعتصامات - بإنهاءَ هذه الحالة من الانقسامِ كمدخل وحيدٍ لصمود شعبنا ومقاومته ووحدته وتعدديته الديمقراطية .