Menu

حروبٌ على الأبواب

طلال عوكل

نشر هذا المقال في العدد 39 من مجلة الهدف الإلكترونية

رائحةُ الحروب، تصدرُ من أماكنَ كثيرة، وتشي بزلازلَ خلالَ ما تبقّى من هذا العام، روسيا فتحت المزاد، بدافعِ إبعادِ التهديداتِ الاستراتيجيّةِ التي تشكّلُها أمريكا وحلف الفيتو، وتجدُ في ذلك فرصةً لإنهاءِ حقبةِ الزعامةِ الأمريكيّةِ الاستعماريّةِ للعالم.

النظامُ الدوليُّ الذي تتسيّدُ عليه أمريكا لم يعد قادرًا على حمايةِ السلمِ والأمنِ الدوليّين، ولم تعد لغةُ الحوارِ والدبلوماسيّةِ قادرةً على كبحِ جماحِ الدول الاستعماريّة، دونَ مواربةٍ تعلنُ الإدارةُ الأمريكيّةُ قائمةَ أعدائِها بَدْءًا من الصين وروسيا و إيران وكوريا الجنوبيّة، ولذلك فإنّها لا تتوقّفُ عن محاولةِ إضعافِ هؤلاء، سواءً عبرَ التدخّل في الشؤون الداخليّة، أو التحريض، أو تحريك أدواتها، وتعزيز وجودها العسكريّ المباشر في غرب وجنوب روسيا وفي بحر الصين والمحيط الهندي، أمّا في الشرقِ الأوسطِ فإنّها تتركُ المهمّةَ لإسرائيلَ التي عليها أن تكوّنَ القوّةَ الضاربةَ لحلفٍ سنيٍّ يجمعُهُ العداءُ لإيران، والوهم بإمكانيّة النجاة، وتأمين الاستقرار بالاعتماد على القوّة العسكريّة الإسرائيليّة المدعومة أمريكيًّا.

وزيرُ الدفاعِ الصينيّ، أطلقَ تهديدًا واضحًا وصريحًا، قابله وزراءُ دفاعِ أمريكا، واليابان وأستراليا، بتهديداتٍ مماثلةٍ على خلفيّةِ الموقف من تايوان والمضيق الصيني، وانتشار تعزيز الوجود العسكريّ لكلا الطرفين. إيران لم تتأخّر في إطلاق تهديداتها أيضًا على خلفيّة التهديدات الإسرائيليّة وفي ضوء وجودها العسكريّ المتسارع في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وفي الخليج. حزب الله دخل على الخطّ وأرسل أمينه العام حسن نصر الله، تهديداتٍ واضحةً لإسرائيلَ التي تعمل على سرقة حقوق لبنان من غاز شرق المتوسّط، قابلته تهديداتٌ واضحةٌ من قبل أفيف كوخافي رئيس الأركان الإسرائيليّ الذي توعّد لبنان بالويل والثبور وعظائم الأمور.

فتائلُ التفجيرِ موجودة، ويتسارعُ اشتعالُها، ولا ينبغي لأحدٍ أن يصدّقَ بأنّ أحدًا في المنطقة سيدفع تكاليف الحرب لحماية الآخر أو دفاعًا عنه، فلكلٍّ قضيّتُهُ ومصالحُه، والمناخُ الدوليُّ يتيحُ الفرصةَ لتغييراتٍ جيوسياسيّةٍ ذات أبعادٍ استراتيجيّةٍ ستكونُ انعكاساتُها كبيرةً على الشرق الأوسط، في ضوء ذلك على الفلسطينيين أن يقيموا حساباتهم جيّدًا على أساس مصالحهم الوطنيّة أوّلًا.